قبل أن تنجلي حقيقة عطلة يوم السبت في ولاية الخرطوم، تقرر توقف العمل ليومين بمناسبة أعياد السلام ورأس السنة الهجرية، وستكون أيام الأربعاء والخميس عطلة رسمية في البلاد. بداية نحمد لمجلس الوزراء أنه التزم بسنة البكور التي يتمسك بها في تحديد مواقيت اليوم ((غصبا)) وبكر هذه المرة في تحديد العطلة قبل فترة كافية، ونأمل أن تكون هذه سنة من قبل رئاسة مجلس الوزراء في تحديد كل العطلات سنويا، إذ أن المجلس يقرر في شأن المجتمع كله ويؤثر على العمل الخاص والعمل العام في الدولة. وإذا كانت الحكومة تخسر في ساعات يوم العمل، وتوفر مالا يصرف في الإتصالات الهاتفية والوقود والكهرباء، فإن القطاع الخاص كله لا يقع له هذا بل ربما يتضررمن كثرة العطلات. بل نأمل في أن يفك مجلس الوزراء ووزارة مجلس الوزراء قبضتها المتحكمة في الكثير من الوزارات حتى تنطلق وتحسن من الأداء وتضبط شأنه. ومن المفيد أن تعود لوزارة العمل فاعليتها وقوتها وحضورها في الساحة، وأن يكون اصدار قرار تحديد العمل شأنا يخصها مركزيا. هذه العطلات التي تقرر فجأة، وتتكاثر على الناس ربما تكون نغمة عليهم، وكما يفيد الشخص من العمل والإنتاج فإن هذا يحدث للدولة. وإذا تقرر أن تكون العطلة الاسبوعية في السودان ليومين فإن هذا القرار يحتاج إلي معالجات وقرارات أخرى تجعل منه قرارا مفيدا وليس قرار تبطل يخرب الإقتصاد. إن العمل والإنتاج والعطلة شأن يهم المجتمع قبل الدولة ويهم معها القطاع الخاص ولا بد أن تكون الحكومة أكثر إنفتاحا وأن تشرك معها أوسع قطاعات الأمة في دراسة العطلات علها تضمن أفضل تطبيق. لا يمكن أن يتعطل العمل ليومين في ظل هذه العطلات الني ننفرد بها على كل دول العالم. ولا ننفرد في بلادنا بالعطلات فقط بل بالتعطل أثناء اليوم وساعات العمل تهدر كثيرا لتناول الإفطار أثناء العمل وهذا مما ننفرد به في السودان. وصلاة الظهر تتخذ في أحيان كثيرة سببا في تعطيل العمل وهي حجة قوية يصعب على الكثير من الإدارات ضبطها وتوجيهها ولكن من العاملين من يصلي في ساعة ومنهم من يصلي في نصفها أو أدنى من ذلك .ولدينا العزاء أثناء ساعات العمل وحفلات الوداع والإستقبال والإجتماعات التي تطول ويطول إنتظارها. ولدينا ستات الشاي خارج المكاتب والكلمات المتقاطعة ونتائج مباريات كرة القدم. وبعد هذا نشتكي من العمالة الوافدة وتغولها على الوظائف وفرص العمل الضيقة والمحدودة.