أبْدت النرويج، عزمها على مساعدة السودان في مُعالجة إشكاليات البترول وتطوير حقول النفط، ووعدت بالعمل على مُعالجة مسألة ديون السودان، وتَعَهّدت بالمضي قُدُماً لمساعدة الشريكين في إنفاذ ما تبقى من اتفاقية السّلام الشامل، وأبْدت رغبتها في تقريب وجهات النظر بين الشريكين في المسائل الخلافية، وشدّدت على ضرورة الالتزام بالمواعيد المضروبة لإنفاذ الاتفاقية، وأثنت على التطورات السياسية في السودان والتزام الشريكين بإنفاذ ما تبقى من الاتفاقية.واطلع جونز بول وزير الخارجية النرويجي، الذي يزور السودان حالياً في إطار جولة لعددٍ من الدول الأفريقية خلال لقاءاته مساعد الرئيس د. نافع علي نافع، ومستشار الرئيس د. مصصفى عثمان، ووزير الخارجية دينق ألور، على تطورات الأوضاع في السودان عقب الانتخابات، والعلاقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وبَحَثَ معهم العلاقات الثنائية بين البلدين. وقال د. مصطفى عثمان للصحافيين عقب لقائه جونز، إنّ الزيارة تُعد الأولى لوزير خارجية نرويجي للسودان منذ أكثر من (30) عاماً، وأشار إلى أن النرويج تُعد أفضل الدول التزاماً بما تم الاتفاق عليه في أوسلو، ونوّه إلى أن النرويج تعهّدت بمساعدة السودان في العديد من المجالات خاصةً البترول، بمعالجة مشكلات البترول في السودان. وأكد د. مصطفى حرص السودان على تفهم سياسة النرويج، وبقية الدول الأوروبية تجاه السودان بعد الانتحابات، وقال: لمسنا من إجابات الوزير النرويجي أنهم ينظرون للانتخابات الأخيرة والتطورات السياسية بالسودان نظرة إيجابية. ودعا د. مصطفى المجتمع الدولي للإيفاء بالتزاماته تجاه السودان، وأشار إلى أنّ اللقاء بحث مسألة ديوان السودان، وقال: أكدنا على أهمية مُعالجة هذا الأمر حتى لا يُشكِّل عقبة أمام تطور الاقتصاد السوداني وبرنامج التنمية والرفاهية للمواطن السوداني، وأضاف أن الوزير النرويجي وعد بتقديم بلاده إمكانيات المساعدة للسودان في المجالات كَافّة خاصةً البترول، وزاد بأنّ اللقاء تطرّق لمؤتمر المانحين لشرق السودان الذي سيُعقد بالكويت نهاية نوفمبر المقبل، وأشار إلى أن النرويج بدأت بالإعداد للإسهام والمشاركة في هذا المؤتمر المهم. وأبلغ دينق ألور وزير الخارجية السابق الصحافيين، أنه اطلع جونز على الاتفاق المبرم بين الشريكين بشأن التشكيل الوزاري، وإمكانية الشراكة وتمسك الحركة بها خلال المرحلة المقبلة، بالتركيز على مرحلة الاستفتاء وحَل المسائل المتبقية في الاتفاقية بما في ذلك المشورة الشعبية والتحول الديمقراطي وحَل قضية دارفور، وأكد ألور أن الحركة ستُشارك بذات النسبة السابقة، وقال: المؤتمر الوطني أبدى رغبته في وزارة الخارجية، ولكننا لم نتخذ قراراً قاطعاً بشأن هذه الرغبة في الحكومة المقبلة، وأقر ألور بالتقدم في المسائل الخلافية رغم وجود بعض الاشكاليات، إلاّ أنّه عاد وأكد إمكانية حلها، وأشار إلى أن النرويج تُساعد السودان في مسألة البترول باعتبار أنّ لديها خبرة كبيرة في هذا المجال، وقال إنّ جونز سيزور اليوم جوبا ويلتقي الفريق سلفا كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب، وسيزور بعض حقول البترول، وسيغادر بعدها الى أديس أبابا، وقال: النرويج تريد تقريب وجهات النظر إذا كانت هنالك خلافات بين الشريكين، خاصةً وإنها تتمتع برضاء الطرفين، وعلاقات إيجابية من كل السودانيين.من جانبه أكد وزير الخارجية النرويجي، أن اللقاء تركز حول اتفاقية السلام، وقال للصحافيين: تَمّ تنويري بالتطورات التي حدثت في السودان عقب الانتخابات واتفاقية السلام، وأكد إلتزام بلاده بدعم ما تبقى من الاتفاقية. وقال إنّ السودان يدخل مرحلة مهمة، ووعد بالتحدث مع دول الجوار حول كيفية دعم المرحلة المقبلة من إنفاذ اتفاقية السلام الشامل. وأشار إلى أن الاتفاقية محددة بمواقيت معينة ويجب الالتزام بها، وقال: هذا ما أكدته لكل الاطراف المعنية.