بتاريخ 14/7/2011، ومن محطة السلام الدولية بالدوحة ، انطلق قطار سلام دارفور إلى وجهته النهائية وهو يطلق صافرات الأمل بعد أن ظل رابضاً في ورشة الصيانة لأكثر من ثلاثين شهراً حتى خُيل لركابه ولأهل دارفور وللعالم كله أن مجرد تحركه قد أصبح في عداد المستحيلات بسبب تصلب مواقف الفرقاء السياسيين السودانيين. من المؤكد أن توقيت تحرك قطار سلام دارفور من محطة الدوحة بعد أيام قليلة من انفصال جنوب السودان من جمهورية السودان هو توقيت ملائم سياسياً، لأن كل الحادبين على المصلحة السودانية العليا مطالبون بالحفاظ على ما تبقى من السودان الأم وقهر كل الأزمات السودانية التي تهدد جمهورية السودان بالمزيد من التشظي والانشطار، ومن المؤكد أيضاً أن قائديّ قطار سلام دارفور ، وهما حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة ، ما كانا سيتمكنان من تحريك قطار السلام الدارفوري لولا الجهود المخلصة التي بذلتها الدبلوماسية القطرية المسنودة بالدبلوماسية الاقليمية والدولية ولعل أقوى الأسباب التي تبشر بوصول قطار سلام دارفور لمحطة السلام النهائية في هذه المرة هو أن اعتماد وثيقة الدوحة لسلام دارفور بمباركة أهل دارفور ومباركة المجتمع الدولي ممثلاً في الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي سوف يضع حداً نهائياً لمبادرات السلام المتعددة الأشكال والأسماء والتي اضرت كثرتها بقضية دارفور بسبب تضارب المصالح الدولية ، كذلك فإن مباركة معظم دول الجوار ، مثل تشاد وأفريقيا الوسطى وارتريا وأثيوبيا، لوثيقة الدوحة لسلام دارفور يشكل أقوى أدوات الضغط المحلي والدولي لاقناع بقية الحركات الدارفورية المسلحة، وعلى رأسها حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان، بالالتحاق بركب السلام والمشاركة في قيادة قطار سلام دارفور حتى يبلغ محطته النهائية بسلام ، فالعالم يركز الآن على قطار السلام الدارفوري المتحرك من الدوحة ويتمنى وصوله إلى محطة الحل العادل والشامل والنهائي بأسرع ما يُمكن ويبذل كل مساعدة ممكنة من أجل تحقيق هذا الهدف الانساني النبيل وليس المهم من هو الذي يقود قطار السلام الدارفوري طالما أنه مازال منطلقاً في المسار السليم نحو وجهته الصحيحة وهو يحمل على متنه كل بشائر السلام الشامل والنهائي والاستقرار والاعمار لسائر أهل دارفور. وفي ذات التاريخ ، تحرك قطار سلام فلسطين من محطة الدوحة متجهاً صوب الأممالمتحدة ومجلس الأمن بفضل مجهودات الدبلوماسية القطرية المسنودة عربياً بعد أن قررت لجنة مبادرة السلام العربية التحرك صوب الأممالمتحدة ومجلس الأمن لدعوة الدول الأعضاء للاعتراف بدولة فلسطين على حدود يونيو 1967 وذلك بسبب سياسة الاستيطان الاسرائيلية التي أدت إلى تخريب قطارات السلام ونسف كل المسارات والمحطات المفضية إلى السلام العادل والدائم والنهائي الذي يرضي كل أطراف النزاع العربي الاسرائيلي. من المؤكد أن مجهودات الدبلوماسية القطرية النشطة التي استطاعت أن تحرك قطار سلام دارفور وقطار سلام فلسطين في ذات التوقيت تستحق الإشادة والتقدير من كل الدول المحبة للسلام في العالم والتي تنتظر على أحر من الجمر تحقيق السلام العادل والنهائي في فلسطين مهد الأنبياء وفي دارفور مهد انسان دارفور المسالم الذي يعشق السلام ويمقت الحروب التي تهلك الزرع والضرع وتقضي على الأخضر واليابس وتحول سكان القرى الآمنة إلى نازحين ولاجئين في معسكرات التيه والضياع.