حزنت كثيراً لعدم مقدرتي حضور الاحتفال الذي أقامه رؤساء تحرير الصحف السودانية تقديراً للأستاذ أسامة عبد الله وزير الكهرباء والموارد المائية بنادي النفط بالخرطوم ... لأن الرجل يستحق التكريم من كل فئات الشعب السوداني لما قدمه من إنجازات كبيرة لتوفير الكهرباء والمياه بالعاصمة خاصة وبعدد كبير من ولايات السودان . التكريم أمر مهم للرجال الذين ينجزون ... وهم يستحقون التكريم. الأمر الذي أزعجني ولم أتأكد منه مائة بالمائة أن الذي قدم الفكرة وتبناها وساعده عدد من رؤساء التحرير الذين تحمسوا للفكرة وللرجل كان شخصاً واحداً . حزنت لعدم حضوري ذلك التكريم لسببين ... الأول هو مرضي والثاني الركض خلف السفارات والقمسيون لإكمال الأوراق المطلوبة لمنح التأشيرة ، حيث أنني أفكر في السفر للخارج لتلقي العلاج . وقصة مرضي ... جاءت أثناء تكليفي بالسفر لجمهورية مصر العربية لتلبية دعوة رسمية من وزارتي الخارجية والإعلام بمصر ... وأثناء الزيارات المكثفة أحسست بضيق في صدري وعلى الفور ذهبت لطبيب مختص في أمراض القلب بواسطة صديق سوداني عزيز يعمل في الجامعة العربية ... الرجل (كلفتني) في الفحص وقال لي تحتاج لعملية لعمل دعامات في القلب نسبة للمجهود الزائد . وقتها قمت بعدة زيارات لدارفور وكردفان وبورتسودان وغيرهما من المدن التي افتتح فيها السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه ود. نافع عددا من مشروعات التنمية ... حتى أن أحد الظرفاء بعد عودتي من رحلتي قبل الأخيرة علق قائلاً ... ياخي أنت شغال في سودانير سفر طوالي ... ومن تلك اللحظة لم أذق عافية ، وأقول إنها إصابة أثناء العمل . سافرت إلى الأردن ... وليتني لم أسافر لأن أولئك القوم تفشى فيهم الطمع والاستهبال ... وخسرت كل ما أملك بسبب سوء التشخيص والعلاج ... ولولا عناية الله ومساعدة بعض الإخوة لما حضرت من الأردن إلى الآن بسبب حجز جوازي لحين سداد ما تبقى من المبلغ ولكن كان الله قريباً مني وأتى بالفرج العظيم . لم أحزن لمرضي بسبب العمل والتسفار المتواصل مع السادة المسؤولين في قرى وضواحي السودان ... والآن أنا مجتهد كثيراً للملمة أطرافي للسفر خارج السودان . أعود إلى الموضوع الأول ... وعلمت أن كل رؤساء التحرير الذين أعلنوا عن تكريمهم للوزير المتميز لم يدفع أحد منهم مليماً واحداً لثمن الغداء الفاخر ... وإنما كان غرض صاحب الفكرة أمر آخر ، ولا أعتقد أنه محتاج لذلك ، لكن فكرة تكريم الأستاذ أسامة عبد الله فكرة رائعة ... لو دفعت قيمة وتكاليف التكريم وزارة الكهرباء عن الصحفيين أو واحد منهم . كنت أتمنى أن أحضر هذا التكريم لأنني أحب هذا الرجل ومعجب بأعماله وإنجازاته الكبرى ... في مثل هذه الأيام من الأعوام الماضية كانت الكهرباء تواصل الانقطاع ، وأكثر من مره خسر الأنسولين الذي استعمله لعلاج السكر بسبب انقطاع الكهرباء ولم أطالب هيئة الكهرباء بالقيمة كما يحدث في كل بلدان العالم ... هذه الأيام ننعم بتيار كهربائي متواصل ... ونحمد الله على ذلك ونشكر الوزير أسامة وأركان حربه على ذلك . لقد رافقت الوزير أسامة عبد الله أكثر من عشر مرات لسد مروي في مختلف مراحل بنائه ... ثم إلى القرى الجديدة في أمري وغيرها ... ورأينا المنازل الرائعة ذات المساحات الواسعة حتى يستغلها اصحابها في الزراعة ... ورأينا الكهرباء (باقة) في هذه المنازل ، كما رأينا فرح الأطفال والنساء بالمنازل الجديدة المزودة بالمياه والكهرباء ... أليس كل هذا يستحق التكريم من الدولة بل من الشعب السوداني العظيم كله ؟ لقد أراحنا أسامة عبد الله من هتافات الصبية في الأعوام الماضية (الكهرباء جات أملوا الباقات) ... وبفضل جهود الوزير أسامة وأركان حربه أصبحت الكهرباء ساكنة معنا في منازلنا واختفى ذلك الشعار المقلق . للأخ الوزير أسامة : أنت تستحق التكريم من كل الشعب السوداني وليس من بعض الصحفيين الذين قدروا جهدك . والله الموفق وهو المستعان