قاعة الصداقة smc الخبير العسكرى يؤكد : * خطة الحكومة فى دافور جاءت ضمن طبيعة الإستراتيجيات الخاصة لمقاومة التمرد * د. مروكرافت يطالب حركات التمرد بإنتهاج الحوار كاسلوب لتحقيق السلام يؤخذ على دول الشرق الأوسط ومنها السودان إدانة الغرب ككل فى خضم إدانتها للولايات المتحدةالأمريكية بإعتبار أن الخلاف بين أوربا وأمريكا شكلياً. وبهدف دراسة المداخل التى يمكن طرقها عبر أفرع السياسات الغربية فى رفضى للمداخل المسدودة والكشف عن توجهات جديدة تؤدى الى إكساب السودان المزيد من الفوائد جاء إنعقاد ملتقى العلاقات السودانية الأوربية متخذاً شعار نحو شراكة أوربية سودانية فاعلة. وتناولت ورقة العلاقات السياسية والدبلوماسية بين السودان وأوربا إرتباط السودان ببريطانيا بعد إستقلاله فى المجالات التعليمية والثقافية، إلا أن سياسة الضغط التى مارستها الولاياتالمتحدة على بريطانيا وفرنسا لإثنائهما عن غزو مصر فى القرن الماضى صارت نمطاً سائداً جعلت لندن تتجنب مناوئة أمريكا فى النقاط الجوهرية بالشرق الأوسط. ويقول البروفسير بول مروكرافت مدير مركز محللى السياسات الخارجية بلندن أن الخرطوم شعرت بأنها على مرمى حجر من قذائف الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر بعد أن كانت حليفاً إستراتيجياً لها حتى ثمانينات القرن الماضى وأكبر متلق للمعونة العسكرية فى أفريقيا بعد مصر. زاد الإشكال المتعلق بإستضافة الخرطوم لأسامة بن لادن خلال الفترة 1991-1996، بأثر رجعى وأدرجت أمريكا السودان فى قائمة الدول الإرهابية، فى الوقت الذى كانت تقوم فيه بتشجيع دول الجوار بدعم المسلحين والمعارضين وإختراق السودان، بالإضافة الى توفير الدعم الدبلوماسى والمالى للجيش الشعبى لتحرير السودان بشكل منتظم.وإستدرك مرواكرافت فى ورقته بالقول أن الدول الأوربية وفرت الدعم الأساسى للجنوب لكنها لم ترسم السودان بالصورة الشيطانية التى رسمتها الولاياتالمتحدةالامريكية، منتقداً التأييد البريطانى الرسمى القصف الأمريكي لمصنع الشفاء عام 1998 رغم علم لندن بأن المصنع ينتج عقارات مضادة للملاريا ومنتجات بيطرية. وفى تناوله لقضية دارفور يقول الخبير العسكرى والموجه بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية أن التحركات الأولية للحكومة السودانية فى دارفور كانت تندرج تحت طبيعة الإستراتيجيات الخاصة بعمليات مقاومة التمرد، وطالب الفصائل المتمردة فى الإسراع بالدخول فى مفاوضات جادة محذراً من أن فرض المزيد العقوبات على الخرطوم سيكون له مردود عكسى يؤدى الى إعاقة التنمية الاقتصادية وهو المطلب الجوهرى لأهل دارفور. وأكد د. مروكرافت أن التدخل فى دارفور بواسطة الأممالمتحدة سوف يغذى المجموعات الجهادية بالمنطقة بدلاً من السلام مستشهداً فى ذلك بعجز 160 الف جندى من قوات التحالف فى إخماد التمرد بالعراق. وجاء فى الورقة أن مشكلة دارفور والتى يمكن تسويتها فى بضعة أشهر يهدد تفاقمها إعاقة إتفاقية السلام التى سيؤدى إنهيارها الى إنهيار الشمال الأفريقي بأكمله لتنطلق الحركات الجهادية نحو جنوب أوربا مشكلة تهديداً أمنياً وإجتماعياً. وأعاب على سياسات الاتحاد الأوربى الخارجية وهى الأقل تشدداً من الناحية الفكرية وأقل تاثراً بمجموعات الضغط المحلية مسايرتها لمنحى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمتمثل فى دعم بريطانيا لحظر الطيران فى دارفور رغم معارضة الاتحاد الأوربى وقيادات الناتو العسكرية، ومطالبة براون فرض المزيد من العقوبات على السودان والتى كان من المفترض المطالبة بفرضها على المتمردين الرافضين الإنضمام لإتفاقية سلام دارفور. وقال أن عجز الاتحاد الأفريقي على مجابهة التحدى بدارفور نتج عن التباطؤ الأوربى فى تقديم الدعم لقواته، وتناولت الورقة التغيير الكلى الذى أحدثته إتفاقية نيفاشا يناير 2005 بإعتبارها رمزاً لآمال أفريقيا بعد أن أنهت أطول الحروب بالقارة، فى علاقة أوربا بعد إنقطاع دام 15 عاماً بتوقيع بلجيكا مع السودان ورقة إستراتيجية قطرية رصد بموجبها 400 مليون دولار لتنفيذ مشروعات غطت الفترة 2005-2007، تمثل حصة السلام للسودان ضمن إستراتيجية الاتحاد الأوربى نحو أفريقيا التى تدعو خلالها لإقامة الحكم الراشد والسلام. وأشار الى الإختلاف فى وجهات النظر حول مفهوم القانون الدولى بين الدول الأوربية والقوة الوحيدة المهيمنة على العالم. ففيما بشر المحافظون الجدد فى واشنطون تعهد السلطة الصلبة بإستخدام المدافع والدبابات والصواريخ، إتخذت أوربا مسار السلطة الناعمة والقيم الأخلاقية والاقتصادية. وطالب البروفسير بول مرواكرافت فى ورقته عن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين أوربا والسودان بدراسة الإختلافات الثقافية فى ردود أفعال الاتحاد الأوربى والولاياتالمتحدة، مشيراً الى العاصفة الإعلامية التى أثارتها مسألة المعلمة جوليان جونتر والتى نجحت حكمة الرئيس البشير فى علاجها، وقد جاءت متزامنة مع تصريحات أسقف كانتبرى، بالإضافة الى الرسوم الدنماركية التى أعيد نشرها منوهاً الى أن فهم الأوربيين للإسلام ضعيف، وأعرب عن تفاءله بإمكانية تطبيق التجربة الأوربية فى إنهاء الحروب بالسودان وإستغلال نفوذها لإلحاق الممتنعين من حركات دارفور لطاولة المفاوضات وتحقيق السلام الحقيقي الذى لن يتحقق إلا بالحوار.