«إلى وزير الدفاع .. الحاجة شامة في انتظارك» هو عنوان المقال الذي كتبه الأستاذ محمد عبد القادر بمداد ساخن يحكي فيه عن تلك المرأة التي ماثلت أيوب صبراً وهي تفقد أربعة من أبنائها ليس بمرض عضال أو وراثي بل كانوا شهداء ضحوا بأرواحهم في ثغور البلاد رافعين شعار «يا وطن دونك المهج والأرواح». لا أدري لماذا تذكرت ذلك المقال وأنا اتجه نحو مدينة القادسية بالكلاكلات لنشهد أولى خطوات تلك المرأة داخل منزلها الجديد الذي صدق به السيد رئيس الجمهورية بعد زيارته الأخيرة لمنزلها القديم بالقطعية الذي زارتها «الرأى العام» فيه ووقفت على حالته التي تغني عن السؤال. خواطر عديدة تنازعت أفكارنا طوال رحلتنا لم تقطعها إلا اتصالاتنا مع «عبد المجيد» ابن الحاجة شامة ليدلنا على الطريق ونبرات صوته تحكي الكثير.. وتعكس مدى الفرحة التي تستوطن دواخله في تلك اللحظة. عندما توقفت العربة أمام بوابة المنزل ترجلت أشواقنا قبل الأقدام وهي تتدفق عبر الباب الذي نقشت على إحدى ركائزه عبارات الحمد والشكر. لتسجل الصورة وتحكي العدسة.. و.. تؤكد القيادة نجاحها في إمتحان الشهادة.. بلا ملاحق أو بدائل ----- طعم الفرحة الفرحة كانت حاضرة بطعمها المميز داخل منزل الحاجة شامة الجديدوكانت تلك الابتسامات التي تتبادلها مع المهنئين أبلغ دليل على ان الفرحة عرفت طريقها اخيرا الي تلك الاسرة الصابرة. لمة ما منظور مثيلا أمام بوابة المنزل الجديد وقف الجميع شاهداً على وفاء القيادة التي أسهمت في إعادة الإبتسامة لشفاه «تيبست» من الأحزان وبالرغم من سخونة الطقس الا أن الجميع أصر على التقاط صورة تذكارية يتوسطها عبد المجيد الذي حكت إبتسامته ما يجيش بداخله.. شامة بلا دموع نعم هي الزيارة الوحيدة التي سجلتها «الرأى العام» للحاجة شامة طوال فترة تواصلها معها.. والتي شهدت على ميلاد شامة جديدة.. شامة ودعتها الأحزان وسكنتها معاني الفرحة الغامرة .. نعم الحاجة شامة اليوم بلا دموع. قول يا لطيف هي ملازمة (عبد المجيد) في كل تحركاته حتى عند سؤاله كان يحرص على نطق تلك العبارة المليئة بمعاني الإيمان بالقضاء والقدر.. حتى ونحن نودعه ونتمنى أن نزوره قريباً في المستقبل ك (عريس) فاجأنا وهو يقول في إبتسامة عريضة :قول يا لطيف.. منظمة الشهيد العاملون بمنظمة الشهيد شكلوا حضوراً فاعلاً في اليوم وفي مقدمتهم الاستاذ مكي نائب المدير للمنظمة بولاية الخرطوم.. مشهد مؤثر مشهد الحاجة شامة وابنها عبد المجيد وهما يرفعان ايديهما شكرا لله كان من المشاهد المؤثرة التي لن تحتويها كل عبارات الدنيا وهذه الأسرة الصابرة تشكر الله سبحانه وتعالى الذي أنصفها وأعاد البسمة مرة أخرى لدواخلها التي هدتها موجات الأحزان. العيد (عيدين) بهدوءها المثير وإبتسامتها الناصعة البياض وطيبة قلب «الأم» الذي سرت فيه الحيوية بعد توقف نبضات أفراحه لسنوات كانت الحاجة شامة تستقبل التهاني المزدوجة التهنئة الأولى كانت بمناسبة عيد الفطر والتهنئة الثانية كانت بتشريفها لمنزلها الجديد الذي تمنى فيه لها الأستاذ مكي نائب المدير بمنظمة الشهيد الإستقرار و«قدم» الخير ليصبح عيد الحاجة شامة «عيدين». قصة حلم تحقق قالت الحاجة شامة إنها لم تتوقع أن يهتم السيد رئيس الجمهوية شخصياً بقضيتها وكشفت عن ذلك الحلم الذي كان يراودها برؤيتها ومصافحتها للرئيس.. وقالت بلهجة حملت الكثير من الوفاء: «الرئيس ما قصر رجّع لينا الفرحة تاني» وعندما سئلت عن اي كلام تود أن تقوله ردت بسرعة: «أنا كلامي إنتهى» ..