كلام الناس *لم يكن غريبا على حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان يتخذ قرار رفع الدعم على المحروقات وزيادة اسعارهاالامر الذي حاول تمريره عبر برنامج اسعافي لم يستطع الجهاز التنفيذي ولا الجهاز التشريعي وتعثر بسبب الحملة الانتقادات الموضوعية التي جابهته‘ خاصة فيما يتعلق بامر رفع الدعم عن المحروقات. *نبهنا ضمن الذين نبهواالى مخاطرمثل هذه الخطوة‘ كان ذلك فبل الخطوة الاخطرالتي اتخذتها الحكومة بتعويم الجنيه السوداني التي اغرقت كل السلع الاساسية والحاجات الضرورية في بحر انفلات الاسعاربلا رحمة او تحسب للاثار الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية السالبة على المواطنين. *نحن هنا لانتحدث في السياسة رغم علمنا بان السياسات متداخلة وانها تؤثر في بعضها البعض بما في ذلك السياسة الاقتصادية اللصيقة الصلة بحياة الناس ومعاشهم‘ لكننا اليوم نركز على السياسة الاقتصادية واثارها وان كنا نعلم انه لايمكن عزلها عن السياسات الاخرى واثارها ايضا. *ان انفلات الاسعار بدا قبل تعويم الجنيه وقبل قرار رفع الدعم عن المحروقات ولكن التعويم وقرار رفع الدعم سيزيد الطين بلة ويترك حبل انفلات الاسعار على غارب السوق الحر الذي لايرحم في بلادنا رغم موروثاتنا الدينية والاخلاقيةالتي تحض على العدالةوالتكافل الاجتماعي. *نعلم الظروف الضاغطة التي دفعت الحكومة لمثل هذه القرارات الاقتصادية الصعبة‘ لكننا ايضا نبهناالي اسباب هذه الظروف الضاغطة والى كيفية محاصرتهالانها من صنع السياسات القائمة التي عمقت الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية في ظل استمرار النزاعات المفروضة على المواطنين في دولتي السودان. *لذلك دعونا للمعالجات الكلية الجذرية التي لابد منهالتامين السلام الذي تم مع الجنوب واستكماله في السودان الباقي واحداث اختراق سياسي ايجابي بالاتفاق على دستور متراضى عليه من اهل السودان وثوابت قومية بديلة للثوابت الحزبية ومخرج سلمي ديمقراطي لصالح اهل السودان اجمعين. *دعونا ايضا للمعالجات قصيرة المدى بان تبدا الحكومة بنفسها التي تعلم حجم تكلفة الترهل الوظيفي والاداري ومخصصاته المتزايدة وصرفه المبالغ فيه‘ لكنها بدلا من ترشيد الصرف عليه تزبد الطين بلة عبر قرارات وتعيينات الترضيات السياسية والجهوية التي يدفع ثمنها المواطنون الذين تريد منهم الحكومة ان يتحملوا ايضا عبء الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية التي فاقمتها سياساتها هي نفسها.