أليس من اللافت للنظر ان تتشابه مفردات الطغاة في جميع الامكنة والازمان ؟ ألم يقل فرعون مصر الاول لموسي وهارون وقومهما إن لي ملك مصر وهذه الانهار تجري بأمري ؟ ثم ان الزمان كرت مسبحته حتي حكم حسني مبارك جمهورية مصر واصبح آخر الفراعين بيد انه وقبل ان يذهب هو وتذهب كلماته ونظامه أدراج الرياح اوعز اليه الشيطان ان يوجه اساءة اخيرة الي شعب مصر حينما قال امام اجهزة الاعلام إبان اندلاع ثورة المتظاهرين.. لن نسمح لاي احد بالمساس بالأمن والاستقرار وسنضرب بيد من حديد كل المخربين ، ثم اطلق جنوده من اصحاب ( الجمل ) فقتلوا الثوار المصريين وسقط شهداء الثورة المصرية التي اوصلت في خواتيمها مبارك الي السجن المؤبد ومرسي الي كرسي الرئاسة . ثم ان طاغية ليبيا قبل ان تتخطفه ملائكة العذاب وجه للشعب الليبي الاساءات المقذعة ووصفهم بالجرذان وقال قولته الشهيرة ( سنزحف عليهم بالملايين شبر شبر زنقة زنقة...وبقية المفردات التي يعلمها الجميع ، وكذا كانت مفردات طاغية اليمن علي عبدالله صالح وهو يمعن في الاساءة الي الشعب اليمني ولم ينجو من اطلاق المفردات المقذعة بحق الشعوب المسلمة التي تنتفض علي الظلم والجبروت الا طاغية تونس زين العابدين بن علي الذي يبدو انه كان عاقلاً حينما رجح الهرب علي العناد فلم يجد شعبه بداً من اطلاق العبارة المشهورة ..بن علي هرب . واليوم تتضافر كل العوامل وتأبي الا ان تبشر بميلاد نصر جديد للشعوب العربية في سوريا والبحرين وغيرها من البلدان مماهو معلوم بالضرورة ، وما يجعل البشريات تتراءى هو انه ورغم التجارب والعظات والعبر ما تزال مفردات الطغاة عصية علي التغير والإتزان يرغبون بشدة في الاحتكام الي البندقية في مواجهة احتجاجات الشعوب وكأنما جعل الشيطان في أعين الطغاة غشاوة وسد آذانهم وتبول علي هاماتهم وكأنهم دمي خشبية لا تفهم ولا تنطق الا الاصوات المبهمة بفعل مرور الرياح داخل تجاويفها الفارغة كما قال الشاعر محمد مفتاح الفيتوري رد الله غربته : أعلم سر احتكام الطغاة إلى البندقية لا خائفاً.. إن صوتي مشنقة للطغاة جميعا ولا نادماً.. إن روحي مثقلة بالغضب كل طاغية صنم..دمية من خشب ..وتبسمت كل الطغاة دُمىً ربما حسب الصنم، الدمية المستبدة وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور الرجال انه بطل ما يزال وما يحير اولي الالباب انه ورغم احتكام الطغاة الي البندقية لم تفلح تلك الوسيلة في كبح جماح الثورات الهادرة ورغم سفك الدماء وعربدة آلة القمع التي يتخفي خلفها الطغاة والانظمة الفاشلة الا ان العاقبة كانت للشعوب ولم تكن أبداً للطغاة ولمن لم يتعظ اسألوا مبارك في سجنه والقذافي في قبره وبن علي في منفاه وكذا صالح اليمني ولكن ورغم ذلك ما يزال البعض يراهن علي السباحة عكس تيار الشعوب ، انظروا الي ما يجري في البلاد العربية التي يغلب عليها عدم الاستقرار في العراق وسوريا والبحرين وغيرها مما هو معلوم بالضرورة ...أليس من المحير ان يراهن البعض علي استمرار الطغاة ووصف الشعوب والشباب الثائر بالمرجفين ؟ لهؤلاء الاخيرين نهدي هذه الكلمات : يا وطنا يتفجر فيه العذاب ويهرم أطفاله الضائعون على طرقات الهزيمة يا وطنا أثقلته الجريمة فتهالك تحت جراح الجريمة ها هو الجيل يسقط في قدر الجيل والآخرون هم الآخرون انتفض مرة بالأرادة والفعل كن كلمة في كتاب الحقيقة كن حجرا في جدار الجنون انظر .... انظر لقد صبغوا وجهك العربي غدوت المهرج في حفلة القابضين على النصر ... والقادرين على الكبرياء انظر .... انظر لقد صلبوك على صخرة الإنحناء انظر ,,, انظر فما فتئت ذاتك الأبدية تكتب قائمة الشهداء آه ... يا وطني لكأنك ، والموت والضحكات الدميمة حولك ، لم تتشح بالحضارة يوما ولم تلد الشمس والأنبياء