الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات- نحمده ونشكر فضله فالنجاح كله منه وإليه وما توفيقي إلا بالله- والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً- والسلام على إخوانه من أنبياء الله ورسله أجمعين- وبعد. فقد انعقد بعون الله وتوفيقه في أيام الخميس والجمعة والسبت (12-13-14) من شوال 1430ه الموافق (1-2-3) من اكتوبر 2009م المؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني في دورة انعقاده الأولى في أجله المضروب وذلك بعد أن اكتملت دورات انعقاد مؤسسات المؤتمر الوطني من القاعدة إلى القمة. فانعقدت مؤتمرات الأساس في القرى والفرقان والأحياء في كل ولايات السودان شماله وجنوبه شرقه وغربه، فبلغت مؤتمرات الاساس (24179) مؤتمراً، ومشاركة كبيرة من العضوية تؤكد الإمتداد الجماهيري الواسع للمؤتمرالوطني حيث بلغت العضوية المشاركة (5591822) عضواً. ثم تلتها مؤتمرات المناطق التي بلغت (1007) وحضرها (402997) عضواً فمؤتمرات المحليات بلغت (159) مؤتمراً حضرها (127270) عضواً فمؤتمرات الولايات والقطاعات الوظيفية والفئوية، وانتهى كل هذا النشاط السياسي بتصعيد عضوية هذا المؤتمر العام البالغة (5847) عضواً، بنسبة حضور (97.45%) بالإضافة الى عضوية مراقبة بلغت (225). وقد حضر المؤتمر العام الثالث ضيوف أماجد من (39) دولة يمثلون (51) وفداً من البدان والأحزاب الصديقة والشقيقة الذين نشكر لهم مؤازرتهم ونقدر لهم حضورهم، وكذلك ،وكذلك حضر جلسته الافتتاحية والختامية قادة وومثلو الأحزاب السودانية مشكورين ومقدرين وقد خاطب عدد مقدر من رؤساء الوفود الخارجية وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية السودانية جلسات المؤتمر وقدموا أفكاراً ومشاركات هي موضع الاعتبار عند المؤتمر الوطني. والمؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني إذ يختتم أعماله يؤكد في بيانه الختامي إنه أولاً: يحي جماهيره العريضة الممتدة في أنحاء السودان، ويرحب ترحيباً حاراً بالأعداد الكبيرة التي انضمت لركبه من القيادات السياسية والإجتماعية والفئوية والوظيفية يرحب بهم في مسيرة البذل والعطاء والتضحية لأجل بناء الوطن وعزته وكرامته ويحي المؤتمر أهل السودان بمختلف أحزابهم ومشاربهم السياسية والثقافية. ويؤكد المؤتمر الوطني للجميع ثباته على مبادئه السياسية المرتكزة على مبادئ الدين والوطن وأنه مصمم على استكمال بناء حزب قائد لوطن رائد، يبني نهضته وعزة شعبه على دوافع الإيمان بالله تعالى وقيم الشريعة الإسلامية السمحة وهدى وأخلاق الدين الحق ثم على العلم والمعرفة والبحث العلمي وعلى التحديث المستمر لتجاربه وتدريب شبابه وشاباته على امتلاك ناصية التقانة للقيادة والريادة.. ثم يمهر كل ذلك بالصدق مع الشعب وبالعزيمة والثبات والصمود والتعاون مع الجهود المخلصة لكل القوى والتنظيمات السياسية السودانية. ويؤكد المؤتمر الوطني للشعب السوداني انه يتأهل لصياغة مستقبل السودان الزاهر بالبناء على رصيده من الخبرة والتجربة وإنجازاته الظاهرة وهو كذلك يتأهل لصياغة مستقبل السودان باعمال مبادئ الحق والاصلاح لمسيرته والتطوير والتحديث والتجديد في السياسات وفي القيادات ويعتمد مبادئ الإلتزام التنظيمي والسياسي ومبدأ المحاسبة والشفافية المؤسسية واعتماده عنصر الكفاءة في التكاليف والنقد البناء للأداء معايير للتجربة التنظيمية الناضجة والمسؤولة. ثانياً: يؤكد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني أن التطور الدستوري والسياسي في بلادنا بعد إتفاقية السلام يحتاج اول ما يحتاج الى ممارسة سياسية راشدة ومسؤولة لتأمين الإستقرار السياسي.. والمؤتمر الوطني يؤكد للشعب السوداني وأحزابه السياسية أن الحرية مبدأً دينياً ووطنياً وأن الحرية السياسية حقاً وليست منحة والمؤتمر الوطني بحكم مسؤولياته يؤكد انه ملتزم بتهيئة المناخ الحر والمعافى للممارسة السياسية بالتضامن مع كل الشركاء وبالتعاون مع كل جهد مخلص. ثالثاً: يؤكد المؤتمر الوطني أن السلام وإطفاء لهيب الحرب ووقف النزاعات العرقية والقبلية هي أهم الإنجازات الوطنية وهي المصلحة العليا لشعبنا وطريقه للأمن والاستقرار الذي لا تفريط فيه وهي احد الخطوط الحمراء التي لا مساومة فيها. وسيعبئ المؤتمر الوطني الشعب السوداني لحراسة السلام والأمن والإستقرار بالوعي التام في مواجهة الأجندة الشخصية والأطماع الأجنبية ويدعو الأحزاب والقوى السياسية السودانية كافة للتعاون على ذلك والا يسمحوا بأن يكون أمن وسلامة الوطن عرضة للمزايدات السياسية. ويؤكد المؤتمر الوطني إلتزامه التام بإنفاذ اتفاقية السلام الشامل والاتفاقيات الأخرى دون إبطاء.. ويدعو المؤتمر العام الى التركيز على بنود الإتفاقية وما نصت عليه من الوسائل والآليات التي وضعت لمراقبتها وتقويمها والحكم على مستوى تنفيذها بدلاً من اطلاق الإدعاءات السياسية غير المؤسسة وينبه المؤتمر الوطني شركاءه والقوى السياسية المخلصة الا يقعوا فريسة لحيل بعض القوى وأجندتها ويدعو القوى السياسية جميعاً الى حوارعلمي هادئ حول القضايا الوطنية. رابعاً: يؤكد المؤتمر العام أنه يبذل جهداً مخلصاًَ لتجاوز مشكلة دارفور على صعيد المصالحات الإجتماعية والصعيد الإنساني والعودة الطوعية ورعاية النازحين ويؤكد كما أكد الكثيرون من دونه أن الاوضاع على الأرض قد تغيرت وان مناخ السلام أصبح هو إرادة المواطنين في دارفور وان الواقع يؤذن بتجاوز وشيك لمشكلة دارفور. ويلتزم المؤتمر الوطني بمواصلة جهده لاستكمال مشروعات التنمية والخدمات في دارفور وتثبيت الأمن والسلام وحراستهما وعودة النازحين وتأمينهم وعونهم على استئناف حياتهم. كما يؤكد المؤتمر العام إلتزامه الجاد بالحل السياسي لمشكلة دارفور من خلال التفاوض المسؤول بالقلب والعقل المفتوحين عبر جهود المبادرة العربية بالدوحة وجهد الوسيط المشترك للاتحاد الافريقي والأمم المتحدة. خامساً: يؤكد المؤتمر العام أن قيام الإنتخابات العامة، النزيهة والحرة والمراقبة في موعدها الذي تحدده المفوضية القومية للانتخابات، هو عهد لا رجوع عنه وان تهيئة المناخ الحر وإجراء الانتخابات تحت الاضواء الكاشفة والشفافية والرقابة النزيهة وا جب يلتزم به ويدعو الاخرين للالتزام به. ويتعهد أعضاء المؤتمر الوطني وقيادته ويعقدون العزم على المشاركة الواسعة في الانتخابات العامة القادمة وبذل الجهد السياسي للحصول على اوسع تفويض شعبي. ويدعو المؤتمر الوطني جماهير الشعب السوداني كافة للمشاركة الواسعة في الانتخابات واتخاذها وسيلة لتحقيق الإستقرار السياسي والأمن والسلام والتنمية والخدمات. سادساً: يتبنى المؤتمر الوطني ويدعو إلى الإفساح لمنظمات المجتمع المدني الوطنية وتمكينها من المشاركة في تأهيل وتعبئة المجتمع ليسهموا في النشاط التنموي والخدمي وبناء ثقافة السلام والإستقرار السياسي. سابعاً: يؤكد المؤتمر الوطني أن وحدة السودان أرضاً وشعباً واجب وطني، ويدعو أهل السودان حكومة وشعباً وأحزاباً سياسية ومنظمات مجتمع مدني للتصالح والتوافق والتوحد حيال المصالح الوطنية ولبذل الجهد لتثبيت وصون وحدة الوطن القائمة على الرغبة والرضى والإختيار الحر. ثامناً: بعد المسيرة المباركة التي خطاها برنامج المؤتمر الوطني في المجال الإقتصادي فستتجه خطة الإقتصاد في الدورة الجديدة نحو المحافظة على معدلات النمو الاقتصادي الموجبة وللاستقرار الاقتصادي وزيادة الإنتاج والإنتاجية وزيادة تنافسية المنتجات السودانية، والمحافظة على وتيرة التنمية وتهيئة مناخ الإستثمار وإعلاء قيم العدالة الإجتماعية والحد من الفقر وتبني المشروعات التي توسع دائرة التوظيف وتعالج مشكلات البطالة الظاهرة والمستترة وسيتوسع الاقتصاد بإذن الله تعالى في الجانب المالي في تطبيق الصيغ الإسلامية التي أثبتت انها الأكثر عدالة مثل المشاركة والمضاربة والقرض الحسن التي أصبحت البديل الأكفأ لصيغ الربا القائمة على التمويل بالديون. تاسعاً: يؤكد المؤتمر الوطني في الدورة الجديدة أنه يتبنى سياسة خارجية موضوعية وعقلانية منفتحة وشجاعة تقوم على استقلال القرار الوطني وعدم المساومة في السيادة الوطنية. وفي ضوء تلك الأسس يبدي الموتمر الوطني استعداده للتعاون مع كل دول العالم وبناء الشراكات التي تحفظ الحقوق والمصالح، ويمد المؤتمر الوطني في دورته الجديدة يداً بيضاء لكل دول العالم لبناء علاقات بناءة قائمة على الشراكة والاحترام المتبادل، ويعلن حرصه على بناء علاقات جوار آمنة تراعي المصالح المشتركة وتخدم شعوب دول الجوار الشقيقة. ويقدر المؤتمر الوطني الدور الرائد للاتحاد الافريقي ويؤكد سعيه للتعاون مع الدول الافريقية من خلال اتحادها العظيم لتحقيق مصالح القارة. ويثمن دور الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول عدم الإنحياز وينظر المؤتمر الوطني بعين الرضاء والتقدير التام لعلاقاته المتطورة مع دولة الصين الصديقة ودولة روسيا الصديقة ويؤكد حرصه على تطوير هذه العلاقات لآفاق اقتصادية أرحب ويحي الشعب الصيني بمناسبة أعياده المجيدة ويحي الشعب الروسي الصديق. ويعبّر المؤتمر العام عن إهتمامه بقضايا النزاعات والحروب الأهلية في القارة الافريقية ويعلن إستعداده للتعاون الجاد لتجاوز النزاع في الصومال وفي اليمن والنزاعات الأخرى في القارة، ويدعو المجتمع الدولي لوضع حد للأوضاع في العراق وافغانستان التي تسبب فيها الإحتلال الأجنبي لدول ذات سيادة. ويدعو الأشقاء في فلسطين لتوحيد صفوفهم وتجاوز النزاع الداخلي والتفرغ لقضيتهم الأساسية مع العدو الصهيوني ويؤكد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني إيمانه بحق الشعوب في المقاومة الذي كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأعراف الإنسانية. عاشراً وختاماً: وبعد هذه الخطوط العامة في البيان الختامي التي توجه خطط وبرامج المؤتمر الوطني وسياساته في الدورة الجديدة.. فإن المؤتمر العام بعد تداول واسع من خلال الجلسة العامة وأعمال اللجان المتخصصة حول الأوراق والتقارير التي عرضت عليه يصدر القرارات التالية: 1- قرر المؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني بعد إطلاعه على توصية مجلس الشورى القومي إعتماد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيساً للمؤتمر الوطني لدورته الجديدة 2010- 2013م. 2- والمؤتمر العام كذلك بعد إطلاعه على توصية مجلس الشورى القومي قرر تسمية المشير عمر حسن أحمد البشير مرشحاً من المؤتمرالوطني لرئاسة الجمهورية في الإنتخابات الرئاسية القادمة في 2010م. 3- قرر المؤتمر العام الثالث للمؤتمر الوطني إعتماد أعضاء مجلس الشورى القومي الذين تم انتخابهم بصورة شورية وديمقراطية من الكليات الإنتخابية المعتمدة حسب النظام ولوائح التكوين. 4- قرر المؤتمر العام الثالث إعتماد خطاب رئيس المؤتمر الوطني أمام المؤتمر العام في الجلسة الإفتتاحية وثيقة رسمية وموجهاً للخطط والسياسات في الدورة الجديدة 2010- 2013م. 5- قرر المؤتمر العام إعتماد التوصيات التي خرجت بها اللجان المتخصصة وأجازها المؤتمر العام وهي توصيات «اللجنة السياسية وتوصية لجنة الإقتصاد والمجتمع ولجنة تقارير الأداء ولجنة تعديلات النظام الأساسي» حسب المرفقات. 6- قرر المؤتمر العام الثالث أن تنعقد دورة الإنعقاد الثانية للمؤتمر العام الثالث في اكتوبر 2011م. فإلى دورة جديدة يا جماهير المؤتمر الوطني ويا جماهير الشعب السوداني شعاراتها البذل والعطاء والتضحية والإخلاص في العمل ونكران الذات وليكن الوطن أولاً وثانياً وثالثاً.. والله أكبر... والعزة للسودان