تظل الحناجر دفاقة بالأصوات منها الجميل والأجش والناعم ومنها الطروب الذى يمتلكه الفنانون والمذيعون والخطباء.. وهم أصناف منهم أصحاب الحناجر الذهبية وهنالك الفضية والبرونزية وحتى النحاسية.. فما هي الحنجرة؟.. وهل تلك الأصوات الجميلة موهبة ربانية أم تدريب وصقل فقط؟ الشاعر الغنائى الكبير محمد يوسف موسى عبرنا معه حديثاً عبر سؤال.. كيف يختار الحناجر لقصائده؟.. ويجيب: أنا بكتب القصيدة.. دون التفكير فيمن سيغنيها.. ولم أذهب لفنان كي اعطيه لها حتى صلاح بن البادية الذى غنى الكثير من قصائدي.. اذا قرأ هذا الفنان أو ذاك قصيدتي أو سمع بها «أعاين» مسيرته.. وهل غناه يشبه غناي لو كان كذلك أعطيه وان لم يكن اعتذر له.. فالمسألة ليست فيها أية مجاملة.. لابد ان تكون الدقة في اختيار من سيغني لك وحنجرته.. أتذكر ان الراحل سيد خليفة عندما طلب مني قصيدة، قدمت له «صوت السماء».. لأنني أعرف حنجرته وماذا يغني.. ويضيف: عندما غنى لي المبدع عثمان حسين «الدرب الأخضر».. وكان قد قرأها في مجلة «الاذاعة والتلفزيون» واستأذن مني رحبت.. فما كان من الراحل ابراهيم الكاشف إلا ان طلب مني قصيدة فظللت أبحث عما يناسبه فطالت المدة.. فأتصل بي.. ولما قلت له ما زلت أبحث قال لي: انه مستعد لتلحين أية قصيدة.. ولكن شاءت الأقدار ان رحل الى رحمة مولاه.. الآن نادم لأن الكاشف لم يغن لي.. وتطرب محمد يوسف موسى الكثير من الحناجر.. ابراهيم عوض وابن البادية وابوداؤود والتاج مصطفى واحمد المصطفى وحسن عطية ووردي.. كثيرون.. وبعض أصوات الشباب من الجيل الجديد.. الفنان سيف الجامعة.. يقول: الصوت موهبة وهو لا يورث هو زي البصمة يمكن ان يتشابه ولكنه لا يمكن ان يتطابق.. أنا منذ عمر الثامنة كنت اتدرب وقد غنيت حينها لاستاذي الطيب عبدالله.. بالتمارين والصقل.. كل الناس البقلدوا انتهوا ويضيف: يمكن للصوت ان يتعب بتأثير المرض الالتهابات أو الملاريا والحزن.. مرة وأنا أغنى في الامارات بلغني خبر وفاة شقيقتي الكبرى.. كانت أقسى لحظات حياتي.. ألم في حلقي.. الجانب النفسي مؤثر جداً في الحنجرة.. في الجانب العلمي والطبي يتحدث د. كمال عامر اختصاصي الأذن والحنجرة فيقول: الأصوات تشارك فيها الشفاه والأسنان والحنجرة من خلال الحبال الصوتية عندما يدخل الهواء عبر الفم يذهب مباشرة الى الحنجرة.. ثم الاشارة للمخ.. فأي خلل في واحد من هؤلاء يتسبب في ضعف الصوت.. وهنالك أنواع منها مثلاً أصوات النساء ناعمة لأن حبالهن الصوتية رهيفة وليست مثل حبال الرجال.. وهنالك الهرمونات التى تلعب دورها في الصوت.. ثم الموهبة ولها دور.. وهنالك أصوات يتعبها الكلام الكثير مثل الأساتذة والمعلمين والفنانين.. والأمراض أيضاً مثل الالتهابات الفيروسية.. والتدخين..