انه من المواطن السوداني البسيط .. المستقل .. الذي لاينتمي الى حزب ولا طائفة .. صفته مواطن فقط . يؤيد الحكومة .. ويعارض الحكومة .. في الوسط .. معارض مستأنس .. دافعه حب الوطن ارضا واهلا بكل تنوعه الاثني والثقافي .. ليس المال والسلطة من مطامعه . الشاهد ان الملاسنات بين الحكومة والمعارضة قد وصلت أوجها.. بعض الاحزاب المعارضة تهدد بالخروج للشارع وقيادة اعتصامات بغية اسقاط الحكومة وتشكيل حكومة انتقالية .. هكذا دون اعلان اهداف او برنامج وهل اجتمعت هذه الاحزاب على قلب رجل واحد (تب) وعزمت العزم ؟.. ام المسألة مجردإعادة إنتاج لاكتوبر وابريل استرداد لارث موروث ؟. الحكومة من جانبها تستخف بالمعارضة وتصفهم بالواهمون وتتحداهم ان يخرجوا للشارع .. ولكن في ذات الوقت تؤكد الحكومة ان لا مجال للتغيير الا عبر صندوق الانتخابات ويمقراطيا وهذا منطق مقبول شكلا اما موضوعا .. من حيث الموضوع هذه الاحزاب هزيلة ومشتته لاتقوى على شئ والحكومة تدرك ذلك زالمواطن كذلك. ولكن قد تهدف الاحزاب المعارضة هذه إثارة فرقعات اعلامية بمعنى .. نحن هنا مازلنا أحياء لم نمت رغم الهرم .. هذه الاحزاب فقدت جل قواعدها التى تؤهلها للفوز في الانتخابات في مواجهة المؤتمر الوطني بكل قوته وعنفوانه. نريد ان نرى معارضة في البرلمان .. نريد برلمانيون يتلاكمون .. ويقفزون فوق الطاولات .. عند اقدام اي من مسئولي الحكومة التفكير في زيادة سعر سلعة هامشية دع عنك سلعة ضرورية .. لا نريده برلمانا بريئا طيبا مسالما تعلن امامهم زيادة اسعار السلع وهم يصفقون .. ولا نريد لبرلماننا ان يهتف كوراليا .. مجاز .. مجاز قبل ان يتلى عليهم بيان زيادة اسعار المحروقات والضرائب على كاهل المواطن .. ولنذكر هؤلاء البرلمانيون بان المواطن هو الذي صوت لكم وفوضكم (انابكم عنه) للدفاع عن حقوقه في وجه الحكومة وليس العكس .. لاتخافوا من الوزراء استدعوهم مرة واثنين واذا رفض الحضور احجبوا عنه الثقة و اشتكوه للرئيس .. وصمموا على رأيكم ان لا زيادة ( تب ) .. صعبة دي !! . ويظل المواطن المسكين يعاني من فرط الغلاء ما يعاني .. يبكي ويكفكف دمعته ويشتكي لله تعالى امره .. ويشاء الله ان يرى المواطن استجابة دعواته .. السودانيين شعب دعاي .. نعم يسمع بكاء المواطن من المعاناة ولكن لا يسمع له صوت.. لقد قطعت إمعاؤه الاحزمة التي ظلت الحكومة تربطها على بطنه رغما عنه ذلك ولكنهم يشدون الحزام بحزم وجرأة غير مسبوقين . مالخطب .. لقد ضرب البلاد والعباد الفقر و الغلاء الفاحش والكساد التجاري وتفشت العطالة وصارت المعيشة لاتطاق .. نتج عن هذا الوضع التفكك الاجتماعي ( بلغة الحيكومة النسيج الاجتماعي ) .. ولم ينصلح الحال الاقتصادي المنشود جراء الاجراءات الحكومية بل تضعضعت وتراجعت العملة الوطنية لتفقد (ثلاثة اصفار) اعتبارا من 12 جنيه الى ان وصلت تخوم ال 7000جنيه بالقديم . الحكومة لا تقيم وزنا للاحزاب المعارضة هذه ولا تسبب لها ازعاجا يذكر .. كما لاتعير المواطن بالا وتطارده وتلاحقه في كل ركن من الاركان .. في البيت تلاحقه بالعوائد والنفايات .. في الشارع يلاحقه اشاوس المرور الذين تخلوا عن واجبهم الاساسي في تسيير المرور وانقلبوا الى جباة عتاة .. في المتجر تطارده بجبايات ومكوس متنوعة .. ضرائب .. ضريبة قيمة مضافة .. زكاة تزكي للمواطن امواله .. عوائد .. رخصة تجارية .. مواصفات ومقاييس !!.. امن مجتمع .. رسوم عرض خارجي .. كروت صحة مع مخالفاتها .. نفايات ..ايجار بنابر لستات الشاي ودرداقات انهم يلاحقون المواطن بعد ان هجر الزراعة والصناعة خوفا ورعبا من مثل هؤلاء الجباة العتاة الذين يتربصون به .. من اين تأتي الحكومة بهؤلاء الجباة العتاة الغلاظ الشداد الذين لا تعرف الرحمة طريقا الى قلوبهم البتة. الحكومة هذه الايام تبشر المواطن باكتشافات نفطية جديدة وتبشر ايضا ان العام 2013م هو نهاية لهذا الانهيار الاقتصادي والنهوض مجددا بموارد بتروليه اكتشفت للتو بجانب الذهب .. ولكن السؤال هنا هل سيعود المواطن الى تلك الاحلام البترولية التي راودته عند اكتشاف شركة شيفرون للبترول وظل يحلم الى ان تم تصدير البترول والى تم فقدانه مع انفصال الجنوب. الملاحظ ان ميزانية الدولة لاتحمل الا ارقاما متواضعة جدا لصالح التعليم والصحة واستأثر الامن بجل الميزانية مما استعصى معه وجود مال لتنمية الانسان والزراعة والصناعة التحويلية رديفتها وهذه مهنة المواطن الاساسية التي كاد ينساها ليأسه من العودة لها حيث استعاض عنها بالمهن الهامشية بالعاصمة والمدن الكبرى .. المواطن يريد ان تكون ميزانية التعليم والصحة بنسبة تفوق ال 50%.. ياريت .. على ايتها حال هذا مفتاح التنمية والامن . Yusri Manofali [[email protected]]