الأمم المتحدة – تورنتو كتب : بدرالدين حسن علي في فيلمه المثير للجدل " خطاب الملك " والذي فاز بعدة جوائز في حفل الأوسكار العام الماضي افتتح المخرج توم هوبر فيلمه بمشهد عن إذاعة ال "بي . بي . سي " وكم كان رائعا ذلك الإفتتاح ، فالإذاعة تعتبر من أهم إختراعات القرن العشرين ، ولعبت دورا أساسيا في القضايا السياسية والفكرية والأدبية والفنية وغيرها ، ولعل دورها الأعظم كان في الحروب سواء كانت عالمية أو غيرها . بالأمس 13 فبراير احتفل العالم أجمع باليوم العالمي للإذاعة ، تأكيدا على دور الإذاعة في مجالات التعليم وحرية التعبير والنقاش العام والسلام ، فالعالم يتغير بسرعة ولكن روعة الإذاعة ما زالت مستمرة ، ولم يستطع المسرح ولا السينما ولا التلفزيون من التأثير على الدور المتنامي للإذاعة وفي جميع دول العالم . في كلمتها بمناسبة اليوم الدولي الأول للإذاعة أكدت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا على أهمية تلك الوسيلة في التواصل مع أكبر عدد من الجماهير العريضة، وخاصة أكثر القطاعات تهميشا في المجتمع. وقالت "إن اليونسكو تعمل كل يوم لدعم الراديو باعتباره أداة للسلام ومنبرا للتبادل والحوار والنقاش. إن الإذاعة الحرة والمستقلة والمتعددة أساسية للمجتمعات السليمة، وتعد أمرا حيويا لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية." ويصل البث الإذاعي إلى نحو خمسة وتسعين في المائة من سكان العالم، ويعد أكثر وسائل الإعلام قدرة على الوصول إلى المجتمعات النائية والمجموعات المهمشة بتكلفة بسيطة. وأضافت بوكوفا "اليوم لا يكفي أن نتواصل بل يجب أن نصل بين الناس والمجتمعات بشكل أكثر عمقا. إن الإذاعة هي أحد أقوى سبل بناء جسور الاحترام والتفاهم، في هذا الاحتفال الأول باليوم الدولي للإذاعة دعونا نحتفل بهذه القوة ونستغلها." في اليوم العالمي للإذاعة تذكرت ال " بي . بي . سي " كما تذكرت المذيعين العمالقة أمثال الطيب صالح واسماعيل طه وأيوب صديق والذي قال من داخل استوديهات ال " بي . بي . سي " هنا أم درمان ، وذكرياتي مع إذاعة أم درمان ما تزال تسطحبني كل لحظة . فالإذاعة ظلت هي المعشوقة الأولى بالنسبة لنا ، تعطينا نوعا من انعدام محدودية الخيال، فالصورة أحيانا تضع لنا حدودا ولكن الإذاعة تترك لنا المجال لكي نسطر بين خطوط خيالنا ما نحب وما نريد وتعطينا بعدا آخر للإدراك. "في اليوم الدولي للإذاعة نثمن دور الإذاعات في العالم في نشر الثقافة ووصولها السهل عن باقي وسائل الإعلام لكل من على هذه المعمورة ، ونزف التهنئة الخالصة لكل الإذاعيين السودانيين المخلصين . ويتوافق الثالث عشر من فبراير مع ذكرى إنشاء إذاعة الأممالمتحدة في عام 1945.