أمير الفور: . الفاضل كرامة : . د. عبدالرحيم عبدالله : . امبيكى: الدوحة حققت نتائج طيبة والإستراتيجية الجديدة ستدفع في اتجاه حل قضية دارفور. مدخل: تعتبر أزمة دارفور من الأزمات المعقدة، نسبة لتعدد أطرافها، والتدخلات الخارجية التي قادت إلى تدويل القضية. ولقد طرحت في شأنها عدة مبادرات، ولاحت بوادر لحلها من خلال المبادرة العربية الأفريقية بقيادة دولة قطر، مع وجود بعض التحديات التي واجهت قطر في حل الأزمة والمتمثلة في التدخلات الخارجية خاصة من قبل أمريكا والمنظمات الصهيونية وإسرائيل وبعض الدول الغربية وجهات أخرى كلها لها أطماع في ثروات دارفور. ومن التحديات التي واجهت المبادرة القطرية أيضاً كثرة الفصائل والحركات الدارفورية، حيث تمت عدة محاولات لتجميع هذه الحركات والفصائل حول طاولة المفاوضات، بيد أن المعطيات أثبتت أن توحيدهم بات من أصعب الأمور وبات يؤثر على أي تحرك نحو السلام رغم اجتهاد الوسطاء في دعوة جميع الفصائل للحوار، حيث ظلت بعض الفصائل ترفض المشاركة في أي محادثات. ونظرا لتعثر مفاوضات الدوحة رأت الحكومة السودانية إمكانية أن لا يقتصر حل القضية على التفاوض فقط بل من الممكن أن يواكب المفاوضات عمل جاد ومكثف لمعالجة القضايا المتعلقة بأزمة دارفور وعلى رأسها دفع مسيرة التنمية بدارفور وعودة النازحين، وتحقيق الاستقرار الأمني... لذلك طرحت الحكومة إستراتيجية جديدة لتحقيق هذا الهدف عبارة عن مبادرة طرحتها ورّوجت لها حتى تجد القبول من المجتمع الدولي والمجتمع الداخلي والدارفوري، ووعدت الحكومة من خلال تلك المبادرة بحل أزمة دارفور في أسرع وقت ممكن وفق رؤية وبرنامج محدد. وسعيا للوصول لتقييم لمسار مفاوضات الدوحة، ومعرفة إلى أي مدى يمكن للإستراتيجية الجديدة للحكومة أن تسهم في إيجاد حلاً جذرياً لأزمة دارفور، قام المركز السوداني للخدمات الصحفية باستطلاع آراء بعض الخبراء والمحللين والجهات التي يهمها الشأن الدارفوري حول هذا الأمر، وخرجنا بالحصيلة التالية.. الإستراتيجية الجديدة تدعو للتفاؤل. بدءاً تحدث إلينا أمير قبيلة الفور صلاح الدين محمد الفضل واصفاً مفاوضات الدوحة بالطيبة وأنها قطعت شوطاً كبيراً من جانب الحكومة وأن هنالك روح جادة لتحقيق السلام في دارفور، ومن جانب حركة التحرير والعدالة فإنهم أيضاً يتسمون بروح الجدية والالتزام بتحقيق السلام في إقليم دارفور لذلك فإن الاهتمام الكبير من الجانبين أضفى على مفاوضات الدوحة إمكانية التوصل إلى سلام شامل. وعن الإستراتيجية الجديدة للحكومة لحل أزمة دارفور.. قال الفضل نحن متفائلون جداً بطرح هذه الإستراتيجية ثقتنا في رئيس الجمهورية كبيرة، ولا نخفي اهتمامه بقضية دارفور وأنها أخذت حيزا كبيرا من الاهتمام وأن هذه الإستراتيجية بها إشارات متميزة تهدف لحل قضية دارفور، ومن جانبنا نأمل أن يلحق كل من عبد الواحد وخليل بركب التفاوض والجلوس للوصول إلى سلام، وأضاف أن عدم وجودهما لن يكون له أثر في حالة تنفيذ هذه الإستراتيجية الجديدة لأنها تهدف إلى التنمية في دارفور وحل القضايا المتعلقة بها من تحقيق كافة متطلبات المواطنين والتعويضات وفي حالة تنفيذ هذه الإستراتيجية لابد من تحقيق سلام في دارفور حتى إذا رفضت الحركات ذلك لأن مواطن دارفور هو الذي يريد السلام لذلك فإنه في حالة تحقيق مطالبه التي ذكرت لن يلتفت إلى أي معارضة أخرى سواء حركة العدل والمساواة أو حركة عبد الواحد محمد نور. التفاوض والحلول يفترض أن يكون منطلقها بالداخل. د. عبد الرحيم عبد الله القيادي بالحزب الاتحادي اختلف مع صلاح الدين الفضل حول رؤيته لمفاوضات الدوحة، وقال أنه يرى أن مفاوضات الدوحة قد طال أمدها، وأضاف بأنه من غير المعقول أن يمتد التفاوض لمدة عام كامل، وفي الأصل أن الحلول التي تطرح خارج البلاد ليس لها ضرورة أو دواعي لأنه إذا كانت هناك حلول فمن المفترض أن يدور النقاش حولها داخل البلد ومن الأفضل أن تكون فكرة ومنطلق التفاوض لحل القضايا السودانية نابعة من داخل السودان .أما عن الإستراتيجية الجديدة للحكومة حيال معالجة أزمة دارفور فقال انه من المفترض أن يتم حل هذه الأزمة عبر الإستراتيجية المعلنة قبل نهاية العام الجاري ، لأن أزمة دارفور تترتب عليها عدد من القضايا وذلك لأنه إذا حصل انفصال لجنوب السودان لابد أن تكون أزمة دارفور قد انتهت حتى لا تكون معضلة أساسية، وأضاف إذا تجمعت كافة الأطراف لحل أزمة دارفور بما فيها الفصائل والفعاليات المعارضة عدا عبد الواحد فإنه في اعتقادي يكون بذلك عزل نفسه بنفسه أما عن خليل إبراهيم فإنني أرى أنه ليس حريص على سلام دارفور أكثر من حرصه على مصالحه الشخصية ولو كان عبد الواحد وخليل لديهم حرص على شعب دارفور فإن من المفروض عليهم أن يتوصلوا إلى حلول ويجلسوا إلى التفاوض ،وأضاف بأنه يرى أن الحل الأساسي والمستديم لقضية دارفور يكمن في إشراك الفعاليات السياسية والشخصيات المؤثرة على شعب دارفور وأن تقوم الحكومة بدورها بتسهيل كل متطلبات الشعب حتى تفوت الفرصة على الحركات التي تنادي بهذه المطالب. الإستراتيجية لابد أن تشمل إسهام القادة السياسيين. لكن القيادي بحركة تحرير السودان الأم الفاضل كرامة فقد تحدث إلينا قائلاً: إن مفاوضات الدوحة في تقديري ما لم تصل إلى سلام شامل فإنها تكون جزء من الحل لذلك فإن مفاوضات الدوحة بها أجزاء أساسية غير موجودة تتمثل في عبد الواحد وخليل إبراهيم لذلك فإنه إذا حدث سلام فإنه يكون جزئي والأمر الثاني إن النازحين أصبحوا جزء من المشكلة وأنهم الآن غير موجودين في الدوحة. وأضاف نحن ثقتنا كبيرة جداً في د. غازي صلاح الدين لكن الإستراتيجية الجديدة للحكومة لابد أن تتضمن إسهام القيادات السياسية من الأحزاب لأنهم قد يستطيعوا أن يقنعوا خليل وعبد الواحد أكثر من القيادات الأهلية لأنها لم تستطع إقناعهم عبر الدوحة لذلك أحزاب المعارضة قد تؤثر عليهم أكثر وأضاف أن القيادات الأهلية الآن في دارفور أصبحت ليس لها تأثير على المواطنين ولا على الحركات. الدوحة كمنبر للحوار سجلت نجاحا و تحدث إلينا حسن النور أبكر القيادي بالمؤتمر الوطني قائلاً: في اعتقادي أن مفاوضات الدوحة كمنبر للحوار فإنها ناجحة جداً لأن مشكلة دارفور لا يوجد لها حل سوى الحوار وان الحرب لا تنجب سوى الدمار والخراب ومن المعروف أن قضية دارفور أصبحت قضية دولية وإقليمية ومع ذلك فإن منبر الدوحة استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا جداً في التوصل إلى بعض نقاط التلاقي من تنمية وغيرها رغم غياب فصيلا عبدالواحد وخليل وأضاف إن عبدالواحد قد يؤثر في مفاوضات الدوحة من الناحية الإعلامية فقط لكن لا يؤثر من الناحية الواقعية فعبدالواحد الآن يتحدث عبر الفنادق وبعيد جداً عن الواقع الدارفوري وفي رأى أن عبدالواحد أصبح الآن أحد المسالب التي روجت لمشكلة دارفور، ولكن منبر الدوحة سوف يضع اللبنات الأخيرة بعدما اتفقوا على أعظم نقطتين هما التنمية والخدمات، وأضاف بان دارفور أصبحت الآن آمنة ولا يوجد سبب لوجود المعسكرات حتى الآن، وأضاف ًبان هذه المعسكرات ينبغي أن لا تفتح أبوابها للمنظمات الدولية التي تقوم بتمرير أجنداتها الخارجية لدولها . وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير يؤكد إقتناعه بأن المشكلة يجب أن تحل عبر الحوار، لذلك ففي اعتقادي إن قرار مجلس الأمن جاء داعما للسودان وان الكل اقتنع بأن أزمة دارفور أصبح حلها عبر الحوار وليس الحرب. وعن الإستراتيجية الجديدة للحكومة الخاصة بحل أزمة دارفور ذكر النور أن الحكومة أفلحت تماماً في إستراتيجيتها لحل أزمة دارفور بدءاً من تحسين علاقتها مع تشاد إذ بذلك قطعت الطريق أمام الدعم البشري للحركات المسلحة، مضيفا بأن الإستراتيجية فتحت الباب للحوار وتعتبر واحدة من ايجابيات قضية دارفور مشيرا إلى أن قضية دارفور تحتاج للإرادة السودانية لحلها وإنها لقادرة على ذلك وقبل استفتاء الجنوب، وإن كان لا يمكن الجمع بين هاتين القضيتين من ناحية سياسية. الجدير بالذكر أن الإستراتيجية الجديدة للحكومة وجدت دعماً كبيراً من الاتحاد الأفريقي حيث أكد ثامبو امبيكي رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي بأنه واثق من أن الإستراتيجية الجديدة ستمكن من دفع العملية السياسية تجاه إيجاد حل عاجل للأزمة في دارفور بما في ذلك مخاطبة القضايا الأخرى ذات الصلة المتمثلة في التنمية والمصالحات القبلية وقضايا العدالة والأمن وأكد تعاون لجنة الاتحاد الأفريقي مع الحكومة فيما يتعلق بتنفيذ تلك الإستراتيجية وقال إن هذا التعاون يشمل كذلك العمل بشكل لصيق مع بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور. وأضاف أن وضع إستراتيجية تسريع حل القضية يعني التعامل مع قضايا السلام والأمن والعودة الطوعية للنازحين واللاجئين والتنمية في دارفور وهذا أمر سيساعد على التوصل إلى معالجة شاملة لأزمة الإقليم.