أفلت السودان في قمة الاتحاد الافريقي الحالية من الإنتقادات والتنديد بالوضع في دارفور الذي ظل سمة قمم الاتحاد الافريقي الأخيرة فيما برزت بشكل واضح بوادر أزمة جديدة بين ليبيا والاتحاد الافريقي، وسيطرة الانقسام القبلي في كينيا والوضع المتفجر في الصومال في هذه الدورة. وطبقاً لمصادر «الرأي العام» فإن العقيد معمر القذافي غادر الجلسة الافتتاحية مباشرة عقب الكلمة الأولى التي ألقاها ألفا عمر كوناري. كما قاطع الجلسة المغلقة للرؤساء التي أعقبت الافتتاحية التي حسم الرؤساء داخلها أمر الرئاسة بانتقالها الى شرق افريقيا ممثلة في تنزانيا. وابتدر الجلسة الافتتاحية التي شهدت حضوراً مميزاً للرؤساء «63 رئيس دولة وحكومة» والمراقبين والصحافيين ضاقت بهم القاعة الرئيسية للقمة، حيث فاق عدد الصحافيين ال «005»، ابتدرها كوناري رئىس مفوضية الاتحاد الافريقي منتقداً بشدة محاولات تقسيم القارة الى شمال وجنوب، منوهاً الى المحاولات الأوروبية لاستقطاب شمال القارة تحت مسميات مختلفة منها كتلة البحر المتوسط، وبدت إشارته هذه موجهة لليبيا التي هدد القذافي بالاتجاه الى هذه الكتلة ما لم يتم انتخاب التريكي مفوضاً عاماً. وطالب الأممالمتحدة بتصحيح الخطأ التاريخي الخاص بتمثيل القارة في مجلس الأمن، مشدداً على ضرورة إعطاء القارة حقها في التمثيل. وأشاد كوناري بحكومة السودان، وطالب فصائل دارفور بالتوحد لمفاوضات سرت، وامتدح التفاوض القائم بين الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي وحكومة السودان حول الهجين، وبدا كوناري أكثر حدة وهو يتحدث عن الأوضاع في الصومال وكينيا، فدعا لمفاوضات مباشرة ومشتركة بين الفصائل الصومالية ومطالباً اثيوبيا بمغادرة أراضي الصومال فوراً، ووصف ما يحدث في كينيا بأنه إبادة جماعية يجب عدم السكوت عليها والتحرك السريع لإىقاف ما وصفه بالمهزلة، وقال يجب الاستفادة من تجربة بورندي وسيراليون وليبيريا، وانتقد كوناري استخدام اللغات الأجنبية في افريقيا، وطالب بتطوير اللغات المحلية، وحول مشروع حكومة الاتحاد الافريقي الذي فجر الأزمة مع ليبيا قال كوناري: إن الأفضل هو إخضاعه للدراسة والتدقيق والعمل حالياً على تطوير الآليات الافريقية الإقليمية كالإىقاد و«س، ص» بجانب تطوير التعاون بين الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة. وتلقى السودان في هذه الجلسة اشادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي عد علاقته بالمنظمة الدولية تشهد تطوراً إيجابياً خاصة فيما يتعلق بنشر الهجين، وأشار الى أن نتائج إيجابية وكبيرة متوقعة ان تحدث على الأرض قريباً تخفف من معاناة المواطنين، وندد مون بما يحدث في كينيا، وقال يجب الوقوف معها لحل الأزمة، وشدد على أهمية دعم جهود الاتحاد الافريقي في الصومال. واتفق عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مع من سبقوه في الاشادة بتعاون السودان والأممالمتحدة والاتحاد الافريقي بشأن الوضع في دارفور، ودان في كلمته الاعتداء على قوات حفظ السلام في اثيوبيا، وأمن على جهود الاتحاد الافريقي في الصومال، وامتدح التعاون العربي الافريقي وأعلن أن العام «8002م» سيشهد انعقاد القمة الثنائىة، وشن موسى هجوماً عنيفاً على إسرائىل وانتهاجها لسياسة الجوع والتقتيل للشعب الفلسطيني، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء حرب التجويع، وقال إن إسرائىل خذلت الذين حاولوا اسلوب الحوار معها. وبحسب مراقبين فإن القذافي قاطع الجلسة المغلقة متمسكاً بموقفه الذي أعلنه في اجتماع «س، ص» أمس الأول الذي طالب فيه بتشكيل حكومة الاتحاد الافريقي واختيار علي عبدالسلام التريكي مفوضاً شرطاً لبقائه في الاتحاد، واعتبر مراقبون المقاطعة بوادر أزمة جديدة بينه والاتحاد الافريقي، خاصة ان الرأي الغالب إخضاع حكومة الاتحاد الافريقي للدراسة.