يلعن المناصير والمهجرين المتأثرين من قيام سد مروى يلعنون الحكومة صباح ومساء التي لم تطعمهم ولم تتركهم يأكلون من خشاش الأرض لا هي تركتهم في حياتهم القديمة التي اعتادوا عليها ولا نقلتهم النقلة الحضارية التي يتشدق بها المسئولين في سد مروى ؛ الذين تم تهجيرهم في الحامداب وامرئ والفداء والمكابراب كانوا يمنون أنفسهم بالحياة الكريمة والتقدير حياة توازى تضحياتهم وما قدموه لأجل السد ولكنهم اكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم غرر بهم ولم يجدوا ما كانوا به يوعدون مشاريع صحراوية تحتاج لسنين عديدة حتى تؤتى إنتاجها تكلفة إنتاج عالية ليس لهم بها مقدرة مبالغ التعويضات التي دفعت بأقساط راحت هباء منثورا وأصبح حالهم حال الذي ألقى به في الماء وقالوا له إياك أن تبتل . أما المناصير الذي رفضوا الهجرة وتمسكوا بأرضهم حول البحيرة دمرت مياه السد مشاريعهم الزراعية ومباني الخدمات التعليمية والصحية ومنازلهم وكل سبل الحياة في المنطقة وهم ينتظرون من 25/7/2008 تاريخ الغمر الذي أصبح محفورا في ذاكرة الجميع ينتظرون من ذاك التاريخ وحتى الآن الحكومة أن تفي بما وعدت بتعمير الخيار المحلى والمشاريع وتشيد المرافق الصحية والتعليمية ودفع التعويضات ولكنهم إلى الآن ينتظرون السراب برغم توجيهات السيد رئيس الجمهورية وقراراته الواضحة والمباشرة . عامان من المحنة يعيشها المناصير في الرواكيب والخيام بدون اى خدمات ؛عامان والتلاميذ والطلاب يدرسون في فصول تم تشيدها بالمواد المحلية من الخشب والصفيح ؛ عامان والمواطنين يعتمدون في حلهم وتر حالهم على المراكب في أمواج البحيرة المتلاطمة رغم خطورتها ؛ عامان من الصبر والمأساة المناصير يستجدون حقوقهم الشرعية من الدولة التي تقع عليها المسئولية المباشرة في غمرهم وتدميرهم . عامان من الخداع والتسويف والوعود الجوفاء ؛ المناصير لا يطلبون من الدولة شحدة أو منحة وإنما حقوق وتعويضات عن المنازل التي دمرتها مياه السد والمشاريع التي غمرتها المياه وأشجار النخيل المثمرة التي أصبحت اثر بعد عين بعد أن كانت تمثل مصدر دخل رئيسي و ثروة للمواطنين كل أسباب الحياة التي كان يعتمد عليها راحت في خبر كان وحتى مقابر الأهل والجدود طمرت تحت المياه المندفعة دون أن تتاح للمواطنين فرصة تكريم مواتهم ؛ من يعوض المناصير عن الأضرار النفسية الكبيرة التي لحقت بهم ؛ من يعوض المناصير عن الشروخ الاجتماعية والأسرية التي حدثت جراء الهجرة والرحيل وتسببت في تهتك النسيج الاجتماعي الذي كان مضرب المثل في التكاتف والتآزر والتعاون ؛ الواقع أن الدولة التي لا تريد دفع الحقوق والتعويضات البسيطة لا تقدر على جبر الضرر النفسي الكبير ولو بالكلمة الطيبة لذلك يلعن المناصير والمتأثرين الحكومة صباح ومساء ويدعون عليها أيضا . Elrasheed Taha [[email protected]]