كلام الناس للحكم في عالم متغير *لايمكن الحكم على الاسلام والمسلمين من خلال التجارب السياسية التي حاول بعض الحكام فرضها على شعوبهم وفق اجندتهم الحزبية التي تتاثر بطبيعتهم البشرية المعرضة للخطأ والانحراف وللتأثربمصالحهم و ومطامعهم الخاصة ‘ اضافة لمغريات السلطة والجاه والمال. *لذلك نرى ضرورة اخضاع هذه التجارب السياسية للتقييم والدراسة باعتبارها تجارب بشرية قابلة للنقد والتقويم والاصلاح وليست مقدسة‘ بل نرى اخضاعها للمنافسة الانتخابية مع الاحزاب الاخرى بما فيها الاحزاب العلمانية بلا اكراه اوقهر او محاولة اقصاء الاخر بالقوة. *ان التحدي الذي يواجه الحركات الاسلامية في العالم‘ كما قال البروفسير التجاني عبد القادرفي برنامج (مقاربات) الذي بثته قناة الشروق الاسبوع الماضي هو كيف تجعل الدولة خادمة للشعب وليس العكس ‘ وان الاستيلاء على السلطة ليس هدفا في حد ذاته وانما الهدف الاسمى هو بنا ء المجتمع الصالح المعافى‘ وهذا هم التحدي الذي يواجه اي نظام حكم. *ان تضخيم الدولة على حساب الامة يهدد مستقبل الامة والدولة معا‘ وانه لايجوز وضع الدولة فوق الامة‘ وان شؤون الامة تستوجب اشراك الاخرين بغض النظر عن انتماءاتهم وهوياتهم وتوجهاتهم السياسية. *قال البروفسير التجاني عبد القادر ان الانشغال بالتنظيم العقائدي لا ينبغي ان يشغل الحركات الاسلامية عن الجمهور العريض‘ وان الدولة ليست ركنا من اركان الاسلام وانما هي منظومة مؤسسات تبنى كما تبنى المؤسسات في كل انظمة الحكم في العالم‘ وان ترتيب امور الدنيا مساحة ينبغي ان يشترك فيها كل المواطنين في الدولة . *حذر البروفسيرالتجاني من ان يتحول التنظيم العقائدي الى كيان منغلق تسيطر عليه النخبة كما يحدث في بلداننا ‘ وينعزل عن نبض الجماهير واحلامها وتطلعاتها المشروعة‘ ونوه الى ضرورة اعتماد برنامج دائم للتنمية والخدمات والنأي به عن استهداف الكسب السياسي. *ان اهم ما طرحة البروفسير التجاني في هذا اللقاء دعوته لاشراك المواطنين في صناعة مستقبلهم وانه لا يمكن الغاء دورهم‘ وانما لابد من تسخير اجهزة الدولة ومؤسساتها لخدمة المواطنين بدلا من الحكم بالمركزية الشمولية التي تربط يبين الاستيلاء على السلطة وبين التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي بدلا من اعتماد اسلوب التداول السلمي للسلطة. * ان اعتماد نهج التداول السلمي للسلطة يتيح الفرصة امام الاحزاب السياسية فرصة التنافس على برامج تسستهد اقامة العدل وبسط الحيات وبناء التنمية‘ ويوفر المناخ الصحي لمحاصرة تيارات العنف وكراهية الاخر والتطرف الديني والتفسير الحرفي الشكلاني للقران الكريم. * مثل هذا النقد الذاتي مهم لكل التجارب الاسلامية الحاكمة او تلك التي تتطلع للحكم في عالم متغير متعدد العقائد والثقافات والاثنيات