بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم* [email protected] الحصار الجائر هو قلادة شرف ستكتشف أجيالنا القادمة أنه قلادة شرف وعز وفخار، توطئة: الانتماء يدفعنا بأن نلتف حول سودانير ونأخذ بيدها لتنهض من كبوتها، والكبوات في تاريخ الأمم أمر متوقع ووارد خاصة إن كانت هذه الأمة أبية معتزة بذاتها العقدية والقيمية والسيادية وعلى الأخص في زمن القطب الأوحد الذي يعتقد أنه فحل الأمم ولأن كل جول العالم لا بد وأن تدخل طائعة خانعة مستسلمة في حرم حريم سلطانه، ومن كانت عليه عصية يحاول تركيعها بالحصار والعقوبات وادراجها تحت قائمة لائحة الإرهاب.. فمجهادي خلق كانوا حتى أول أمس ارهابيون واليوم أصبحوا ثواراً ورفع إسمهم من تلك القائمة!! المتن: حينما تتمسك بقرلرك الوطني وتقدم مصلحة وطنك على أجندة من لا تتماشى مع أجندة الاستكبار فلا محالة أنك مستهدف ولعبة الاستكبار أصبحت مكشوفة وخطواتها معلومة، فأول ما تبدأ به هو تكسير جناحيك أي الناقل الوطني، وتبدأ حربها في محاولة للتركيع، ورغم كل هذه الحروب الشائنة التي هي وصمة عار في جبينها لأنها ترفع شعارات أخلاقية هي أبعد ما تكون من ممارساتها اللآ أخلاقية ، فتبدأ حروب وضروب الحصار من منع قطع الغيار إلى المنع من الهبوط في مطارات العالم. العجيب أنه رغم هذا الحصار الجائر إلا أن سودان أيرويز ما زالت تطير وترتفع إلى عنان الفضاء، فنتعجب كيف استطاعت الطيران حتى وإن ضاق مجاله؟!! ، حينها فقط نكتشف أت ارادة الدول في الاحتفاظ بكرامتها وقرارها وبعزم شبابها تحارب هي أيضاً في عدم الرضوخ لتصير كسيحة لا تطير!! الحصار الجائر هو قلادة شرف ستكتشف أجيالنا القادمة أنه قلادة شرف وعز وفخار، لأن السودان رائد في الثورات الاسلامية التي لا يرضى عنها الغرب، فثورة المهدي كانت أول ثورة اسلامية في العالم الافروعربي، واجهتها بريطانيا التى غربت عنها الشمس الآن بأعتى وأحدث أسلحة القتل والدمار وكان ذاك مدفع المكسيم. فما أشبه اليوم بالبارحة ها هو الغرب اليوم يمارس لعبته القذرة مرة أخرى لمجرد أن الانقاذ رفعت راية التوجه الحضاري. وأول ما استهدفه هو الجناحان المحلقان، رمز عزة الوطن، فمن الرموز العزة والسيادة الوطنية رأس الدولة، العلم، لنشيد الوطني والناقل الوطني الذي يحمل علم السودان وشعاره.!! هذا الحصار هو نوع من دعوة الشعوب وتأليبها على نظامها الحاكم الذي رفض الدخول في حرم حريم السلطان، وما ينبغي ، فالانسان السوداني معروف بعدم قبوله الضغوط وشعاره ما قيل في الشعر المأثور:(جنة بمذلة والله لا أرضى بها.. وجهنم بالعز أكرم منزل)!!.. أو كما تناقلته ألسنة العرب. الهامش: العالمون بحقيقة هذا الحصار يدركون أن مجرد تحليق سودانير برغم الصعوبات وتأخر رحلاتها يدرك أن ابنائنا يعاركون في معركة الكرامة، معركة البقاء بعز والموت بعز والتحليق أياً كانت حالاته هو منتهى العز والكبرياء الوطني، فالحرائر من أهل السودان يمكنهن أن يجوعن ولا يأكلن بأثدائهن فما بالك بشقاقهن الرجال ؟! ولكن نجد أن هنالك البعض من ذي الهوى والغرض ممن حكموا السودان قبل الانقاذ يحاولون لي عنق الحقائق وتجييرها لأغراض مزايدات ومكايدات حزبية ولم نسمع أي منهم تقدم لنا بحلول عملية ايجابية، هؤلاء يحاولون دغدغة مشاعر الناس بشعارات زائفة لا تغني ولا تشبع ولا تقيل عثرات الكرام كسودانير، بل العكس يحاولون لي عنق الحقائق بإلقاء اللوم على الحكومة والتي لولاها لما كان السودان قائم حتى الآن، يلقون باللوم واللآئمة لأنهم لو كانوا في سدة الحكم لسلموا واستسلموا وشعارهم : الحزب ومن بعده الطوفان!! من يقيل عثرة سودانير هم أبناء السودان الشرفاء في المهاجر، هم من يجب أن يأخذ بيدها لترد كيد الكائدين، أن يتقبلوا عثراتها وهفواتها لأنها تحمل شعار هويتهم وانتمائهم للوطن، هؤلاء في مهاجرهم يقتلهم الحنين إلى الوطن والأهل والأحبة، وعلينا أن لا نتوقع أن أحداً غيرنا هو من سيعيد لسودانير سيرتها الأولى وأمجادها، فارادة التحدي والصمود لدى الشعوب هي التي تصنع المعجزات، وخير مثال كوبا التي تبعد (200) ميل من ميامي، صمدت وصبرت على الحصار الأمريكي لنصف قرن بعد أن منعت عنها قطع غيار السيارات الأمريكية ولكن عبقرية أبنائها جعلت تلك السيارات تسير على الطرقات حتى يومنا هذا. فهل الكوبيون أكثر منا عزماً ومضاءً ونحن الذين استشهد أجدادنا وآبائنا مع المهدي وكان يمكنهم الخنوع والحياة مع الذل والمهانة ، فآثروا الموت بعز وكرامة تتناقل أسطورتها على مر الزمان والأجيال بفخرٍ واعتزاز. البعض يفضل جلد الذات وهو جالس على أرصفة مقاهي الوطن لا يعطي ويحاول أن يمنع الآخرين من العطاء وكأنما هما على وفاق مع دول الاستكبار التي منتهم بالعودة إلى الكرسي الذي يشتهون، ذاك الكرسى الذي يعتقدون أنه ميراث لهم ليؤكدوا صدق مقولتهم بأنهم ولدوا ليحكموا.. فشتان ما بين الجد والأبناء وما بين أحفاهم .. حقاً أن النار تلد الرماد!! قصاصة: المعروف عن أهل السودان أنهم أخوان بنات .. أهل حارة .. رجال شدائد تجدهم في أوقات الضيق أهل الفزعة.. حلالين عقد.. الموت أهون ليهم من الذل والمهانة والما مصدق خليهو اتذكر يوم جمعة استرداد هجليج!! في سنة من السنين تأخرت رحلة سودانير الواصلة لمطار هيثرو وبدأ السودانيون التردد على مدير محطة سودانير يسألونه عن موعد وصول الطائرة ولما كثر ترددهم عليه سألهم : انتوا يا أخوانا منتظرين زول مهم؟! كان الرد يا أخي منتظرين إرسالية الصعوط .. تصوروا أن السوداني وهو يحمل مفردات بيئته لا يأتمن عليها إلا سودانير .. ناقله الوطني الذي يحمل علم وشعار وطنه .. فهنيئاً للسودان بأبنائه وبناته.!!