كلام الناس *لسنا من أنصار حظر النشاط السياسي وسط الطلاب، خاصة في المرحلة الجامعية وعلى العكس من ذلك فاننا نرى أن الطلاب الذين يمثلون نصف الحاضر هم كل المستقبل وأنهم مشروعات القيادة السياسية والتنفيذية في البلاد. *جامعة الخرطوم كانت منارة الحراك المجتمعي، وقادة اليوم في شتى مناحي الحياة العامة مارسوا حياتهم الأكاديمية وشاركوا في النشاط الطلابي وبعضهم قاد اتحاد الطلاب بها، لكن للأسف تعرضت جامعة الخرطوم لهجمة ظالمة إستهدفتها في محاولة لاضعاف الدور الريادي الذي كان يميزها عن غيرها في حياتنا العامة. *نقول هذا بمناسبة التطورات الأخيرة التي حدثت بها منذ أن حاول بعض الطلاب التعبير عن تضامنهم مع المناصير الذين صارت قضيتهم موضوع الساعة حتى وسط القيادة السياسية والتنفيذية في البلاد ومادة لكتابات الكتاب في الصحف، فلا عجب في أن يتفاعل معها الطلاب ويحاولون التعبير عن تضامنهم معها بصورة سلمية. *للأسف ردود الفعل تجاه الطلاب كانت عنيفة أدت إلى إغلاق الجامعة وحدثت إعتداءات داخل الحرم الجامعي وفي الداخليات توجت بعملية غير مبررة تم بموجبها إجلاء مئات الطلاب من الداخليات وإيداعهم أقسام الشرطة وفتح بلاغات في مواجهتهم. *اثبتت التجارب العملية أن محاولة معالجة مثل هذه القضايا بالقوة غير مجدية وإنما على العكس من ذلك فانها تعقد الموقف وتزيد حالة الاحتقان والتوتر، وكان من الأوفق معالجة الأمر إداريا لمحاصرة تداعيات ما تم بعيداً عن الإتهامات المجانية واللجوء لشماعة التآمر التي أصبحت لا تقنع حتى مروجيها.
*هناك اتصالات جرت من مجموعة من الأساتذة بالقيادة السياسية ممثلة في السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه لتدارك الأمر ومحاصرة تداعياته المؤسفة وإعادة فتح الجامعة. *إننا نبارك مساعي أساتذة الجامعة التي لا يمكن اتهامهم بأية أجندة تآمرية، ونرى أن يتم الإسراع باعادة فتح الجامعة والتحقيق في ملابسات ما تم ومحاسبة الذين تسببوا في التجاوزات التي حدثت في الجامعة وللطلاب، وتهيئة المناخ المعافي للطلاب للتحصيل الأكاديمي دون قهر أو وصاية مفروضة وإنما على العكس لابد من تشجيع الحراك المجتمعي وسطهم في مناخ صحي معافي يجنبهم والبلاد شرور العنف والعنف المضاد.