بسم الله الرحمن الرحيم رحم الله تعالى ذلكم الفتى الأسمر الذي جاهد بقلمه في سبيل توصيل المعلومة لبني وطنه في ربوع السودان الواسع المترامي الأطراف، فقد صال وجال في كل شبر من بلاده بحثا عن الحقيقة حتى لقي الله تعالى في يوم من أبرك الأيام ، فالله نسأل أن يتقبله بقبول حسن ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالين وحسن أولئك رفيقا. لقد كان الفقيد يتمتع بالكلمة الجاذبة المموثقة والصوت الندي والجملة الآسرة السلسة ، أستطاع بنبرته المتفردة أن يضع الكلمة والجملة في مكانهما فتشدك هذه العبارات المرتبة السلسة وتجبرك على الاستماع إليه . إن أول مرة استمعت إليه عندما كان مراسلا للإذاعة السودانية في بلاد الغربة ناقلا أخبار الرياضة وبعض الأخبار الاجتماعية الخاصة بالجالية السودانية في المملكة العربية السعودية ، فقد أدمنت منذ ذلك الحين الترصد لسماع صوته الشجي وطريقته في تأدية رسالته الإعلامية قبل التطلع لفحوى تلك الرسالة . فقد استطاع ذلكم الفتى الأسمر بنبرته هذه أن يضع مفاصل الكلام في موضعها المناسب، فقد أعطى علامات التغيم اللغوية حقها ومستحقها مما أثار إعجابي وإعجاب الكثيرين ، فقد عرف مواضع هذه العلامات واستخدمها بدقة متناهية حازت الإعجاب ، فقد جعل لكل ذلك تغيما خاصا به . وقد كتب أحد المعجبين مقالا مرة في جريدة سودانا يل الإلكترونية منوها بالملكات العالية لهذا الفتى الأسمر وتساءل مستغربا لم لم تتخطفه القنوات الإعلامية العالمية ؟؟ فقد خطفت من كان دونه من المراسلين في الإمكانيات التعبيرية والصوتية. لكنني أظن أن هذا الفتى مدمن بحبه للسودان ما جعله يفضل خدمة أهله ومجتمعه من أن يهتم بجمع حطام الدنيا ولو أراد ذلك لفعل، فقد شاهدت هذا الفتى في كل مواقع العمليات الحربية في بلادي ، شاهدته في النيل الأزرق في مناطق الأدغال والأوحال راسما لأهله صورة تلك المنطقة بقلمه المموثق ، ورأيته في دارفور وفي كردفان وفي غيرها من المناطق الملتهبة ، ولو أراد الراحة والركون لأختار في ظني أكبر الفضائيات العالمية ورحل إليها . ألا رحم الله عبد الحي الربيع بقدر ما أعطى لأمته وأبدله بكل حرف كتبه في سبيل أمته حسنة وأجزل له الثواب الجزيل بكل كلمة حملت الحقيقة لأهله . فلئن جاهد البعض بالسنان من أجل هذا الوطن الغالي فقد جاهد هذا الفتى الأسمر بالقلم واللسان. فالله نسأل له المغفرة والرحمة وإنا لله وإنا راجعون ولا نقول إلا ما يرضي الرب وأنا يا عبد الحي لفراقك لمحزونون. Alsadig Mohammed Adam [[email protected]]