بسم الله الرحمن الرحيم العقلية العربية يُعرفها أهل الغرب الأوروبي بأنها شخصية عاطفية و لهم في ذلك حجتهم و بالطبع شخصية أو عقلية أهل السودان أخذت بنصيب من تلك العقلية و لحسن نجيلة كتاب في هذا الأمر و لكنه لم يذهب بعيداً أو يغوص ليحلل و يفسر أسباب سلوكنا مثل طيبتنا التي إشتهرنا بها ويعدها بعضاً مننا بأنها عبط وسذاجة. ومن الصفات الأخري التي تميزنا أو نتصف بها الكرم و التواضع مع الحياء و هي في تقديري من قيم الإسلام التي أخذت بها الإنسانية و هي تدرج في مراقي الكمال.و للأسف قد تترتب علي بعض من هذه الصفات مشاكل و خسارة للمجتمع و للأفراد و للمؤسسات و بروميد البوتاسيوم خير نموذج أُقدمه للقراء الكرام و للإخوة الباحثين و الصحفيين لدراسته و للمؤسسة المعنية و هي المؤسسة السودانية للمواصفات. قمت بإثارة موضوع إستخدام برومات البوتاسيوم قبل سنوات و خلال عهد د.عبد القادر/المدير العام للمواصفات و ساعده الأيمن الأخ /علي مكاوي:المدير التنفيذي و ذلك عقب عثوري علي إعلان من قبل شركة جميل كبابة و هي تبشر الخبازين بإستيرادها لمادة بديلة لمحسن الخبز الذي يحتوي بروميد البوتاسيوم ،المسببة للسرطان –كما جاء في إعلانهم و لم يكن لي كثير علم بالخبز أو الخبازين و ما يستخدمون من محسنات أو مواد و لكنني كدارس للعلوم و بحسي الصحفي –عرفت مقاصد الإعلان و إتهام آخرين بإستخدامهم لتلك المادة الخطيرة-لذلك أقدمت علي كتابة مذكرة ضافية للسيد مدير المواصفات و أرفقت معها الإعلان المذكور و قد إهتم بالأمر و سعي حتي تيقن من إستخدام بروميد البوتاسيوم في تصنيع الخبز و سارت الأمور علي النحو المعروف-من إعلانات تحذر و تمنع إستخدام المحسن المذكور ،إلي إصدار تشريعات تجرم إستخدامها و تحكم بإعدام علي المخالفين و رغم كل شئ ما زالت تستخدم في المخابز مع وجود البدائل. و للأسف تم إهمال جانب مهم و هو تقديم الذين ساعدوا في هذا العمل و تحديداً شركة جميل كبابة و ذلك لمعرفتهم لأخطار المادة و لجوئهم لمواد بديلة يستوردونها لخدمة المستهلك و قيامهم ببث هذه المعرفة بالرغم من وجود شبهة تضارب المصالح ،إلا أنهم تميزوا بالشفافية و كان في وسعهم العمل في صمت لبيع هذه المادة و غيرها مع إمكانية إستخدامهم لأساليب أُخري معروفة في التجارة و في التنافس غير الشريف و لكنهم أنفوا و عفوا و لعلم الجميع لا أعرف منهم فرداً و لا تربطني بهم صلة. أما شخصي الضعيف فقد كان لي دور تنبيه السلطات و لا أقول الغافلة و لكن أقول المشغولة بأعباء كثيرة و من واجبنا جميعاً أن نساعدها و من واجب هذه المؤسسة و غيرها أن تشجع و تشيد بدور المواطن في عونها و مساعدتها علي قيامها بعملها –معنوياً و مادياً –فهي تنفق الكثير علي لجان المواصفات و علي أعمال العلاقات العامة و الإعلانات. و للأسف كان في وُسع المواصفات تدارك الأمر –حيث شاهدنا جمياً في برنامج صحة و عافية حلقة قدمها د. عمر خالد عن المواصفات و الإستهلاك و عندما جاء الحديث عن دور المواطن في حماية نفسه و في تقديم العون للجهات العاملة في حماية المستهلك إعتقدت بأن د.عبد القادر أو غيره ممن يعرف هذا الأمر سيقوم بالإشاده و التنويه لمن قام بهذا العمل و لكنه لزم الصمت و ما زالت المؤسسة تلزم الصمت عن التوثيق لهذا الإنجاز الهام و الذي ساعد فيه مواطن و مؤسسة أُخري. و مرة أخري أُقدم هذه المساهمة للمساعدة في التعرف علي مادة بروميد البوتاسيوم في الخبز –راجياً من الخبراء التصويب إذا أخطأت. وهنا يجئ دور البحث العلمي و التحقيق الصحفي –كل بأسلوبه و أدواته.و الإعلام للحد من مشاكل هذه المادة الخطيرة. 1-تذوق الخبز للكشف عن بروميد البوتاسيوم: إذا إفترضنا بأن الخبز يحوي بروميد البوتاسيوم و يستخدم ملح الطعام –سنحصل علي المعادلة الآتية: KBr O3 +Na Cl ------→Na BrO3 +K cl + Heat →Na Br + O2 +K Cl و هكذا يتفاعل ملح الطعام مع محسن الخبز و يتلاشي الملح و طعمه المميز –كما كنا نتذوقه في السابق و من هنا و إذا ما صحت المعادلة الكيماوية ،نستنتج بان المخابز التي تستخدم المحسن يكون خبزها ماسخاً و لا نجد له أثر و من هنا ندعو المختصين للنظر في هذا الأمر و إفادة المواطن و المستهلك عن طرق بسيطة لمعرفة المواد الضارة . مواضيع البحث العلمي: 1-هل ثمة طرق أُخري أسهل للتعرف علي مادة البروميد في الخبز؟ 2-كيف نستفيد من البحث العلمي في حياتنا اليومية.تبسيط العلوم. 3-توثيق الإكتشافات و الأعمال المفيدة لخدمة المواطن. مواضيع الصحافة: 1-دور المستهلك أو المواطن في حماية نفسه و مجتمعه 2-دور الإعلام في الإرشاد و حماية المستلك و في رفع الوعي. و في الختام دعوة لهيئة المواصفات لتدارك الموضوع و السعي لتوثيق هذا العمل الهام –حتي يقدم المواطن علي العمل بشهية و يساهم في هذا العمل الكبير والذي يحتاج لجهود الجميع و حتي نغير من بعض صفاتنا الذميمة و إعطاء كل ذي حق ،حقه – مهما كان بسيطاً .و بالله التوفيق Ismail Adam Zain [[email protected]]