كانت لصديق لى بمكتبه سجّادة للصلاة يستخدمها لصلواته حين تشقّ عليه صلاة الجماعة... كنت معه ذات يوم فأردت الصلاة فلم أجد السجّادة فسألته عنها ففاجاءنى بأنّ أحد المصلّين سرق السجّادة! قبل اسبوع من العيد الفارط أردت شراء موسوعة سودانيّة بالوكالة عن أحد المقيمين بالخارج أرادها لغرض بحثى... فذهبت الى كل دور الكتب المحترمة وشبه المحترمة بحثا عنها فعلمت أنّها نفدت من الأسواق... الا ان عاملة تعمل بدار كتب شهيرة أشارت علىّ بأنّنى سأحصل عليها فى السوق الأسود! موسوعة (القبائل والأنساب فى السودان وأشهر اسماء الأعلام والأماكن) للمرحوم البروفسير عون الشريف قاسم من أهم الأعمال التجميعيّة التى ظهرت فى سوق الكتاب بالسودان أواخر أعوام التسعينيّات... وهى مجموعة من كتب ستة لها قيمتها الفكريّة فى مجالات الاجتماع والسياسة والدراسات السودانيّة! مكتبتى الخاصة تحتوى موسوعة البروفسير عون الشريف (موسوعة القبائل والانساب فى السودان)... لكن بعث لى أحد معارفى بالخارج طالبا هذه الموسوعة لغرض بحثى... فتوجّهت الى مكتبات أسواق المدن الثلاث فلم أعثر عليها... صعب علىّ التنازل عن نسختى للباحث... وفى نهاية مسحى للمكتبات نصحتنى احدى العاملات بالذهاب الى عنوان خارج خريطة مسحى فسأجدها بسعر مؤذ لكنّها هى خريطة الطريق الوحيدة لهذه الموسوعة التى لو لم تظهر لها طبعة ثانية ستنال لقب موسوعة منقرضة! الطبعة الأولى من موسوعة عون اشريف جفّت منها أرفف المكتبات المحترمة وشبه المحترمة وتنتظر الأسواق المحليّة وربما العربيّة ظهور الطبعة الثانية... والطبعة الثانية كائن ثقافى يكتسب حق الحياة بانتهاء الطبعة الاولى... فالطبعة الأولى دائما فى الأعمال الانتاجيّة الفكريّة الأكبر تكون (فرشة أولى)... وهى دراسة جدوى للطبعة الثانية... ولا أعتقد أنّ هنالك جدوى لظهور الطبعة الثانية أكثر من أنّ هذه الموسوعة جعلت للمعرفة فرعا بالسوق الأسود! أتوجّه برسالتى الى ورثة الملكيّة الفكريّة للمرحوم عون الشريف لتولّى المسئوليّة الاجتماعيّة لاصدار الطبعة الثانية لموسوعة الأنساب والقبائل فى السودان... فلا أظنّ أنّ ملكيّتها الفكريّة دفنت عن طريق الخطأ فى قبر المرحوم عون الشريف بمقابر الحلفايا!!