بسم الله الرحمن الرحيم هناك رجال عندما تلتقيهم لأول مرة تظن انهم اخوتك واجدادك واهلك بل هم اخوتك في الدم، وان الدماء التي تجري في عروقك هي نفس الدماء التي تجري في عروقهم وتذيد لتتوحد خفقات القلوب معلنة ان حياتك وحياتهم سيان لايفرقهم الا القدر والموت وذلك لأن القدر والرزق والزواج والموت هي عند الله الواحد الاحد الفرد الصمد وسبحان ربى العظيم .. بعد رحلة طويلة لكنها شاقة وجميلة تجولت وسحت في ثلاث دول افريقية هي اديس وكينيا وانقولا قررت بعدها العودة لأرض الوطن عن طريق مدينة القلابات الحدودية ومن ثم الى مدينة القضارف الرائعة حتى ألتقى بصديقي العزيز (شرفي) الذي يعمل مدير الاعلام عند والى القضارف .. وصلتها ليلاً وحاولت مراراً وتكراراً ان اتواصل مع صديقي شرفي لكن دون فائدة .. لذى قررت البقاء في احد الفنادق والصباح رباح .. خرجت من الفندق لأستمتع بوجبة فول شهية عند فوال شهير الا وهو فوال الكدرو .. في الطريق وجدت عربة لاندكروزر خلتها تابعة للولاية وعندما اوقفتها وجدتها تابعة لشابان يافعان .. سائلتهما في ان السيارة تابعة للولاية لكنني ادركت اخيراً انها تابعة لهم .. عرفتهم عن نفسي وعرضوا توصيلي الى المطعم .. وافقت وامتطيت معهم السيارة الفارهة وفجأة شاهدنا جميعاً سيارة لاندكروزر في رأسها نار .. هنا قال لي الشابان انها سيارة الوالى .. نزلت واشرت للسائق بالوقوف .. وقفت سيارة الوالى اماممنا واتجهت الى سائقها وسألته عن صديقي شرفي وأنني قادم من كينيا لتهنئة الوالى بالفوز العظيم والالتقاء مع صديقي العزيز.. هنا اشار السائق الى المقعد الخلفي واذا اشاهد الوالى بأم عينه .. فرحت كثيراً واتجهت نحوه واذا اشاهد الوالى ينزل من سيارته ويصافحني بحرارة .. ذهلت لتواضعه الجم وجمال ادبه وابتسامته لكنه امر احد رجال المراسم ان يستدعوا لي صديقي شرفي .. ودعته وانا في حيرة من امري واخذت علامات الاستفهام تتهكم امامي .. في الصباح الباكر وجدت صديقي شرفي امام باب غرفتي وذهبنا سوياً الى مكتب الوالى .. قصصت قصتي على صديقي شرفي وطلبت منه اجراء حوار قصير جداً مع الوالى .. وافق الوالى على الحوار ومنحني رجال المراسم عشرة دقائق فقط .. سألت الوالى : لماذا وقفت لي وانت لاتعرفني والدنيا ظلام ؟؟ قال الوالى : ظننتك احد المواطنين وان عربتك متعطلة وتريد المساعدة قلت : صورتك وطلعتك تعلو عليها الصرامة والبأس والشدة والطعان لكن كرزيمتك قوية قال : هذه طبيعتي ولا ادري عن كريزمتي شيئاً قلت : سيدي الوالى اليوم تجولت في مدينة القضارف واجريت استطلاع سري عنك شمل كل شرائح المجتمع وجاءت نتيجة الاستطلاع مشرفة والجميع يحبك ويثني على تواضعك الجم وتواصلك الاجتماعي لكن سائق ركشة ذكر ملاحظة مهمة وهي انكم قفلتم جميع شوارع القضارف لرصفها مما خلق ربكة وزحمة مرورية في الشارع العام الوالى : ابتسم وقال ملاحظة صادقة ومهمة وسنعالجها اليوم انشاء الله قلت : والى الجزيرة قال عنك انك شيخ المجاهدين وانك مثل (القعقاع) في ساحة الوغى لكن سيدى ما قصتك مع النساء الجنوبيات اللاتي يأتين إليك لحل مشاكلهن مع ازواجهن الوالى : ابتسم وقال اخوي جمال ان الناس يشاهدوننا في ساحة الحرب فيأخذو عنا انبطاعاً شرساً خاصة كتيبة الاهوال التي كنت انتمي اليها، لكنها الحرب ولغة الحرب لكننا دائماً نعامل اخواننا الجنوبيين كأخوة واشقاء ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة لذا احبوننا واعتبرونا أسوة حسنة لهم واذكر انني عندما كنت وزيراً في الجنوب كان كل طاقمي من الجنوبيين حتى حرسي الخاص، وهنا أسئل الله ان يجمعنا بهم مرة اخرى ونصبح دولة واحدة قلت : سيدى الوالى اعرف عنك انك بعت الماء في سوق القضارف واشتغلت عامل بناء وتخالطت مع الناس في السوق وساعدت والدك كثيراً وعملت في مجال التدريس .. ماذا استفدت من ذلك الوالى : التواضع ومعرفة معادن الناس خاصة الفقراء والشرائح الضعيفة في المجتمع وانا منهم ساعدني كثيراً في محبة الناس قلت : في الانتخابات اكتشفت ان الوالى السابق كرم الله قد دعمك بقوة الوالى : عمل باصله وفصله وهذا هو معدن الرجال وهؤلاء هم رجال الانقاذ قلت سريعاً : ايضاً السيد الميرغني امر الجميع بدعمك وهذا يحدث لأول مرة في ولاية القضارف الوالى : اشكر السيد الميرغني والميرغنيون جميعاً قلت : سيدي الوالى ماذا في جعبتك بعد فوزك الساحق في الانتخابات ؟؟ الوالى : ان اجعل القضارف جنة الدنيا ونعيمها وان احقق جميع طموحات اهل القضارف واسئل الله ان يوفقني في ذلك سيدى الوالى : شكراً كثيراً على السماح لنا بهذا اللقاء والذي تعدى الساعة.. عزيزي القارئ هذا هو والى القضارف وقد نقلت لكم بأمانة واخلاص كامل الحوار دون رقيب وعتيد والشئ المدهش انه عرف انني سوف انشر هذا اللقاء في موقع سودانيز اون لاين منبر الصدق والوفاء وذهلت اكثر عندما عرفت انه يتابع هذا الموقع بكثافة وانه معجب كثيراً بصاحبه الأستاذ / بكري ابو بكر الذي يعطي الفرص للجميع دون حذف .. لكنني اتسأل بل لدى سؤال وهو : هل يستطيع والى القضارف ان يواصل ويتواصل في قيادة مواطنيه وتحقيق احلامهم وتطلعاتهم ؟؟ الاجابة متروكة لكم سادتي · خارج السرب (1) لقد ذهلت كثيراً عندما قرأت مقال الهندي / عزالدين الذي تكلم فيه عن مؤتمر الشيخ على عثمان الاخير .. هنا اقول للهندي ان الشيخ على عثمان هو النائب الاول للرئيس البشير وان موقعه الطبيعي هو رئيساً للشعب السوداني لكن بعد ان يقول الشعب كلمته وليس المؤتمر الوطني كما ان الرئيس البشير ليس حراً في ان يتنحى عن الحكم، وان دخول الحمام ليس كخروجه وبطل (تعرصه) ايها الهندي · خارج السرب (2) مقالتي القادمة ان شاء الله سوف تكون بعنوان : (الكيكة بالويكة.. الكمونية بالبيض ،،، وأشياء اخرى ) شارحاً وموضحاً فيها اخفاقات رجال السفارة السودانية الوقحة في اديس ابابا .. لذا ترقبوها على ظهر هذا الموقع الجبل