وكالات: تؤكد دراسة جديدة أن المدخنين، سواء من الرجال أو النساء، يخسرون حوالى 6 سنوات من أعمارهم بسبب السجائر، فضلا عن قضاء شطر كبير من العمر متعايشين مع أمراض خطيرة. فقد اكتشف باحثون بعد متابعة الإحصاءات المسجلة عن وفيات الرجال والنساء فى بريطانيا لمدة 21 عاما، أن النساء المدخنات هن الأشد تأثرا، حيث لقين حتفهن بمعدل 6.8 سنوات قبل نظيراتهن من غير المدخنات، فى حين فقد الرجال الذين استخدموا التبغ حوالى خمس سنوات ونصف من عمرهم، بسبب التدخين. وقال الخبراء إن هذه الإحصاءات الجديدة تقدم المزيد من الإثباتات على أن التدخين لا يؤثر سلبيا على نوعية الحياة فقط، بل وعلى مدتها أيضا. وأشار العلماء إلى أن الشاب غير المدخن فى الثلاثين من العمر، يتوقع له أن يعيش ليصل إلى سن الثانية والثمانين فى المتوسط، ولكن إذا دخّن فسينقص عمرة بمعدل 5 سنوات ونصف، وبالتالى سيعيش إلى سن السادسة والسبعين. أما بالنسبة للنساء، فمن المتوقع أن تعيش الشابة غير المدخنة فى نفس العمر، لسن السادسة والثمانين، فإذا دخّنت، نقص عمرها بمعدل 6.8 سنة، لتصبح مدة حياتها المتوقعة 79 عاما. أما فى سن الستين، فلفت الباحثون إلى أن الرجل غير المدخن متوقع أن يعيش إلى سن الرابعة والثمانين، وإلى سن التاسعة والسبعين إذا كان مدخنا، فى حين أن المرأة غير المدخنة فى نفس السن يمكن أن تعيش حتى سن السابعة والثمانين، ولكنها تعيش إلى سن الواحد والثمانين إذا كانت مدخنة. وأظهرت الدراسة، التى أجراها المركز البريطانى لبحوث الوفاة والمتابعة المستمرة، أن الرجال المدخنين فى سن الستين يواجهون فرصة وفاة فى تلك السنة تقدر بحوالى 106 فى العشرة آلاف، بينما تكون هذه الفرصة عند غير المدخن فى نفس السن 48 فى العشرة آلاف، مقارنة مع 58 فى العشرة آلاف للسيدات المدخنات فى نفس العمر، لتنقص هذه النسبة إلى 53 فى العشرة آلاف لغير المدخنات. وبالنسبة للشباب، وجد الباحثون أن تلك الاختلافات كانت أقل نسبيا، فالشاب المدخن فى سن الأربعين يواجه فرصة وفاة فى تلك السن تقدر بحوالى 21 فى العشرة آلاف، مقابل 7 فى العشرة آلاف لغير المدخن. أما المرأة المدخنة فى سن الأربعين فتتعرض لخطر وفاة فى تلك السنة بنحو 8 فى العشرة آلاف، مقارنة بحوالى 5 فى العشرة آلاف لغير المدخنة. وأكد الخبراء ضرورة فرض سياسات وقائية، تشجع الناس على التوقف فورا عن التدخين، وفرض عقوبات قوية أو غرامات على المدخنين، خصوصا وأن التبغ أودى بحياة 3.6 مليون شخص فى بريطانيا وحدها، طوال الخمسين سنة الأخيرة، منبهين إلى أن الإحصاءات المذكورة متوقعة لأن التدخين "يقصف" العمر، ويقلل مدة الحياة المتوقعة للإنسان، كما يقتل آلاف الأشخاص فى مرحلة الشباب ومنتصف العمر كل عام. وأكد الأطباء أن الإقلاع عن التدخين يساعد فى تقليل تلك التأثيرات. فالتوقف عن ممارسة هذه العادة الضارة فى سن الخمسين يقلل خطر الوفاة بسبب الأمراض المرتبطة بالتبغ بحوالى النصف، فى حين أن الابتعاد عن السجائر فى سن الثلاثين، يبعد شبح جميع الأمراض والاضطرابات المصاحبة لها.