دولتان عربيتان ذاتا ثقل اسلامى (مصر والأردن) تخطوان نحو تجديد الأذان ... ينبعث الاذان بصوت واحد فى وقت واحد من كل المساجد حسب التوقيت المحلى ... لم يعد الأذان فى جوامع تلك الدول صلاحية فردية بل سيكون مسئولية ادارية ... وهو اجتهاد يستصحب معه الأصل و العصر ! الأذان بوظيفته و كلماته لا يهدف الى شيئ غير النداء للصلاة ... ومهما بلغت حلاوة صوت المؤذّن و(نوتته الموسيقية) فانّه لا يعدو أن يكون نداءا للصلاة أو استدعاءا فوريا للمسجد ... وعندما يأخذ النداء أو الاستدعاء شكلا موحّدا فانّ اللحظة تكون بطعم الروح والريحان ! الأصوات المكهربة التى يحملها مكبّر الصوت و تداخل الأصوات كلاهما من عناصر الضوضاء ... بل يعد هذا النوع من الضوضاء فى العلوم الحديثة من عوامل تلوّث البيئة ... وفى بلدان مسلمة كثيرة صار الأذان يؤدّى بطبقات صوتية مختلفة فى مجال حيوى واحد فى أوقات متفاوتة ... ولن يرضى مسلم عاقل بأن يكون النداء للحظة خشوع وسكينة وصلاة مستجابة أن يخترق النداء الأذن الوسطى فيكون الأذان من راجمات طبلة الأذن ... وعلى العكس من ذلك فانّ أذانا يرفعه صوت خاشع وقور واحد فى وقت واحد يعكس مظهرا من مظاهر التوحّد ولحظة من الاتّساق ! المآذن السودانية ينبعث منها الأذان فى عدد من الصلوات غير متّفق وغير متّسق ... ففى وقت يكون الناس فى مسجد فى الركعة الأولى من صلاة العشاء تسمع مسجدا مجاورا يرفع الأذان ... وربما تكون فى صلاة الظهر فى مسجد يختتم إمامه الصلاة بالسلام عليكم فتسمع من مئذنة قريبة حىّ على الصلاة ! فى لحظة عقل و هدوء أدعو المهتمين بأمر الأذان بالسودان لخطوة من الحداثة الاسلامية فيخوضون التجربة مع من سبقهم فى الاجتهاد وذلك بتوحيد أذان الصلوات الخمس ... بضبطون الأذان على جهاز يعمل فيه الصوت باشارة من مواقيت الصلاة فيريح النداء المصلّين وغير المصلّين ! حينما يتم تطبيع جميع الدول التى يرفع فيها الآذان مع النداء الموحّد المضبوط على فروق الوقت سيسمع الجميع النداء ولو كان هذا الأذان فى مالطا