رئيسا أكبر فريقي كرة القدم السودانية السيدين صلاح أحمد إدريس وجمال الوالي في طريقها لوضع نهاية لقيادتيهما للفريقين الهلال والمريخ. وأياً ما يكن تقييم فترة عملهما، فالرجلان قدما أصابا وأخطآ، فقد أقبلا على عملهما بروح طيبة وأنفقا وقتاً وجهداً ومالاً. وقرارهما الإبتعاد يمثل الخطوة الأكبر في الفضاء الرياضي بعد انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم. والإنتخابات أعقبت أكبر تظاهرة كروية عالمية نظمت في القارة الأفريقية كأس العالم وتحققت بها منجزات عظيمة لجنوب أفريقيا ليس في المجال الرياضي فقط، بل سياسياً وإعلامياً وإقتصادياً وحضارياً ويكفي هذه التظاهرة أنها قدمت الفوفوزيلا صوتاً للثقافة الأفريقية وحيوانها الأكبر وصوتها الأعلى. كل هذا يضع أساساً مناسباً لتغيير الدولة السودانية والحكومة السودانية من نظرتها وعلاقتها وتعاملها مع الرياضة والوسط الرياضي. لا يكفي أن يكون السيد رئيس الجمهورية مشجعاً لفريق الهلال أو السيد نائب رئيس الجمهورية مشجعاً للمريخ. الذي يكفي والذي نحتاج إليه أن تكون الرياضة في الأجندة الوطنية المتقدمة وأن يكون التعامل السياسي معها عميقاً وليس سطحياً. إنه من المؤسف أن تنتهي معركة اتحاد الكرة وتبتعد المسافة بين الحكومة ورجل مثل الدكتور كمال شداد وأن يشتد التباعد النكد الخفي بين قمة الرياضة الرسمية وقمة الرياضة الأهلية. إن تصور «الفيفا» كأنها تدخل خارجي في النشاط المحلي للكرة وتغول على السيادة الوطنية هو تصور ساذج. رئيس الهلال السابق صلاح إدريس ورئيس المريخ السابق جمال الوالي ورئيس الإتحاد العام السابق الدكتور كمال شداد جميعاً ليسوا على مسافة بعيدة من الحكومة والمؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية. والسيد الرئيس عمر البشير والسيد نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وكثير من قيادات الدولة والحزب الحاكم من أهل الرياضة. ولكن الواقع القائم يحكي عن غربة بين الطرفين القيادات الرياضية الحالية ومنها الأسماء التي ذكرنا وغيرها كثير تستحق أن تكون حاضرة ليست في التعيينات الرسمية والسياسية والتنفيذية فقط، بل لا بد أن تكون حاضرةً في التخطيط للرياضة والتخطيط للعمل الرسمي والطوعي والإجتماعي بل حتى الإستراتيجيات السياسية والإقتصادية والإجتماعية بل والعسكرية العليا للدولة. خروج الدكتور كمال شداد والسيد صلاح إدريس والأستاذ جمال الوالي من دائرة العمل الرياضي والعمل العام خسارة للسودان وتأكيد لبعد الدولة والحكومة عن الفهم الصحيح لموقع الرياضة من خارطة الحياة العامة في عالم اليوم. مواصلة انتصارات الهلال وإخراج المريخ من الذي فيه ينبغي أن تكون هي الخطوات القادمة على مائدة مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء، وأن تكون مقدمة لتحقيق وعد الرئيس بأن نشهد الفريق القومي في منافسات كأس العالم القادمة، أو التي تليها عبر خطة إستراتيجية يقوم بوضعها خبراء الرياضة وعلى رأسهم شداد وجمال وصلاح.