وجّه الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، حكومة ولاية شمال دارفور والجهات المعنية بمسارعة الخطى للاحتواء العاجل للمشكلة الأمنية التي حدثت أخيراً بمنطقة جبل عامر ومحليتي سرف عمرة وكبكابية. وطالب طه، والي الولاية عثمان محمد يوسف كبر بالتركيز الشديد في مجال تأمين وإغاثة المواطنين وإعادة الأمور بمنجم جبل عامر لشكلها الطبيعي باعتباره يمثل مورداً قومياً ومحلياً كبيراً. وأثنى طه طبقاً لوالي الولاية الذي التقاه أمس بالقصر الجمهوري على الجهود التي بُذلت، وأكد أن اتفاقاً تم خلال اللقاء وضع خارطة طريق ومصفوفة مطلوبات محددة لاحتواء الأمر بشكل نهائي، ووصف كبر التوجيهات بالمهمة وأنها جاءت في محلها، وشدد على أن حكومة ولايته ستعمل على تنفيذها بشكل فوري، وأشار كبر إلى أن لقاء طه استكمل به لقاءات أخرى أجراها مع وزيري الدفاع والداخلية، وقدم فيها شرحاً للمسؤولين عن الأحداث الأخيرة والجهود التي بُذلت لاحتوائها عسكرياً وأمنياً وعلى المستوى الأهلي. وكشف كبر في تصريح للصحفيين عقب لقائه طه، أن الأحداث بدأت بشجار بين أفراد وتحوّلت إلى صراع قبلي انتشر في منطقة الجبل ومحليتي سرف عمرة وكبكابية وتسبب في خلق مناخ مواتٍ لتوافد قطاع الطرق من أنحاء دارفور كافة الذين عاثوا فساداً في المنطقة بنهب ممتلكات المواطنين، ولفت الى أن ما حدث قدم صورة شائهة أضافت إلى الصراع القبلي صورة أكثر قتامة، وقطع بأن حكومته ممثلة في اللجنة الأمنية تمكّنت من إخماد الفتنة، وأن ما تبقى فقط بعض الجيوب الخاصة بمطاردة الحركات المسلحة التي قال إنها أرادت الاستفادة من المناخ لبث سمومها، ونوه إلى الدور الإنساني الذي لعبه المواطنون في كبكابية وسرف عمرة وغر الزاوية في إيواء متشردي المنجم والآخرين الذين أُحرقت قراهم، ونوه بالدور التكافلي الذي تم. وقال إن حكومة الولاية بعثت بأطباء وأدوية وموظفين لإيواء المتشرين، وأشار إلى أن المعدّنين ذهبوا الى منطقة كبكابية. وأكد كبر أن الخميس المقبل سيشهد عقد اجتماع تمهيدي يضم القيادات الأهلية والرسمية بمنطقة سرف عمرة لتحديد الأجندة والخطط والأجاويد والمسهلين والترتيبات الخاصة كافة بعقد مؤتمر صلح قبلي يعقد لاحقاً، وأشار الى أنه لمس الروح الطيبة لدى الطرفين المتنازعين واستعداداً لإطفاء نار الفتنة، وقال إنه طرح على المسؤولين في الحكومة مصفوفة مطلوبات محددة خاصة بالجوانب الإنسانية والاجتماعية والأهلية، بجانب الترتيبات الأمنية اللازمة لبسط الأمن، إضافة لبعض المصروفات الإدارية واللوجستية، ولفت كبر الى أن البعض لم يغادروا الجبل، إضافةً الى أن هدوء الأوضاع ساعد في العودة العكسية، واعتبر ما حدث قتل فرحة المواطنين بتحقيق صلح تاريخي في منطقتي كتم ومليط، وقال إن ما حدث (إما غفلة أو أمر مدخر أو إزالة هَم أو إحاطة بالأمن). إلى ذلك، انتقد كبر محاولات السفارة الأمريكية لسحب منسوبيها من دارفور، ورأى أنه ليس هناك أي داعٍ لما حدث، وأشار الى أن الأوضاع بدارفور لا تستدعي سحب أية جهة لمنسوبيها، وأضاف: (هذه انسحابات تعرفها هي ولأمور أخرى غير التي تحدث في دارفور)، وأكد أن ما يحدث في دارفور لا يهدد الدبلوماسية.