[email protected] إذا ما مات ذو علم و تقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمه و موت الحاكم العدل المولَّى بحكم الشرع منقصة و نقمة و موت العابد القوّام ليلاً يناجي ربه في كل ظلمة و موت فتى كثير الجود مَحْلٌ فإن بقاءه خصب ونعمة و موت الفارس الضرغام هدم فكم شهدت له بالنصر عزمه فحسبك خمسة يُبكى عليهم وباقي الناس تخفيف و رحمة و باقي الناس هم همجٌ رعاعٌ و فيّ إيجادهم لله حكمة ويأبى الشعر إلا ّ أن يكون عالي الصوت بالنحيب معددا ً خصال فقيدنا العزيز, الذي كان فقده ثلمه كبيره , كبر المساحات التي كان يغطيها في الدعوة و الإعلام و جوانب الإسلام المختلفة . فقد كان بحمد لله عالم ٌ عالم ٌ, تقي ٌ نقي ٌ و لا نزكي على الله أحد. وقواّما ً تشهد له عباراته العميقة التي تنم على قول من ذاق لا علم المحدث فقط . و يكفي في كرمه أن آخر أمانة تركها كانت لامرأة (مسكينة) من أركويت و أسألوا مدير مكتبة إن كنتم لا تعلمون. فقد كان رحمة الله أمة ً جامعا لصفات الخير, و لكريم الخلال. و نحن هنا نبحث عن الدروس في حياته لا نردد أن نعدد صفاته ونردد صفاته الحسنه فقط وإن كان هذا أمر الشرع. فالذي يعنينا هي الدروس . ودرسنا هنا هو جمعة الإسلام الجامعة التي جعلها الله من خصائص هذه الأمة و كيف كانت بصمات الشيخ محمد سيد حاج عليها. و هو تأمل ٌ آمل أن يتجاوز خصوص السبب إلي عموم الهدف. . صلاة الجمعة هبه الله لأمة محمد صلى الله عليه و سلم , جعلها الله لخلقه عيداً, يستلهّم من صخب الحياة و التجارة الدنيوية إلي رحابه الرحيبة , رحمة ً بهم " يا أيها الذين آمنوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْر ِاللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ " يخرجنا سبحانه من أسواقنا حيث الصراع و الصياح و السباب و الحلف الكاذب و الربح و الخسارة, إلي سوقه حيث الهدوء و ذكر الله و التجارة التي لا تبور , و الربح الذي يتجاوز العشرة أضعاف إلي سبعمائة ضعف. و ما عند الله خير من التجارة و اللهو لأنه خير الرازقين. و لأنه سبحانه يعرف ولعلنا بالفانية تجارة ً و لهوا ً, يردنا إليها بعد جرعة التحصين الإجبارية. " "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" .(انتشروا) في أرضي التي خلقتها لكم و أطلبوا من( فضلي) , و لكن لا تنسوا أن تذكروني في شراءكم ,و بيعكم أداءً و قضاءَ. كل ذلك و لا أريد منكم رزقاً و لا أريد أن تطعمون. أنظر أخي المسلم كيف تلونت الحياة بعد خطبة الجمعة. فالسعي اليومي لكسب الرزق الحلال يصبح ( ابتغاءٌ من فضل الله) والضوابط الشرعية التي تضبط حياة المسلم في جِده ( التجارة) و في هزله ( اللهو) في يوم الجمعة مربوطة ب ( أذكروا الله كثيراً) في جدكم و هزلكم و عمموا هذا الأمر في الأسبوع و كل ذلك ...... لكم أنتم ( لعلكم تفلحون) نريح في يوم الجمعة أجسادنا من التعب,و نبحث لأرواحنا عن نور يضيء باقي الأسبوع في كتاب الله و كلامه , و قد ألف الناس سورة الكهف التي تريك معاناة أهل الأيمان من عامة الناس(أهل الكهف) و (صاحب الجنتين), ويزيد اللوحة بهاء ً مواقف خاصة الناس في الدين(موسى –عليه السلام) و خاصة أهل الدنيا مَلكٌ عظيم الملك (ذو القرنين). ملك ما بين المشرق و المغرب.كل هؤلاء يتفاعلون مع ابتلاءات الحياة الدنيا بمواضيع مختلفة, و نرى أثر الدين في هذه الصراعات لنستجلي الدروس و العبر. وليس المجال للتفصيل الذي ربما عدنا إليه لاحقا ً – إن شاء الله- ولكن هذا التنوع في سورة الكهف ما جاء إلا ليقول لنا, و للأئمة خاصة أن الاختيار الجيد في الخطبة ضرورة, و أن التنوع لازم, فكرة ً و شخوصا ً و آراء. وأن نكون مع الناس في كل مستوياتهم,نحمل همومهم لنوجد لهم الحلول من كتاب الله و نمدهم باليقين زادا ً للأيام الكالحة. ونقول لأهل الثراء لا تنسوا الآخرة. ونر يهم يد الله تحرك كل شىء. و أن كل شيء لله بالأسباب الواضحة المربوطة باليقين بما في عند الله. هذه إشارات الكهف للذي يريد الهدى و يريد أن يضيء الله له ما بين الجمعتين وهي باقي أيام الأسبوع. و الخطب التي تصلنا بالله مباشرة, لها مكانه خاصة عند الله. فالخطبتين تسدان مكان ركعتين مفروضتين في صلاة الظهر. ومن هنا تتضح أهمية الخطبتين. فما حذف الله هاتان الركعتان من صلاة مفروضة اعتباطا.فكأن المسنون حل محل المفروض فعلا قدره و زادت أهميته, بل أبدل الله الركعتين السريتين في الظهر بخطبتين جهريتين مسنونة الجمع زماناً و مكاناً. فحلت الخطبة مكان الركعة , و واتسعّت جماعة الحي بالجماعة الكبيرة, و شرع الأذانان تأكيداً للنداء , و حُرّم البيع بعد الآذان الثاني لنتفرغ لهذا الحدث العظيم.وعوّض الله المبكرين إلي الصلاة بجزرة ٍ و بقرة ٍ وخروف ٍ على حسب ما تركت من الدنيا. بل جعل لها ملائكة مخصوصة , فإذا انتهوا من توزيع التعويضات و المنح جلسوا يستمعون الخطبة. وعند بدء الخطبة , "(إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة، والإمام يخطب ، أنصت ، فقد لغوت " هذا في صحيح البخاري لتنصت الأذنين وتخشع الأجساد.فالله عليكم أريتم إعدادا ً أفضل من هذا؟ لا و الله و ألف لا............... و لكن يزداد أسفنا كل يوم من حال الجمعة و مصاب المسلمين فيها. فكل هذا الإعداد وكثير من المصلين يكون حالهم مثل (من وردوا المولد و عادوا بالغبار) لذلك تجد الناس يسألون عن المسجد (الصاروخ) و الإمام ال( دقة سريعة) و يأتون إلي الجمعة و هم لا يريدون جمعة. فقط يلقون عبء الأداء الثقيل.ولكن لماذا؟؟؟؟؟؟ هذا سيأتي بإذن الله تفصيلا ً قريباً حتى لا نخرج عما نحن فيه. كان مسجد الشيخ – رحمة الله- على الرغم من أنه سلفي معروف التوجه في زمن تقسيم المساجد. إلا أن الناس يفدون إليه من أصقاع بعيدة, حاملين أجهزة التسجيل. و منذ العاشرة صباحا ً. و بعضهم لا ينتمي للسلفية لا فكرا ً و لا تنظيما ً. ولكن أعجبهم حسن الأداء و روعة المنطق. وذلك لأن الشيخ كان يعد موضوع الجمعة منذ يوم الاثنين, و يستشير فيها أهل الرأي. و هو أمرٌ من صميم الدين لو أردنا الاستدلال. كذلك كان يوزع استبيانات بعد الخطبة ليعرف مواطن الخلل. و هذا من احترام المتلقي, و تجويد الأداء. وهو أمر لم يسبقه إليه أحد من قبل. و مثل هذه الاجتهادات الموفقة يجب أن ترتب و تنظم ليعم نفعها و تزداد فائدتها. و قد أشاد به أحد كتاب الأعمدة الصحفية.و هو أمر نادر الحدوث أن تنتزع إعجاب أهل الصحافة. بالله كيف فراق مثل هذا الشيخ ؟ و كيف سيكون أثره على من بعده؟ و كيف فراق الجمعة له منبرا ً و مسجدا ً؟ أين نجد المثال النادر في الإمامة و الإقامة و الاستقامة؟ًفمصاب المسلمين كبير في الجمعة أصلا ً عندما تحولت منابرها إما إلي دنيا محضة تكاد بعد الخطبة أن تنتظر النشرة الجوية أو الإعلانات التجارية. أو أصبحت تهويمات و ردود على قضايا فكرية ماتت و مات أهلها.أو دروس علمية بحته كل الذي فرضها على الناس تخصص هذا الشيخ.ويصبر و يشتكي من ذلك المتلقي و المآذن المنصوبة ومآذن الصلوات دوما ً تشتكي جهل الإمام حقيقة الإيمان. الهم ارحم عبدك (محمدا ً) الذي كان (سيدا )ً علي قلوب بالله متعلقة , كان يعرّف بك خلقك بكلمة ٍو فتوة ٍو وجه باسم ٍ وضاء, فأجعله عندك من المقبولين,و أجمعنا به عند حوض حبيبك -صلى الله عليه و سلم- في مستقر رحمتك غير خزايا و لا مبدلين .اللهم أخلفه في أهله خيرا ً و ألزمهم الصبر الجميل. آمين.