حسم المؤتمر الوطني انتخابات منصب والي القضارف بفوز مرشحه الضو الماحي بفارق كبير عن منافسيه حيث حصل على (109) آلاف صوت. ونال المرشح المستقل حسن النور عطية (2699) صوتاً. وتحصّلت مرشحة منبر الشرق الديمقراطي الدكتورة آمال إبراهيم علي (2500) صوت. وكسب مرشح مبادرة القضارف للخلاص تاج السر القاسم (1317) صوتاً. بينما تذيل قائمة المرشحين الدكتور يوسف إسماعيل المرشح المستقل بنيله (1140) صوتاً، واعتبر عَددٌ من المرشحين المنافسين لمرشح المؤتمر الوطني فوز الضو الماحي بالمنصب نتيجة طبيعية للإمكانات الكبيرة التي أدار المؤتمر الوطني الانتخابات التكميلية. وقال المرشح المستقل حسن عطية إنه راضٍ عن نتيجته واعتبرها تمريناً ديمقراطياً سيستفيد منه في الانتخابات القادمة لإلحاق الهزيمة بالمؤتمر الوطني، مبيِّناً أنّ السباق الانتخابي كشف له قبول الناخبين لبرنامجه، لكنه لم يجد من الإمكانات التي تعينه على نقلهم لصناديق الاقتراع وهو ما تفوق فيه المؤتمر الوطني، مُعتبراً ان النتيجة التي حصل عليها مرشح الوطني لا تعبر عن قوة الحزب بقدر ما تشير لضعف المتنافسين وقلة حيلتهم. وكشفت مصادر خاصة باللجنة العليا للانتخابات بولاية القضارف أن النسبة الكلية لعملية التصويت في انتخابات منصب والي القضارف لم تتجاوز 25%، حيث بلغ عدد المصوّتين (116.656) ناخباً من جملة (515.000) ناخب، وأوضح مولانا آدم صالح سبيل رئيس اللجنة العليا أن عملية الاقتراع مضت بصورة سلسة وتمت في أجواء هادئة ولم تصاحبها أيّة مشاكل أو تعقيدات وتميّزت بالنزاهة والشفافية بشهادة المراقبين الدوليين والمحليين، وفي الوقت الذي لم يفصح فيه سبيل عن النسب التي سَجّلتها بعض المراكز تشير الدلائل إلى أن عملية الاقتراع لم تجد حماساً من قِبل الناخبين وسجّلت كثير من المراكز نسباً متدنية، وحصلت (الرأي العام) على بعض نتائج مراكز الاقتراع في بلدية القضارف والمحليات الأخرى، حيث بلغ عدد المصوّتين في حي الجنينة (233) من جملة (4960) ناخباً. وفي حي التضامن شمال وجنوب والبان جديد كان عدد المصوّتين (512) من جملة (7517) ناخباً. وفي أبكر جبريل صوّت نحو (336) من (3915) ناخباً. وفي حي الوحدة صوّت (341) من (1911) ناخباً. وفي أركويت بلغ المصوِّتين (180) من جملة (1700) في السجل الانتخابي. وفي حي الصافية بلغ عدد المصوِّتين (143) من جملة (1110) ناخبين. وفي أبايو شمال صوّت نحو (489) من (4178) ناخباً. وفي القدمبلية بلغ عدد المصوِّتين (679) من بين (2012) ناخباً. وفي الرواشدة صوّت (868) من جملة (4404) ناخبين. وفسّر محللون سياسيون من الولاية النسبة التي حصل عليها مرشح المؤتمر الوطني الضو الماحي في هذه الانتخابات التي لم تشهد أيّة منافسة تُذكر بسبب مقاطعة الأحزاب ذات الثقل الجماهيري بأنها تُعبِّر عن حالة تشظي وتشرذم وسط قواعد المؤتمر الوطني. وتشير الى عزوفها عن الاقتراع. وأرجعت ذلك الى غياب الرؤية وضعف الخطاب السياسي والإعلامي وضعف أداء أمانة المؤتمر الوطني وعدم قدرتها على إدارة الحملة الانتخابية، وتوقعت قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني أن تحرِّك هذه النتيجة الضعيفة التي نالها الحزب تيارات مناوئة داخل الحزب لإنقاذ ما أسمته بحالة التشظي والتشرذم التي تنتاب الحزب في اتجاه بلورة رؤى سياسية جديدة لتقود حراك الحزب وتنقذه من حالة الموات وإيجاد مخارج لأزمات الحزب بعد أن غادره رئيسه السابق كرم الله عباس الشيخ. وذكر قيادي نافذ في حزب المؤتمر الوطني فضّل حجب اسمه انّ قيادة الحزب أدارت الانتخابات بفهم شباب الجامعات لذلك جاءت النتيجة كارثية رغم الصرف البذخي الذي انفق في إدارة الحملة الانتخابية تحت إشراف قيادات كبيرة من المركز ورغم ذلك لم يحدث أي اختراق في الملف الانتخابي خاصة في اتجاه رفع نسبة التصويت. في المقابل احتفل المؤتمر الوطني بفوز مرشحه الضو الماحي بمنصب الوالي بلقاء حاشد نظّمه الحزب ببلدية القضارف. وقال الوالي المنتخب إنّ الانتخابات التكميلية ألقت عليه بمسؤولية تكليف كبيرة لإدارة شؤون ولاية بحجم القضارف قائلاً إنه سيكون في خدمة جميع أهل الولاية بسطاً للخدمات وتوفيراً للأمن الاجتماعي وتوسيعاً لمواعين الشورى وإتاحة لفرص الحريات. وتمنى الماحي لمن لم يحالفهم التوفيق في هذه الانتخابات الاستعداد للمعركة المرتقبة في العام 2015م. وثمّن وقفة المرأة في ولاية القضارف التي تقدّمت صفوف صناديق الاقتراع وكانت لها كلمتها الحاسمة في هذه المعركة. وأضاف أن القضارف وحزبها المؤتمر الوطني لم يخيِّبا ظن المركز الذي سنكون له سنداً وعضداً وأكثر تعاوناً وطاعةً في ما يخدم مصلحة أهل الولاية. وحيا الضو الماحي أحزاب حكومة الوحدة الوطني التي آزرته في هذه الانتخابات، مشيراً إلى أن دعم أحزاب حكومة الوحدة الوطنية يؤكد معدن أصالتها ومواقفها الوطنية المشهودة.