لم يصدق أهل المريخ ترجل اللاعب الجميل الخلوق فيصل العجب (بالاكراه) ، لتبدأ حملة قديمة جديدة لاختيار اللاعب الرائع هيثم مصطفى قائدا للفريق ، وعندما أشير إلى أنها حملة قديمة جديدة لأنها ظهرت في بدايات انتقال اللاعب لنادي المريخ بعد شطبه من كشوفات نادي الهلال ، من صحف محسوبة على المريخ ، بل إن بعض الصحف المحسوبة على نادي الهلال تنبأت بها باعتبارها مخططا لإرتداء شارة الكابتنية على حساب قدامى اللاعبين حسب التقليد المتعارف عليه تاريخيا في نادي المريخ العظيم ، وأي نادي عظيم مؤكد له قيم وأهداف ومباديء وله تقاليد معروفة قد تكون الكابتنية جزءا من هذه التقاليد كما في حالة المريخ ، وقد لا تكون لحسابات خاصة بالرؤية الفنية كما في حالات أخرى . ويمكن هنا التركيز على نموذج أو اثنين للوقوف على الكيفية التي يتم التعامل بها مع شارة القيادة في كرة القدم ، إذا أخذنا نموذج الحارس المصري الأصل السوداني الجنسية عصام الحضري ، سنجد أن هذا اللاعب بحكم تقاليد ناديه الأسبق الأهلي الذي لعب معه الفترة الأطول في مسيرته الكروية التي شارفت على نهايتها ، وصل الحضري إلى قيادة فريق الاهلي (بالأقدمية) ، وهو التقليد المتبع في النادي ، ولكن الحضري فقد الشارة بقرار من المدرب البرتغالي مانويل جوزيه لأسباب أوضحها المدرب وقتها حول اللاعب وعدم صلاحيته ليكون قائدا للفريق ، وبالفعل نزعت الشارة من الحضري وذهبت إلى مدافع الفريق شادي محمد. ولابد من التوقف هنا قليلا لأن وضع الحضري في ناديه الاسبق وجماهيريته جعل من نزع شارة الكابتنية التي كان يتقلدها قضية الساعة في ذلك الوقت ، مع ملاحظة أن مجلس إدارة النادي الأهلي المصري ، إحترم رؤية المدرب البرتغالي الشهير مانويل جوزيه حول اللاعب وقدراته كقائد للفريق ولبى طلبه ، ولكنه في ذات الوقت تمسك بتقاليد النادي بأن تكون الكابتنية من حق اللاعب (الأقدم) وذهبت بالفعل كما ذكرت للاعب شادي محمد ، وهذا يعني أن مجلس الادارة لم يسمح لمانويل جوزيه بإعطاء الشارة للاعب الذي يريد أو يرى أنه الأصلح لقيادة الفريق . وأكد النادي الأهلي المصري على تمسكه بتقاليد شارة القيادة في قضية اللاعب الأشهر ومحبوب الجماهير محمد أبوتريكة عندما أصدر قرارا بحرمانه من ارتداء شارة القيادة عندما يأتي عليه الدور في إرتدائها ، على خلفية موقف اللاعب المتضامن مع المشجعين ( ألتراس أهلاوي) بعدم المشاركة في مباراة السوبر قبل الفصل في قضية مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 70 من مشجعي ( ألتراس أهلاوي) ، والملاحظة في القرار ( حرمانه من شارة الكابتنية عندما يأتي دوره) . لذا فإن الاهلي من الأندية التي تتمسك بهذا التقليد ويعتبر جزءا من أدبيات النادي كما وضح في قضية ابوتريكة . وهو تقليد متبع في الدوريات الكبيرة ( الاوروبية) في أسبانيا مثلا تتبع أندية شهيرة مثل برشلونة وريال مدريد نظام (الاقدمية) في تقلد شارة الكابتنية . أندية أخرى حولنا وفي أوروبا لا تتبع هذا التقليد ، وتتعامل معه كشأن فني تعطي فيه المدرب الصلاحية الكاملة لاختيار اللاعب الذي يرى فيه القائد ويمنحه الشارة ،وهناك نماذج شهيرة في هذا الجانب خاصة في الدوريات الاوروبية منها نادي الارسنال الانجليزي الذي يملك مدربه الكبير آرسن فينغر الصلاحيات الكاملة في اختيار قائد الفريق الذي يرى أنه الأصلح لإرتداء الشارة ، وله مواقف عديدة في نزع الشارة من لاعب للاعب آخر . قبل أن أختم لأواصل غدا لو كان في العمر بقية لابد من سؤال : على ماذا استندت المطالبة بقيادة هيثم مصطفى لفريق المريخ في الفترة القادمة؟ تقليد (الاقدمية) أم رؤية المدرب؟