بسم الله الرحمن الرحيم هذا بلاغ للناس المناضلة السيدة / فاطمة أحمد إبراهيم ؛ هذه الايقونة الرمز؛ شقيقة الرجال وزوجة الشهيد الشفيع؛ ما هي إلا رمزٌ استشنائي يجسد أصرار وكفاح وإنتصارالمرأة ونيل حقوقها كاملة في أحدى دول العالم الثالث بينما لم تنل المرأة في الغرب هذه الحقوق والمكتسبات. فاطمة أحمد إبراهيم أدركت بحسها الثوري أن تحرر المرأة لا يعني سفورها وعريها وتفسخها مثلما تنادي به مؤتمرات بعينها فمن ضمن أجندتها حرية زواج المثليين والمثليات ؛ حرية المرأة في إقامة علاقة مساكنة دون رابط قيمي وديني لا يفرز من ظهره إلا السفاح . فاطمة الأيقونة وثلة الرائدات الأول أدركن أن حراكهن ليس ضد الرجل؛ بل عليهن إستصخابه ليعضد مطالبهن فكان نعم المعضد عندما عليهن استملنه واقنعنه بحقوقهن رغم كل العثرات والمحاذير يوم ذاك إذ كان تعليم المرأة محدوداً للغاية ؛ ولكن الأيقونة الرمز صدعت وطالبت برفع الظلم والاعتراف بالمساواة في الحقوق المدنية دون النظر لها بدونية كونها ؛ وفي عدم مساواتها في الحقوق بالرجل هو عار على الرجال أنفسهم. روت الايقونة الرمز فاطمة أحمد إبراهيم للمشاهدين أحداثاً جساماً فير البرنامج التوثيقي للإعلامي المتميز الاستاذ/ عمر الجزلي في سياحتهما عبر " أسماء في حياتنا" ؛ حلقات جسدت فيها تارخ نضالاتها وعطاءآت بنات جنسها. إستمعت إلي الايقونة الرمز بتركيز عقلي وعاطفي وكأنني أستمع لشخصية عزيزة غابت عنا في طويلاً في سفرٍ إلى عوالم مجهولة فانتظرنا عودتها على أحر من الجمر وفي شوقٍ وصبر ؛ انتظرناها نترقب يوم عودتها من رحلة السفر إلى جزر بعيدة كانت هي العقيق على شواطئها. وحتى إذا ما انتقلت الكاميرا لبيت الأسرة حين إستقبلها أهالي الحي بلهفة المحبين وبترحاب يدل على المكانة والمودة والاحترام الذي يكنه أهل الحي والشارع والحارة وكل أزقة أم درمان حتى بنت لنا كمتوجة على جبين الوطن والمواطن السوداني في كل بقاع الوطن وإنه شعور بالوفاء واعتراف بالجميل لهذه الأيقونة الرمز؛ والتي حرّكت العاطفة الانسانية في نفسي بمشاعر جياشة؛ فبدأت أبحث عن سرالوفاء ؛ فالشارع حينما يوفي أحدٌ حقه فانما يعبر عن سداد بعضٍ من دين في عنقه وفي عنق كل أنثي وذكر في أرض بلادي؛ والوفاء من خصال شعبنا وعرفانه بعطاء الأيقونة لا ينكره إلآ جاحد. فاطمة أحمد إبراهيم هي شمس الضحى الساطعة التي لا تخبو؛ ففي تاريخ نضال وكفاح حواء السودانية كانت كوكبه السّيار، وفاطمة هي كما المزن المعطاء الذي يروي الأرض العطشى المشتاقة لقطرة من ماء لترتوي فإذا بها مغداقة كما السيل. فاطمة الأيقونة الرمز لا تستجدي تكريماً من سلطة إن لم يأت ذلك طوعاً وعرفانا وتتويجاً لعطائها الانساني . فاطمة هي تلك الأيقونة التي تمنح وتعطي بتجرد دون إنتظار ولا توقع لشكرلإيمانها العميق بقضايا وهموم الوطن وانسانه ؛ أياً كان سبيلها لتحقيق ذلك . تلك هي فاطمة الايقونة أخت الرجال وبنت الرجال وأم الرجال؛ فما عسانا أن نقول عن سيدة أهدت زوجها شهيداً للوطن؟! فاطمة أحمد إبراهيم هي السيرة العطرة المضمخة بعبق وفاء النيل فهي تُشرِّف تاريخ السودان وهو يتشرف بها ؛ فاطمة تؤرج بعطائها صفحات وملاحم المجد في صفحات الفخار والعزة فيزهو ويفخر بها أهلها في كل بقاع الوطن فالكل في كل شبر من أرضه هم أهلها وناسها بمختلف سحناتهم ومعتقداتهم ولهجاتهم وألوان طيفهم السياسي . فاطمة هي الأيقونة التي إن اتفقنا معها نعتز ؛ وإن اختلفنا معها نلتذ . فاطمة رحيبة الصدر والأفق ؛ رحابة جغرافية السودان؛ هي تلاله وهضابه ووديانه وصحاريه وبواديه وجباله وسواحله ؛ هي السافنا الغنية ؛ هي الدليب والهشاب والنخيل ، هي الدوبيت والجراري والمردوم ؛ عراقة ثقافة الفور والزغاوة والميدوب ، هي كرم وخلاوي المساليت ، هي نار تقابة خلاوي الصوفية ، حداء الشكرية ؛ هجرة البقارة ؛ عرضة الجعلين؛ طمبور الشايقية؛ كمبلا النوبة .. ودف حلفا الحزين ، هي أغنيات في شفاه عذراوات النوير والشك والزاندي .. القاش حين يفيض .. هي الانقسنا وهامات جباله ..هي لوزة قطن الجزيرة حين يوشّى ليستر العورات.. فاطمة تجسيد لسودان طويل عريض .. فاطمة ندية الروح حلوتها .. لها عبق وطعم كثمرة الباباي .. روحها دائماً مُخضّرة كنخيل حلفا المعطاء فاطمة تقاوم كنخيل دغيم حتى وإن غمرته المياه تظل هاماته ظلت مرفوعة تتحدى الذين لم يراعوا حرمة التاريخ والإنتماء للأرض ..هي روحٌ وثابة تحمل كل معنى لإصطخاب وأمواج النيل ، هي هدير شلالات السبلوقة.. هي نسمات صيفية وعواصف اسئوائية .!!. حين انتقلت بنا كاميرا البرنامج وفتحت باب منزل الأسرة ودخلت فاطمة انداحت في بكاء حارق إمتدت نيرانه لتشبّ في روحي؛ فأحرقتني فادمعت عيناي مع فاطمة الرمز الأيقونة العملاقة ؛ الخريدة النادرة ؛ أخت الرجال التي ما خافت المعتقلات التي لم تنل من قوة شكيمتها وصلابة عزمها واصرارها على الصمود؛ فلم تلن لها قناة ولم تذرف دمعة ولكن دموع الأيقونة في تلك اللحظة غير كل المدامع ؛ فما أقسى وأصعب أن تكون تضعنا المواقف الانسانية في موقف ضعف اانساني ؛ إذ كانت دمعاتها فاطمة بركان يتفجر ويرمي بحممه المنصهرة من أعماقها المتفجرة ؛ وكأنما كانت فاطمة تنعي الذكريات وتبكي لوعة الفراق فراق الأحبة والخلان ؛ تبكي فراق الشفيع وتنتحب لرحيل صلاح ؛ أو ربما كأنها تحاول تعظيم تلك الأشواق والذكريات وريها بغالي الدموع . ذاك منزل شهد طفولتها وسجل اعتمالات صباها وسجل طموحات شبابها التي أفرزت عطاءآت وطنية وسطر تاريخ نضالاتها المشهودة المؤرخة . أخال أن جغرافية البيت تحولت بأركانها وزواياه إلى جيوش مجيشه من ذكريات ومشاعر وجدانية متراكمة تفجرت لتحكي لنا قصة إمرأة سودانية عاشت في حواري أمدرمان . اقتحمت في فجاءة أعماق فاطمة كل الذكريات التي تحمل عبق السنين والعر ومراحله ؛ فنكأت جراحات أعادت للمراحل عبقها أو تذكر لحظات غاليات أو نبشت حكايا كانت نائمة في أعماقها ؛ ربما حاولت جاهدة عدم إيقاظها من سباتها حتى لا تستذكر أيام ولت؛ الطفولة بطهارتها.. والصبا بعذوبته .. والشباب بعنفوانه .. وتاريخ نضال مدفوع المهر باعتقالات وحرمان من مباهج العذراوات حتى توجت عرس المجد بانتفاضة وثورة أكتوبر1964 فكان ذلكيوم زفافها إلى وطنٍ إسمه السودان تجسد في شخصية رفيق دربها ونضالها الشهيد الشفيع أحمد الشيخ. هذه المرأة الأيقونة الرمز ما هي إلا تاريخ أمة آمن رجالها بأن المرأة أحد طرفيها ... هي تاريخ طويل عريض لأمة جُبلت على التسامح والمودة حتى وإن تباينت المشارب والاتجهات والتوجهات.!! كنت أتمنى أن تكون فاطمة أحمد إبراهيم تلك الأيقونة الرمز في مقدمة من كرمتهم مؤسسة الرئاسة في ليلة الاحتفال بعيد الاستقلال .. كنت أتمنى أن تهدي الدولة لرمز مثلها أعطى الوطن بلا حدود داراً تقديراً وعرفاناً ؛ فمن المعيب أن لا يكون لهذه الايقونة الرمز منزلاً يليق بعطائها. فاطمة تاريخ حافل مُشرف سجِّل – وما زال - على صفحات المجد وقد كُرّمتْ من فوق منبر الأممالمتحدة وكان حدثاً خالداً سجلت به فاطمة سبقاً لوطنها مقارنةٍ بدول متقدمة لم تنل فيها المرأة حقوقاً مدنية مستاوية بالرجل في شغل الوظائف والمساواة في الأجر وكذلك الحقوق السياسية التي تنتقص من كينونة المرأة كانسان فنالت حق الترشح والانتخاب والمنافسة على شغل المناصب الدستورية والقضاء.. فهذه الايقونة وثلة من زميلاتها دفعن ضريبة حب الوطن وانسانه. أما آن لقيادة هذا الوطن وبنفس الاريحية التي شاهدناها في القطينة من قبل الرئيس البشير تجاهها حين أثبت أنه رئيس لكل السودانيين وحين خلع عباءة انتمائه الحزبي ورمى بالعبائة لتتشح بها فاطمة .. أكبرت في الرئيس يومها هذا التصرف النبيل ؛ فقد آن له أن يكرم فاطمة كرمز وطني بغض النظر عن انتماءآتنا السياسية .. أعتقد أن الرئيس البشير رجل وطني و(ود بلد) في ذات الوقت ولا يفوته تكريم فاطمة الأيقونة الرمز . Abubakr Ibrahim [[email protected]]