دعا الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا للتخطيط الإستراتيجي كافة القوى السياسية والاجتماعية لإبتدار أفكار ورؤى حول التخطيط الإستراتيجي للبلاد ما بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو. وقال ان السودان سيبدأ مرحلة جديدة من عمره السياسي وتطوره التاريخي بقيام كيانين منفصلين. جاء ذلك لدى مخاطبته الاثنين 30 مايو بقاعة الصداقة بالخرطوم لقاء أعضاء اللجان القطاعية بالمجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي حول مناقشة المسودة الأولية للخطة الإستراتيجية الخمسية الثانية 2012م -2016م. وقال طه (إن فرصة إشراك القوى السياسية والإجتماعية في تأسيس العقد الإجتماعي والسياسي الذي نريده للسودان تظل فرصة قائمة بحسب نتائج الحوار الجاري والذي سيجري مع القوى السياسية والذي يهدف في كلياته الوصول إلى تيار وطني غالب يتفق على أمهات القضايا الوطنية). وأضاف أن إعادة تشكيل المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي في صورته الجديدة سيظل مؤجلاً لجهة اكتمال المشاورات السياسية ومن ثم سيتم التشكيل بعد التاسع من يوليو حسبما تفضي إليه نتائج التشاور وعندها يمكن للجميع حتى الذين لم يقبلوا المشاركة في الحكومة أن يشاركوا، وزاد (لا نريد عقداً لمن هم أعضاء في الحكومة وإنما نريده عقداً وطنياً قوياً جامعاً لكل أطراف الساحة السياسية حتى الذين هم في المعارضة). وشدد طه أنهم يسعون للتقدم بعملية النهضة والبناء الوطني نحو الإجماع على قضايا الوطن وثوابته الكلية وأن يكون هناك مجالاً للاختلاف والتنافس حول التفاصيل مثل كل الأمم التي سبقت السودان في هذا المضمار. وأكد أن السودان ماض في إنفاذ إستراتيجيته الربع قرنية داعياً إلى إعادة قراءتها وفق الوضع الراهن ونتيجة الإستفتاء الذي أفضى لفصل الجنوب عن الشمال. من جانبه استعرض الدكتور تاج السر محجوب الأمين العام للمجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي الملامح العامة لمسودة الخطة الإستراتيجية الخمسية ودليل إعدادها والرؤية والرسالة المنشودة للمجلس لا سيما القطاعات. وقال د. تاج السر إن الرؤية الإستراتيجية هي جمهورية ثانية قائمة على التوافق الوطني والمجتمع المتقدم والدولة الصاعدة التي تحقق الحرية والمساواة والعدالة والتكافل. ووجه نائب رئيس الجمهورية في ختام اللقاء رؤساء القطاعات بالمجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي بالمزيد من الحوار والنقاش حول المسودة ورفع التوصيات للجنة العليا للمجلس للنظر في إجازتها.