قد يخطر السؤال التالى بذهن بعض الأفراد : لماذا لم أوجه هذه الرسالة ألى قادة المؤتمر اللأوطنى ؟ وانا أقول فى زمن الموت الأنقاذى أذا وجد شخص يذبح فى شخص آخر !!! فمن البديهى أن يكون الفزع أو النجدة من جهة آخرى !! فما بالكم بالمذبوح هو الوطن !! فكيف نخاطبهم لانقاذه بعد أن ذبحوه بأنصلة الأنفصال والعنصرية البغيضة - الحقد والكراهية - الجهل والمرض وفساد الذمم والأخلاق. ورسالتى ألى القائد سلفاكير هى طلب بسيطة من مواطن بسيط يسكنه الوطن فى كل جوارحه ، تأبى نفسه أن يرى وطنه يتفتت كحبات المسبحة. وطلبى هو الوفاء للمشروع والفكرة التى قتل من أجلها الشهيد الدكتور جون قرنق ، فالشهيد كان مشروع دولة وأمل أمة ، فلا تتركوا الدولة والأمة ، ولاتتركوا دماء الشهيد تذهب سداْ . فإن دمه لم يكن من أجل الجنوب وحده بل من أجل السودان وشعبه . ولقد وفق الله نيلسون مانديلا بان يرى حلمه وحلم شعبه يتحقق أمام عينيه ، أما الشهيد جون قرنق فهو إمتحان لهذه الأمة ولك شخصيا ، فلو كأن حيا لما تعملق هؤلاء الأقزام . فالشهيد د جون قرنق كان سودانيا لاينتمى الى أى أقليم من أقاليم السودان فمثل هؤلاء الزعماء التاريخيين لاتسعهم القرى الصغيرة أو المدن الكبيرة فهم يتمددون بإمتداد الوطن. صحيح أنه ولد ودفن فى قرية فى الجنوب ولكن تتفاخر كل قرى ومدن السودان بانها هى موطن مولد ومرقد ضريحه . فلا تحزنوا هذه القرى والمدن كونوا أوفياء للفكرة والمشروع حتى ترتاح روح الشهيد وترقد بسلام. فالوحدة وأعنى بالوحدة هنا ذات المفاهيم الجديدة والمضامين الجديدة ومساواة المواعيين (السودان الجديد ) فهى تحدى الأقوياء ، فهى رسالة ، والرسالة لايحملها إلا أصحاب الرسالات ، ولقد دفع الشهيد روحه ثمنا غاليا لها. وهى تستحق هذا الثمن ، فهل صعبا عليكم أن تحافظوا على ماقدمه لكم هذا الرمز من هدية. أما الأنفصال فهو أسهل الطرق وخيار الضعفاء والمهزومين ، ولكن كل الشعب السودانى والعالم أجمع والتاريخ يشهد بأن الشهيد جون قرنق حتى لحظة وفاته كان منتصرا ولم يكن ضعيفا أو مهزوما. فلا تتوقع بأن التاريخ سيكرمك ولا يحاسبك وأن الأجيال القادمة سوف تغفر لك ذلك فى حالة الأنفصال . أما رسالتى الى قادة تجمع قوى جوبا : فهى فرصتكم الأخيرة أما أن يبقى السودان وتبقوا أو يذهب السودان وتذهبوا غير مأسوف عليكم . فالآن أغلبكم فوق السبعين خريفا ماذا تريدون فى هذه الحياة ميتة شريفة وجبهة عالية مرفوعة وذكرى عطرة أو ميتة ذليلة وجبهة منكسرة وتاريخ مهزوم . فالصادق المهدى فى ذاكرة الشعب السودانى هو من سلم الترابى مدبر إنقلاب يونيو 1989 السلطة ، وهو فى ذلك التاريخ رئيسا لجمهورية السودان ووزير الداخلية من حزبه ووزير الامن القومى من حزبه وقادة أركان الجيش مواليين ألى حزبه . والحزب له أمنه الخاص ولم يستطع بعد كل هذا أن يحافظ عن أمانة الشعب له وأن يدفع الشر والموت عن السودان وشعبه. وبالتالى فهو مشارك للترابى فى أى جريرة أو جريمة أرتكبت منذ يونيو 1989 وحتى نهاية الأنقاذ. أما الترابى فهو من صنع الانقاذ وهو من يتحمل كل المسئولية فى الأنقاذ كما يقول الحديث الشريف من سنه سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سنة سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها ، وبذلك فان الترابى معلقة فى رقبته كل جرائم الأنقاذ حتى تسقط. أما الميرغنى فهو صورة آخرى من الانقاذ يذهب حيث تذهب مصالحه الشخصية ، عندما كان الشعب يريد الاستقلال كان الميرغنى الكبير يريد الأتحاد مع مصر لمصالحه الشخصية ، وهو الأن يدور مع الأنقاذ حيث تدور. أما نقد فبعد أن أخرج من مخبئه لم يعد له دور يذكر ، فالسودان الأن يتفتت ونقد فى حالة بيات شتوى لايهش ولاينش وكأن الحزب الشيوعى الرائد فى النضالات السودانية منذ الأستقلال فاقد للبوصلة ومكبل بسبب قيادته. ولهذا نقول لهم الأن فرصتكم الأخيرة مع تجمع جوبا لأنقاذ السودان والتكفير عن سيئاتكم ورد أعتباركم أمام جماهير الشعب السودانى . فاليذهب الجميع ألى جوبا وجعل جوبا غرفة طؤارى للتجمع وعلى كل رئيس حزب أن يخاطب جماهيره للنزول للشارع لأسقاط هؤلاء الأقزام ، وقيادة الثورة الشعبية من جوبا وأعادة أمل الأمة السودانية فى المحافظة على الوحدة وتشكيل حكومة قومية أنتقالية مدتها خمس سنوات بقيادة الحركة الشعبية.