وبات من الواضح مدى أهمية مؤسسات التعليم العالي (الجامعية وغير الجامعية) في التنمية بمختلف وجوهها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بحيث صار لهذه المؤسسات دورها الهام في التنمية وتوسيع آفاق الإنتاج حيث تزايد الاهتمام في دول العالم الاسلامي بموضوع توظيف التعليم العالي كقناة إنتاجية وتنموية، حيث إن تقويم فعالية التعليم العالي أصبح يعتمد بشكل أساسي على ملاءمة أهدافه لمتطلبات التنمية الشاملة في البلد الذي يمارس فيه التعليم وظائفه ومدى قدرته على مواجهة التحديات المختلفة. ومما لاشك فيه أن الجامعة الحديثة لم يعد دورها يقتصر على مواجهة التحديات الآنية فقط، بل صار يمتد إلى ممارسة عملية الاستشراف والتنبؤ بالتحديات المستقبلية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمجابهتها قبل حدوثها، وإلى الإسهام في تنمية الأفراد تنمية كاملة وشاملة ، وهذا يعني تنمية الموارد البشرية وزجها في المجالات الإنتاجية بشكل فاعل وفي ظل هذه الظروف وتحت رعاية كريمة من فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس جمهورية السودان وبتشريف نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج ادم يوسف وتحت شعار (دور التعليم العالىي في تطوير العلوم والتكنولوجيا من اجل مستقبل زاهر) انطلقت فعاليات المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي بالعالم الإسلامي بقاعة الصداقة بالخرطوم ، وذلك بالإشتراك مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الأيسيسكو). اهداف المؤتمر: يهدف هذا المؤتمر الى تدعيم سبل التعاون والتطوير بين شعوب الدول الإسلامية الأعضاء والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولا سيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة الإسلامية مع إبراز خصائصها والتعريف بمعالمها في الدراسات الفكرية والبحوث العلمية والمناهح التربوية ، وذلك من خلال مشروعات جدول أعمال المؤتمر أبرزها مشروع الشبكة الإسلامية للبحث العلمي والتعليم ومشروع أطلس العلوم والإبتكار في العالم الإسلامي ، وتقارير مؤشرات الأداء الرئيسة لجامعات العالم الإسلامي . المواضيع التى سيتم مناقشتها خلال فعاليات المؤتمر سيناقش المؤتمر تقرير المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، حول جهود الإيسيسكو في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا في الفترة ما بين دورتي المؤتمر الخامسة والسادسة.كما سيناقش مشروع إنشاء (الشبكة الإسلامية للبحث والتعليم)، وتقريرا للأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، حول تنفيذ أنشطة الاتحاد في الفترة ما بين الدورتين الرابعة والخامسة للمؤتمر.بجانب مناقشة تقريرين حول (مؤشرات الأداء الرئيسية لجامعات العالم الإسلامي)، وحول مدى التقدم في إنجاز المشروع العلمي المتميز: (أطلس الابتكار في العالم الإسلامي). وستعقد في إطار المؤتمر، مائدة مستديرة حول موضوع: (دور التعليم العالي في تطوير العلوم والتكنولوجيا من أجل مستقبل زاهر). وستسلم في نهاية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، جوائز الإيسيسكو للعلوم والتكنولوجيا لسنة 2012، للباحثين الفائزين بها، في مجالات العلوم الأساسية، والابتكار في مجال التكنولوجيا. كما سيتم في ختام اعمال المؤتمر، انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري لتنفيذ استراتيجية العلوم والتكنولوجيا والابتكار في البلدان الإسلامية. الدورات السابقة للمؤتمر عقدت اول دورات المؤتمر في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في أكتوبر 2000م، والثانية في طرابلس بليبيا في سبتمبر 2003م، والثالثة في الكويت بدولة الكويت في نوفمبر 2006م، والرابعة في باكو بجمهورية أذربيجان في أكتوبر 2008، والخامسة في كوالالمبور بماليزيا في أكتوبر 2010. المشاركون يشارك في هذا المؤتمر (57) دولة يرأس وفد كل دولة وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومرافقين إثنين من بلاده وعدد من مديري ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية وممثلي الدول الأعضاء في الايسيسكو ومديري الجامعات السودانية وعدد من المهتمين بشأن التعليم العالي بالبلاد. عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السودانية أنشئت وزارة التعليم العالي عام 1971م للقيام بمهمة وضع السياسات والخطط والبرامج للتعليم العالي والبحث العلمي والتنسيق بين مؤسساته. وتتكون مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية والمراكز والمعاهد البحثية التي تنشأ بموجب قوانين وأوامر تأسيس خاصة بها وتتمتع هذه المؤسسات بالاستقلالية العلمية والإدارية والمالية وتشرف عليها مجالسها وأجهزتها الإدارية. لقد برزت مع بداية التسعينات اختناقات في القبول نتيجة للزيادة الكبيرة في اعداد الطلاب الجالسين لإمتحانات الشهادة الثانوية والمؤهلين للإلتحاق بمؤسسات التعليم العالي وكانت مؤسسات التعليم تقبل 6% من المتحنين كل عام وصاحب ذلك ارتفاع في اعداد الطلاب الدارسين بالخارج وتناقص ملحوظ في الانفاق على التعليم العالي لذلك كان لابد من ثورة في التعليم العالي ومن أهم انجازات هذه الثورة تمثل في الاستجابة الكبيرة للطلب الاجتماعي على التعليم العالي والذي تمثل في توفير فرص واسعة لإستيعاب لطلاب بمؤسسات التعليم العالي، ومن أبرز الانجازات التي تحققت انتقال التعليم العالي الي ولايات السودان المختلفة بعد ان كانت كل مؤسسات التعليم العالي ممركزة في العاصمة الخرطوم .أقتضى تنفيذ سياسات التعليم العالى واستراتيجياته اجراء التغييرات اللازمة فى البنية الهيكلية للتعليم العالىليتكون البناء التنظيمى للتعليم العالى والبحث العلمى من المجلس القومى للتعليمى العالى وزارة التعليم العالى ومؤسسات ومراكز وهئيات علمية وبحثية. المجلس القومى للتعليم العالى والبحث العلمى نص قانون تنظيم التعليم العالى والبحث العلمى لسنة 1990 على انشاء مجلس قومى للتعليم العالى تكون له شخصية اعتبارية كما نص القانون على تشكيل المجلس برئاسة وزير التعليم العالى والبحث العلمى وعضوية رؤساء ومديرى الجامعات الحكومية ومراكز وهيئات البحث العلمى بالاضافة الى عددى من الاعضاء يمثلون الوزرات والجهات ذات الصلة والاختصاص. وخمسة اعضاء من ذوى الاهتمام بالتعليم العالى والبحث العلمى.حيث يختص المجلس بوضع السياسة العامة وخطط وبرامج التعليم العالى والبحث العلمى وذلك فى اطار السياسة العامة للدولة والاشراف على تخطيطها وتنسيقها وتحديد دور كل مؤسسة فى اطار السياسة والخطط والبرامج.