[email protected] سعدت كثيراً بمقال رياضي لكاتبة غير رياضية. وغير رياضية هنا أعني بها أنها ليست متخصصة في المجال الرياضي. أما من ناحية الروح والأخلاق فهي رياضية جداً. كتبت أم وضاح بزاويتها " عز الكلام" بصحيفة الأهرام مقالاً بعنوان " يا رب الهلال يجيب الكأس" ولكم أن تخيلوا صدق هذه الدعوة وصفاء نية صاحبتها رغم أنها أوضحت صراحة في المقال أنها مريخابية. أسعدني مقال أم وضاح لحد الطرب. أتدرون لماذا؟! لأن كاتبته الرائعة قالت أنها تعرضت لضغط شديد من صغارها صداح وأحمد ووهج لأن تأخذهم إلى المطار نهار الجمعة لاستقبال نجم الهلال الكاميروني اوتوبونج. فرضخت الأم الحنون لرغبة صغارها المدهشين ورافقتهم إلى المطار. وهناك صورت لنا أم وضاح المشهد الذي أسعدها بعبارات تستحق أكثر من وقفة. قالت أنها رأت جموعاً من الأهلة يبحثون عن الفرح بأي ثمن. ولذلك تمنت أن يظفر الهلال بكأس أفريقيا هذا العام، طالما أن ذلك يفتح (طاقة) لدخول الفرح. وأضافت بروح نفقدها في الكثير من الرياضيين قائلة أن فوز الهلال بالكأس سيحرض المريخ والموردة والخرطوم أن يفعلوا ذات الشيء. ظللت أطالع المقال ب (مهلة) زائدة متأملاً كل عبارة فيه وسائلاً نفسي " ماذا لو كانت هذه روح كل الرياضيين وليس أم وضاح وحدها!" بالطبع كنا تطورنا ومضينا بعيداً بكرة القدم السودانية. لو تحلينا جميعاً بمثل هذه الروح لما كان حالنا مثل " سيد الرايحة الذي فتح خشم البقرة". فقد فعل الإداريون الكثير خلال السنوات الماضية من أجل تحقيق الألقاب، لكن كان ينقصهم دائماً التخطيط السليم. أما أكثر ما ظللنا نفتقده فهو مثل هذه النية السليمة التي عبرت عنها أم وضاح المريخابية في مقالها المذكور. شكراً جزيلاً أم وضاح ، ولم تقصران أنت والأستاذ صلاح دهب برفدكما للقاعدة الهلالية العريضة بالأقمار الرائعين صداح، أحمد ووهج نسأل الله أن يحفظهم لكما ولوطنهم ويجعلهم ذخراً له. وبوصفك كاتبة غير متخصصة في مجال الرياضة، أتمنى أن يغير مما سطرته أناملك من اختاروا هذا المجال تخصصاً لهم. فنحن نعاني كثيراً من انعدام مثل هذه الروح وسط الرياضيين. وربنا يسمع منك وتتحقق أمنية الأهلة ونظفر بكأس أفريقيا هذا العام، ليفرح جميع الأهلة وكل من يملك قلباً ناصعاً مثلك من المريخاب. وليرقص صداح وأحمد ووهج طرباً، وكل أطفال السودان الذين يستحقون فعلاً أن يفرحوا. وليت هذا الفرح يمتد ويسود السلام والوئام بلدنا الذي عانى كثيراً من التشرذم والصراعات التي حرمت أهله من العيش الآمن مثل بقية خلق الله.