دخل اعتصام مسرحي جيش مؤتمر البجا امام مفوضية التسريح والدمج ببورتسودان اسبوعه الثاني والنظام المتهالك لا يتحرك قيد انملة وكأن الموضوع لا يهمه, ربما لا يدرك النظام خطورة المشكلة الآن, ولكن عندما تشتعل المواجهات بشكل عنيف, سيدرك انه اضاع الفرصة. ادعي النظام ان مشكلة المسرحين تخص ولاية البحر الاحمر وهو يدرك تماما ان التزامات دولية تفرض علي الحكومة المركزية, ولا احد غيرها, تنفيذ بنود اتفاقية اسمرة الهزيلة, بالتعاون الكامل مع مفوضية التسريح وإعادة الإدماج بالتنسيق مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي واليونيسيف. يعني هذا تعاون كل هذه الجهات لتنفيذ برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. وقد قامت المفوضية بضخ بضعة ملايين من الدولارات. فاين ذهبت ايتها العصابة الحاكمة؟ ان المكتب القيادي لمؤتمر البجا يدرك تماما ان النظام لم يكن في يوم ما جادا في تنفيذ اي التزام في الاتفاقيات المتعددة التي قام بالتوقيع عليه. ان مسرحي جيش البجا اصيبوا بخيبة امل كبري منذ ان وطأت اقدامهم ارض الوطن, وتزداد خيبة الامل علي مر الايام. تبين لهم ان عصابة عنصرية تسيطر علي الاوضاع بقبضة حديدية, تكبت الرأي الحر, تنهب وتسرق وتقتل وتبيد الابرياء وتحرق القري في جبال النوبة والنيل الازرق وان معاناة الاهل بالشرق تزداد وتزداد علي مر السنين, وانها شرعت في بيع اراضي الشرق كما في مقرسم وستيت والميناء والقاش والمساومات باراضي حلايب والفشقة الخصبة. ان النظام فشل في تحقيق اي من وعوده البراقة في اتفاقية الهايكشاب من مشاركة في السلطة او تنمية او اعادة اعمارالي جانب فشله في الملف الامني, وفي تحقيق الديموقراطية وتبادل السلطة. فالمشكلة لا تخص المسرحين لوحدهم, وانما كل اهل الشرق. علي اهل الشرق ان يعلنوا التضامن مع الابطال المعتصمين, بالاعتصام معهم والوقوف معهم في نصالهم. المسرحون حملوا السلاح في الماضي لتحقيق احلام الشعب في حياة سعيدة. وهذا لم يتحقق. وكل الدلائل تشير الي ان العصابة الحاكمة تسير في منهجها الذي يقود البلد للدمار الشامل. لقد تصاعدت المواجهات الحاسمة ضد الطغمة الحاكمة في اماكن مختلفة من القطر وخاصة في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور. مسرحو جيش البجا, بل كل شباب الشرق, شغوفون بالمشاركة الفعالة لدحر النظام والرمي به في مزبلة التاريخ وتشييد السودان الحر الديموقراطي الفيدرالي الذي ينتهي فيه الازلال والاستعلاء ومص الدماء. فلتعي العصابة الحاكمة ذلك. عاش نضال شعبنا من اجل الديموقراطية والحرية والعدالة والمساواة!