فى تصعيد جديد للحرب الاعلامية والدبلوماسية بين الكوريتين عقب صدور عقوبات الأممالمتحدة الرامية إلى معاقبة بيونج يانج على تجربتها النووية الأخيرة، نفذت كوريا الشمالية امس الاثنين تهديدها وقطعت خط الاتصال المباشر مع الجنوب عبر قرية بانمونجون.ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن وزارة الوحدة الكورية الجنوبية إعلانها عند إقدام بيونغ يانغ على قطع خط الاتصال المباشر مع سيول.وذكرت الوزارة انه يبدو ان الشمال قطع خط الاتصال الذي أقيم لضمان الاتصال السريع في الاتجاهين بغية التعامل مع أية تطورات مفاجئة على طول المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين.وأوضحت ان محاولاتها الاتصال بالشمال باءت بالفشل منذ الساعة 9 صباحاً بالتوقيت المحلي وتأتى هذه التطورات بين الجارتين بالتزامن بدأت القوات الكورية الجنوبية والأميركية امس الاثنين مناوراتها السنوية المشتركة أطلق عليها اسم «كي ريزولف» (الحل الحاسم)، بمشاركة عشرة آلاف جندي كوري جنوبي و3500 أميركي.ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية يونهاب عن القيادة المشتركة إعلانها عن انطلاق المناورات، مشيرة إلى أن تدريبات المحاكات بالكومبيوتر تستمر لمدة أسبوعين.وعززت القوتان الكورية الجنوبية والأميركية في اليوم الأول للمناورات مستوى الرقابة وحالة التأهب استعدادا لإمكانية قيام كوريا الشمالية باستفزازات عسكرية بعد تهديد الأخيرة بإلغاء اتفاقية الهدنة.وتثير هذه التدريبات حساسية شديدة في كوريا الشمالية لأن التمرين يحاكي إنزال قوات أميركية كبيرة على شبه الجزيرة الكورية في حال نشوب نزاع.يشار إلى أن الولاياتالمتحدة تحتفظ منذ الحرب الكورية ب28 ألف وخمسمائة جندي أميركي في المنطقة. وردا على تلك التدريبات، تستعد كوريا الشمالية لإجراء مناورات عسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة الامر الذى يبقى باب التصعيد والتهديد فى المنطقة مفتوحا على كل احتمال لنشوب حرب ،ووشهدت الايام القليلة الماضية تصاعد فى حدة الحرب الكلامية بين الكوريتين الى وصلت إلى ذروة جديدة يوم الجمعة الماضي، عندما قرر مسؤولون في كوريا الجنوبية الرد على تهديدات كورية شمالية بكلمات قاسية من جانبهم هم أيضاً.ومن نماذج ذلك التصريح الذي أدلى به المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الذي قال فيه »إذا ما شنت كوريا الشمالية هجوماً على كوريا الجنوبية فإن نظام كيم جونج أون سوف يُفنى من على الأرض«.ورداً على ذلك صعدت كوريا الشمالية من خطابها -الناري في الأصل- أكثر من ذي قبل، وأعلنت أنها ستقوم عما قريب بإلغاء كافة معاهدات عدم الاعتداء الموقعة مع كوريا الجنوبية، وقطع خطوط الاتصال القليلة التي ما زالت قائمة معها، وهو ما دعا المراقبين الدوليين إلى التساؤل عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه بيونج يانج في ذلك. ومع هذا، يمكن النظر إلى كل تلك الضجة الخطابية من جانب بيونج يانج على أنها مجرد محاولة منها لجعل الآخرين يعترفون بها كدولة مستقلة مسلحة نووياً.»إن هذه التهديدات هي طريقة كوريا الشمالية في الإعراب عن سخطها« هذا ما قاله »دونج يونج- سيونج« المتخصص في شؤون كوريا الشمالية بمعهد »سامسونج للأبحاث الاقتصادية« في سيول.وأضاف »سيونج«: »كما أنها ترسل من خلال تلك التهديدات رسالة تحذيرية لرئيسة كوريا الجنوبية المنتخبة »بارك«. فكوريا الشمالية تريد من الدول الأخرى أن تعترف بها كقوة نووية، وأن تبدأ في التفاوض معها بناء على هذه الحقيقة« هددت كوريا الشمالية أمس الأول بشن حرب نووية ضد كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة الأميركية، وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) إنه جاء قي صحيفة »دودونغ سينمون« الأوسع انتشاراً فى كوريا الشمالية والتابعة لحزب العمال الكورى أن »مجموعاتنا القتالية الأمامية والجيش والقوات البحرية والجوية والوحدات المضادة للطائرات و وحدات الصواريخ الاستراتيجية التي دخلت مرحلة الحرب الأخيرة الشاملة تنتظر الأمر الأخير للهجوم« مضيفة »كما أن الأسلحة النووية أيضاً على استعداد لشن هجوم«.وقالت الصحيفة »إن أنظمة الحكم في أميركا وكوريا الجنوبية ستتحول إلى بحر من النيران في لمح البصر إذا اندلعت الحرب». بعض المحللين يأخذون التهديدات الكورية مأخذ الجد ومن هؤلاء المحللين »دانييل شنايدر« خبير الشؤون الكورية في جامعة ستانفورد الذيتحدث الى صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية قائلا : »إنني آخذ هذه التهديدات بقدر من الجدية أكبر مما كنت آخذها به في السابق«. ولمزيد من التوضيح يضيف »إن التهديدات الأخيرة تبدو أعلى نبرة من أي تهديدات سمعناها في السابق؛ فهي تهديدات صريحة حقاً تتجاوز خطاب كوريا الشمالية التقليدي بالغ السخونة.