في عام 1941 اخترع المهندس الألماني كونر اد زوسة جهاز زد/3 الذي يُعتبر أول جهاز كمبيوتر في العالم كما ابتكر لغة الكمبيوتر الرياضية التي يُطلق عليها (ربلانت كالكول)، وفي عام 1991م ، اخترع عالم الفيزياء البريطاني تيم بيرنرز شبكة المعلومات الدولية أو الانترنت التي تقوم فكرتها الأساسية على ربط أجهزة الكمبيوتر في كل الدول بشبكة واحدة، وبفضل هذا الاختراع الرائد فاز بيرنز بجائزة الألفية للتكنولوجيا البالغ قدرها مليون يورو والتي قدمتها له مؤسسة جائزة التكنولوجيا الفنلندية في هلسنكي تقديراً له على هذا الاختراع الفذ الذي ساهم في ربط كل البشر عبر أجهزة الكمبيوتر وتحويل العالم إلى قرية صغيرة يتم عبرها تناقل المعلومات بسرعة وحرية! وعلى الرغم من قول البعض إنه ليس بمقدور أي دولة احتكار إدارة شبكة افتراضية مثل الانترنت كما تردد على لسان بعض فقهاء القانون الدولي مثل إيان موناغان وأندريه تيريب وعلى الرغم من أن الكمبيوتر والانترنت هما اختراعان أوربيان إلا أن الواقع الفعلي يؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسيطر على شبكة الانترنت عبر احتكار منح العناوين الالكترونية مثل org للحكومات وcom للشركات وتفوقها في صناعة الوسائط الالكترونية وهيمنة محركات البحث الأمريكية العملاقة مثل جوجل على سوق البحث المعلوماتي ، جدير بالذكر إن قمة المعلوماتية التي عقدت بسويسرا عام 2003 وما تلاها من قمم مثل قمة تونس في عام 2005 قد شهدت دعوة أغلبية دول العالم إلى تحرير إدارة الانترنت من قبضة مؤسسة الإيكان الأمريكية وتكليف الاتحاد الدولي للاتصالات اللاسلكية بتولي إدارة هذا الملف الدولي الشائك لكن لم يتحقق أي نجاح يذكر في هذا الصدد حتى تاريخ اليوم! ومن المؤكد أن حرب الانترنت ، التي نشبت مؤخراً بين الولاياتالمتحدة والصين وتصريحات هيلاري كلينتون بشأن الحظر الصيني على استخدام محرك جوجل الأمريكي وتشبيهه بجدار برلين ، تأتي في سياق الحرب التجارية والصراع السياسي بين العملاقين الدوليين ، فالصين، التي أصبحت تحتل المركز الثاني على مستوى الانتاج العالمي، صارت تكافح الهيمنة الالكترونية الأمريكية عبر تعطيل محرك جوجل الأمريكي واتاحة الفرصة لاستخدام محرك البحث الصيني العملاق بايدو علماً بأن الصين وحدها تملك أكبر عدد من مستخدمي الانترنت في العالم وتتفوق على الولاياتالمتحدة نفسها في هذا المجال بحكم أن الصين هي أكثر دول العالم سكاناً بلا منازع! ولا شك أن الانترنت ، وبحكم أنها أحد أدوات العولمة الأمريكية ، تجد معارضة لا من دول ذات أيدولوجيا سياسية مختلفة مثل الصين بل حتى من الدول الغربية الحليفة لأمريكا مثل فرنسا التي تصر على الدفاع عن الثقافة الفرنسية في وجه مظاهر العولمة الثقافية الأمريكية المتسللة إليها عبر شبكة الانترنت لكن من المؤكد أيضاً أن حجب المعلومات من قبل بعض الدول يثير قضايا حقوقية معقدة مثل عدم مشروعية التعدي على حريات الأفراد في الحصول بسرعة على معلومات حرة غير مطهوة في المطابخ الحكومية! فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر