دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الدّرب إنْشحط "مراجعة من بوادي الكبابيش .. بقلم: عبيد الطيب (ودالمقدم)
نشر في سودانيل يوم 16 - 02 - 2013

مدخل من الدوبيت نهديه لروح الأديب الأريب الراحل الأستاذ الطيب صالح
مِتل هرع الصباح رحل الجميل الطيّب
زولاً نسمة ذي ريحة الدِّعاشة حبيِّب
ترايمو الرُّوح مسامح لي الفسِل والطيّب
ؤما خان بلدو يوم عاقل كُبارنا مغيِّب
---------------------------------
رحل الطيِّب الطيّب ؤسمح النّافلة
رحل الرُّوحو لي توب المحامد رافلة
رحل الطيَّع الكلمة الشَّرودة ؤجافلة
ؤرحل السِّيرتو بي الخير والمحاسن حافلة
-----------------------------------
رحل دُخري البلد الكان طنيبة البيت
رزين في طبعو موالفشّار بقول سوّيت
عرفوك العجم قمرا طلع ضوّيت
وعمرك كلُّو ما أتفسَّلت قلت ابيت
ظل الأديبين الأريبين الدكتور خالد محمد فرح والأستاذ عبدالمنعم عجب الفيا يقدمان قطوف دانية وإضاءات كثيرة عن الموروث واحيانا يحفران عميقا في مفردة الموروث أعجتبني كثيرا وقفة دكتور خالد فرح عند مقطع الدوبيت الذي اورده الأديب الراحل المقيم الأستاذ الطيب صالح:-
(الدّرب إنْشَحَط واللُّوس جبالو إتناطِن
والبندر فوانيسو البيوقدن ماتَن
بنوت هضاليم الخلا البِنجاطن
أجدع قودع أمسيت والمواعيد فاتن)
(بنوت هضاليم الخلا البِنْجاطِن)
هذا المقطع من المربوعة وقفت عنده منذ ان قرأت الكتاب اول مرة وعرفت انها مشاترة من ذوق البادية وحسب رأي واني" زول افندي ساكت" لكنني اعرف الدوبيت ولقد سألت منها الكثير حتي بعض الهمباته مثل الهمباتي الكبير والشاعر الضخم احمد ودكجامة الكباشي العايدي وهو من المعمرين وكان معنا وقتئذٍ الهمباتي محمد ود القور الكباشيالكبيشابي وقد ناهز السبعين وقد جمعنا عُرس بالبادية عام 1988 لصديق (درفون) (محِمّداهو) السعادة بحضور مقطوعين الطاري مخاليق مولانا الجميلين ونحن مع الأنس واقداح أم بلبل تدور علي الكواكليت وودكجامة يدهشنا بإلقائه وألقه المهول
الشَّارفة الفدعة مي القرقارة عيل بسّامة
شبه الشّورتو حمرا وفي الصوادق شامة
والله العظيم كان تدري ود كجّامة
راحلة الجتّة والروح ضالة في الجمّامة
-----------------------
(الشورة بضم الشين هي علامة في عنق الرّيل تحت الحلقوم تشبه طوق القمري او فص السوميت –الجتة يقصد الجسد والجمامة منطقة مورد ببادية الكبابيش شرق سودري وسكانها من اجمل الكبابيش
أوكت سيدهن بقطُف بكُب في الدَّروة
هِن شالن قرانْهن طبّقن بي السروة
البكري البزوم بي تنيتو فاصلا الفروة
خليت سيدو عطشان كان شرب مابروة
--------------------------------
(الدروة حوض من الحديد لسقي النعم – قران حبل يربط به بعيرين او ثلاثة –السروة من السري او المشي ليلا (سبحان الذي اسري بعيده) البكري اي الذي يهيج اول مرة يزوم اي يرزم -تنيتو اي يُشبل العقال في رجليه الاماميتين)
واحيانا تلعب "أُم دغبوبة" برأس الشِّيب فيدخل دون إستئذان ود القور بصوته الشجي حيث تتفجّر ينابيع الألحان من حلقومه الذي لم تصدأ اوتاره من السبعين عاما ومن السنين الطّوارح فشدا صادحا :-
أني كان سُقتا ناقة الفيهو ستَّه خدود
يارب يا كريم من سفتري ما أعود
بسوق أمَّات جعيبات دربهِن مقدود
وناس سوق ام كريدم بردو ليَّا شهود
--------------------------------
سُقناهِن عصير قبل الحَمار الدَّاكِن
كرسَن ؤشلَّقَن تسمع سروجهن يكاكِن
حزمناهِن صدورهِن في الوزازين يحاكِن
أنحنا كسبنا ؤأُمَّات الجماعة إتباكِن
(ما اروعك يا ود القور! قعلتوهن عنوة وقبل المغيب-وابلغ الوصف في سير الأبل –كرسن وشلّقن تسمع سروجهن يكاكن-حين جد السير صمتت الإبل (كرسن) وشلقن اي مددن اعناقهن "رقابهن" ولاتسمع منهن حركة الا صوت السروج حين تحدث جوالس السروج صوتا كصوت الدجاج حين يريد ان يبيض)
ونحن مع الأمتاع خرج احدهم بإبريقه وجلس مستقبلا القبلة فنهره احد الهمباتة بل
نعته بأنه عورة و"عيفة" ثم سأله قائلا :-لماذا تتبول وانت متجها نحو القبلة؟
فقلت له متهكما:- أتناه عن ذلك وانت تأكل اموال الناس! ليرد مخاطبني:- "يا بنيّ يعلم ربي بأنني همباتي لكنني منذ ان تعلمت الهمبتة لم أطلق بعير من عقاله ولا ذبحت "ربيبة "ولم اسرق بعير يمتطيه اهله لورد الماء ولا بعير يحمل عليه هودج ولم اسعي الي جارتي بليلٍ لقد زاملني ورافقني" احمد ود خويجيل" الزيادي اشجعنا واكرمنا ايضا وشقيقه محمد حين انقضي اجله وهو عريس اقدم علي صاحب ضأن عند وقت العشاء ووسط الفرقان واخذ من ضأنه خروفا ليضربه صاحب الضأن ضربة واحدة مات علي أثرها مما جعل صديقه عوض ود بلل النورابي يبكي عليه بحرقه حين يغني ويشدو بتوية مؤثرة وجميلة:-
خلينا البقر والنّوق
كمان في البرقة طالع سوق
قول لي ناس حميرة أُم طوق
علي ابو أم بيقه طال الشّوق
---------------------------
لقيت ناس أُمُّو بِتْلَبعَن
عريس لي الليلة ما ربعَن
ألْبِل ديلا بِتّبعَن
بكوسَن لي الشِّرور طَبْعَن
----------------------
أخوان القرينهن نَد
حلل لي اليوت تكسر الحد
أني دايرك تسوِّي الجد
تموت موت عِزّة كيف احمد
واحمد شقيق محمد وكلاهما ابناء خويجيل الزيادي واحمد مات في ملحمة بطولية تجلّت فيها شجاعته وقيمه حيث نعاه ايضا عوض ودبلل الكباشي النورابي طقّاق توية الشهير بأروع ماقيل من فن التوية وكانت تربطه معه صداقة متينة :-
أُم زور جبَّادة القنديل
أم خبراً جي عريض ؤطويل
كُل ما عوّدوها دليل
بموت موت الأبو خويجيل
-----------------------------
فاقداهو أُم رزيم بِتحن
ؤحِس روصيتو غادي تِصِن
المات في البرقة موت الجِن
حال اُمُّو أم ردوم كيفِن
(الفاقداهو ام رزيم بتحن اي ألإبل وحس روسيتو غادي تصن ويقصد احمد ود خويجيل والروسية اسم بندقية صناعة روسيا وهنا يتحسر لموت أبو أم بيقة شقيق احمد الذي مات موتة لا تشبه موتة احمد حيث انه مات عند الضأن)
(يا طير هضاليم الخلا البِنجاطِن) وهذا حسب رواية ود القور وأظن ان صاحبها من بوادي الشرق بدليل كلمة (قودع) التي وردت في البيت الذي بعده (واللُّوس) وهي جبال بالقرب من مدينة كسلا و(الفوانيس) هي المصابيح وهي غير متعارف عليها في بوادي الغرب لأنهم يطلقون عليها (اللّمبة)و (قودع) يقابلها عندنا (ضوبع)( تاتي).... او قد تكون (يا (ديك- اوفروج) هضاليم الخلا البِنجاطن)
لكن ود عيدالله وهو ايضا رجل معمر وقد كان تاجر سلاح وله علاقة بالشريف يوسف الهندي وله قصص عن (شقاوة )الشريف حسين عندما كان شابا وهذا موضوع آخر ولقد ذكر لي شاعرها "ودشبيس" او قريب من هذا الاسم ولكنني لم استحضره الان نسبة لطول المدة لكن ود عيدالله اكد انه من بوادي الشرق فرواها ود عيدالله هكذ:-
(يا ود بنوت هضاليم الخلا البِنجاطن) لكنها نابيه ومشاترة لا اظنها كذلك
ولكن الشاعر احمد ود كجامة رواها هكذا (يا ود رُباد هضاليم الخلا البِنجاطِن) والرُبْد هي النعام كما تعلمون(ربدة)وشخصي يظن هذا هو الصحيح لأن ود كجامة شاعر ضخم ويحفظ الكثير من موروث الهمباتة وأظن سماحة البروف عبدالله علي ابراهيم ألتقي به ببادية الكبابيش في عام 1966-68-69 ولقد دون من شعره وشعر ودجوده العوني ومحمد فضل الله العايدي والسّاعور والأربعة حسب رأي المتواضع من فحول شعراء الدوبيت في بوادي الغرب ويا اسفي حين علمت بأن ما دونه منهم قد سلبه المسانيح ناس مايو أيّام "شقّت العود "ومعها الكثير من موروث بوادي الغرب وبضياعها أظننا فقدنا سفرا قيما ولقد اورد ود كجامة ثلاثة مقاطع من الدوبيت نسبها للهمباتي الطيب ود ضحوية ولكن هذا المقطع تحديدا لم ينسبه لود ضحوية بل قال لشرقاوي اسمه يوسف :-
الدّرب إنْشحط واللُوس جبالو إتناطَن
والبندر فوانيسو البيوقْدن ماتن
يا ود رُباد هضاليم الخلا البِنجاطن
أجدع قودع أمسيت والمواعيد فاتن
واظن هذا هو الصحيح من السياق ومنذ ان قرأت ضو البيت وقفت في هذا المقطع من الدوبيت الذي استهل به الاستاذ روايته كما استهل بابيات الشاعر الضخم الفيتوري (في حضرة من اهوي..) واعلم ان أديبنا الراحل له مقارنات رائعة للدوبيت والشعر العربي مع جهابذة الشعر والدوبيت من انداده العلماء (كالدكتورابراهيم الحردلو والدكتور حريز والدكتور عبدالله علي ابراهيم ) وانوه هنا من يريد قراءة الدوبيت طريّا كما ألفه اهله فليراجع مخطوطات دكتور حريز وضبطه للدوبيت ، ولكن بحكم أنني إبن بادية ولدي معرفة متواضعة بالدوبيت أردت ان أوضح القليل، قد تلاحظون معي أن الشاعر بلغة البادية(مِشويم) من مكان بعيد وهو يخاطب بعيره ويحثه علي السير واظن وجهته جبال (اللُّوس) وهي بشرقنا الحبيب او بالقرب منه حيث يقول (اللُّوس جبالو إتناطن) وكلنا يعرف ان المسافر علي الدواب اوَّل ما يلوح لطرفه او ناظره الأماكن والمعالم العالية إن كانت تلال او جبال وهنا لاحت للشاعر ذروة أعالي الجبل فمن بُعدها وحركة بعيره كأنها تتناطا ثم يخاطبه (والبندر فوانيسو البيوقدن ماتن) وهذا يدل علي الهزيع الأخير من الليل
(رقد السُمَّار فأرقه اسفا للبين يردّده
كلفا بغزالٍ ذي هيفٍ خوف الواشين يشرِّده)
(القيرواني)
فدائما تنطفي اخر مصابيح البندر في اخر الليل (ضي المصابيح البعيد اتعب عيونك وانطفي) والمقطعين (اللُّوس جبالو إتناطن والبندر فوانيسو البيوقدن ماتِن) دليلان علي السير من مسافات بعيده ويدلان علي قوة بعيره وتحمله للسفر ولكنني لا احسب ان الشاعر قال:-
(بنوت هضاليم الخلا البِنجاطن) كما اوردها أديبنا الرَّاحل لأنني وحسب معرفتي المتواضعة للدوبيت لم اجد في العالمين احدا وصف النساء بأضاليم النِّعام أو هضاليمها وهي ذكورها لقُبحها وسوادها فشعراء الدوبيت يصفون بها جمالِهم التي يمتطوها لسرعتها وقوتها في تحمل المسافات مثلا :-
(طلقت من درت ترعي ؤتِكس فوق طشَّك
ومنّك وليكَ دومتك تمَّلِي ؤتتبشَّك
(إضليم العريفات المدرِّج وشَّك
وهجام دكة البي سرُّو ما بتهشَّك)
-------------------------
(ديك النِّعام الخبَّتك مملوكة
لعَّاب الصُفاق البارج الدلُّوكة)
واحسب أن المقطع هكذا ( يا فروج هضاليم الخلا البِنجاطن
أجدع قودع امسيت والمواعيد فاتن)
أو (يا ديك هضاليم الخلا البِنجاطن)
أو كما قال ود كجّامة (يا ود رُباد هضاليم الخلا البِنجاطن) لأن المقطع الأخير يشرح ويؤكد ذلك اولا خاطبه بود رباد الهضاليم ثم طلب منه أن يسرع الخبب(أجدع قودع أمسيت والمواعيد فاتن) نجد بعض شعراء بوادي الغرب وصف شعر المحبوبة بسواد الأضليم ( شعر تومتي ام قريناً نز إضليماً كشكشولو ؤفز) اوكما يقول الشاعر الرائع حنفي حاج الطيب:-
لونك ونكهتك شلتيها من الموزا
وعليهن زدتي بسمات من بياض اللوزا
شعرك من جناح إضليم نعاماً زوزا
ؤبخت العندو في قلبك غُرف محجوزة
وان قال قائل ان الشاعر لا يقصد النساء وإنما يقصد بنوت (الهضاليم ) كما نقول بنات الاسود او بنات النمور فهذا غير متعارف عليه إطلاقا في الدوبيت يمكننا ان نقول بنات (الرَّيل ) أو بنات الصيد او قد نصف المرأة بالعانس وهي (الناقة) او نصفها بالمُتلابة وهي العجلة الصغيرة او نصفها (بالحِميلة) وهي صغيرة الضأن أو حتي بالعَنَاق وهي صغيرة الغزال او...الخ
فمن سياق المقطع نعرف ونحسب ان المقطع هكذا:-
الدَّرب إنْشَحَط واللُّوس جبالو اتناطّن
والبندر فوانيسو البيوقدن ماتن
ياود رُباد هضاليم الخلا البنجاطن
أجدع قودع امسيت والمواعيد فاتن
أو يا ديك هضاليم الخلا البنجاطن
او يا طير هضاليم الخلا البنجاطن
اورد الدكتور خالد فرح الآتي:-
(ذكر المؤلف في صفحة 41 ، في معرض حديثه عن ألعاب الأطفال ، وخصوصاً الأولاد ، لعبة "حريّنا" ، ولكنه لم يذكر اسمها الثاني ، رغم شيوعه وانتشاره في مناطق كثيرة من السودان ، ألا وهو: " شَدّتْ ". قلت: لعلهم لم يكونوا يعرفونها بهذا الاسم في الدامر في ذلك العهد. على أنه ما يزال في نفسي شيء من الكلمة التي رسمت بالحروف اللاتينية هكذا )faddat ومر ذكرها والتعليق عليها من قبل في معرض ألعاب الأطفال التي أشار إليها عبد الله الطيب. فهل المقصود منها هي Shaddat أي: شَدّتْ نفسها ، وحدث تحريف أو تصحيف في أول الكلمة)
شكرا لتعليق الدكتور فرح عن كتاب البروفسير عبدالله الطيب لأن لغتنا الإنجليزية "المتَّركشة " "تركشت" قراءتنا له و حرمتنا من جماليات الذوق ،عندنا في بوادي الغرب تختلف لعبة (حِرّينا جري ) عن لعبة (شدَّت) ،لعبة حرَّينا جري تكون اقرب للعدو يوضع (ميس) وتوضع عليه علامة ويكون احدهم حكما وتوضع شرطة او خط مستقيم ثم يبدأ العدو واحيانا في مجموعات اما شدّت فهي تختلف تماما وكما تعلمون من اول قوانينها ان تلعب برجلٍ واحدة وتكون في مجموعات ويكون لها "ميس" وعندها عريس ........ الخ والدكتور إبن الريف يعرفها جيدا ونقيضها لعبة (لكَّت او رصعت) لم اقرأ كتاب البروف ولا ادري هل ذكرها ام لم يذكرها(أُم قيردون) نعم هي رمادية ونسميها في بوادي الغرب (أُم قيقَرَدْ) وهي من الطيور المسالمة او الطيور "العِيفة" اما الخضراء فهي( أُم شِرُلُّو) وهي الطائر الوحيد الذي يجعل (الجُحر) عُشَّا وهي من الطيور اللَّعوبة وحادة الذكاء نعم اهلنا في تشاد ودارفور يتخذون (الفُنْدَك) او الفندق الكبير لشك العيش والذي "ينقس" بعد ذلك حتي تطير منه القشرة بعد ذلك يترك ليومين في الماء ثم يُغسل بماءٍ نظيف وبعد ذلك يتم شرُّه حتي ينشف ويصير"دامرقة" لأن الصنعة تتطلب ذلك حيث يتعذر استخراج القشرة بالمرحاكة فاذا (رحكناه) بالمرحاكة نكون رحكناه بقشرته ولا يصبح دامرقو فيكون دقيق عادي
اورد الاستاذ الأديب عجب الفيا في مقالاته الرائعة عن ترجمة شعر الاستاذ الأديب الراحل الطيب صالح الآتي:-
ناوين السفر من دار كَول والكمبو
هوزز راسه فرحان بالسفر يقنبُه ُ
أبْ دومات غرفنْ عرقه اتنادن بُهُ (إتندّن به)
ضرَبَ الفجة واصبح نارُه تاكل الجنبُهُ
ايضا حفظت هذا المقطع من الهمباتي الشاعر ود كجامة ونسبه الي الهمباتي والشاعر الضخم الطيب ود ضحوية ولقد رواه بصورة مختلفه واظنها الصحيحة ومعه ثلاثة مربعات أخري:-
برّيتُو حلاّل الكول والكنبو
لولح راسو الغول السّفر يقّنْبو
خرير دوماتو فوق فقّارو بسّدْرنبو
عكّا الفجة وأصبح نارو تاكل الجنْبو
وردت ايضا ( برّيتوحلاّل تاكل الكول والكمبو)
(الكول والكمبو اسماء حلاّل –الغول اسم بعير ود ضحوية- والمقطع الثالث من المربوعة مذهل ولا يقدر عليه الا امثال ود ضحوية بسّدرنبو من "السدور "سادر او "صادر"اي واحدة سادرة والاخري واردة سادرة من المورد اي سايلة بماء دومات البعير وهي مؤخرة الرأس (الفقرة)وواردة اي جافة ودائما نجد في طريق وشارع المورد البعض سادر والآخر وارد - عكّه الفجّة اي قطع المسافة وكأنه في تحدي)
وحفظت منه ايضا هذا المقطع ونسبه لود ضحوية:-
همّك فاضي فوق روبة الفروع بِتنقِّد
وإنحنا بقينا لا بنرقد ولا بنرقِّد
الخلاك يا السّاحر تملِّي مسقِّد
حسار العنقو شارف ؤدوفو مو متعقّد
(والسّاحر والغول اسماء بعير ود ضحوية)
ود ضحوية أبدع حتي في وصف رعي بعيره للأشجار "بتنقِّد" "دوفو مو متعقِّد)
اعجبني تعريف وشرح الدكتور خالد (لأم رقيقة) تقابلها عندنا في بوادي الغرب (أم شعيفة- أو ام تلاتة) (ماء- بصل- ويكة) ولأهل البوادي طُرف لكل شئ ، اثنين من الهمباتة أمتطيا جِمالهما أيام الرشاش حيث يجف الضرع وينعدم الحليب ومشتقاته ولكن الجمال حين تستنشق الدعاش الجنوبي المطمّخ برزاز المطر وترعي برم ونوّار شجيرات الكتر والسمر والسِّعات تبدأ في الهياج ولقد ابدع الشاعر احمد ودكجامة
مِنُّو وليهو قنَّب إدوخ
ؤ إدَردم قفاه وبيقا عنقرة ونافوخ
علي المتبور ؤضامر وفي الكتِف مملوخ
دودو بيَّا سوَّي إتصلِّب الصّاروخ
---------------------------------
بطانك ساج ؤحزامك قرن في بوّك
ويا سلق السِّموع اللي المجالقات عوّك
ريد المجغني الفي هدبو نام وإتسوَّك
سلب عقلي ؤنوسر بي بقيت متوَّك
--------------------------------
دانيتو العصير ؤغدرتو
قجّيتلو الرَّسن دسّالي فيهو كزمتو
قلت ليهو المبيت قال الأمس قادمتو
قلت ليهو الشّراب قال ليّا من عرطمتُو (ودحامد)
وهما (خاطرين) ولم يتصيدا غزال او طير او اي " برعوص" حين ادركهم المبيت صنعوا لهم إيدام (ام شعيفة) وأظن احدهم احدث دوي من غازات البطن فمازحه رفيقه قائلا:-
سالم جاتو غدَّاره أُم شراراً طاير
ؤلفحت فوقو شبَّال العريس السَّاير
ما بِتكضِّب أُم عشرة المن بعيد بِتضَّاير
نارها الويكة بارودها الخَمِير الفاير
اوسكار مذهل بلغة اهل المسرح وهذا نجده كثيرا في شعر بوادي الغرب
يوم ولدوكي طلقولك بخورك ؤشبِّك
خالتك شالتك فوق الحِكر تلعبِّك
أني إتحيّرت في ها الرشرش المشبِّك
عيني مِسمّي يا أم نادر حسيبك ربِّك (ودجودة)
------------------------
داير ليّا جلكوز من فصيلة دمِّك
عشان أنفش عروقي من حِسارك ؤهمِّك
الشرياني ناشف ؤملتهب من سمِّك
الله يكافي محنك يا المبهدلة عمِّك
-----------------------------
ببقالك تيلة دهب في وريدك
ؤببقالك ختم بوبار عشان بنريدك
ببقالك قسيم لي الريد دعوتي تصيدك
ؤببقالك صغير يا أُم طوق أنوم بي صعيدك (عبدالسيد)
------------------------------------
الشََاتي هبَّت ويا شيخ الوسيلة إنفكَّت
ؤنازلة صقيعة والرُّوح لي العشوق إتبكّت
صغيرون عجكي بحس قبل الوكت ما وكَّت
ؤبكاي طبعو شين من يبكي ما بسكَّت
--------------------------------
كفيل الفي الهِجار ما طِلْقت
عيون الفيها ما خطُّو الوَسِم من خِلقت
روحاً ليّا في حزّاز وريدِك عِلقَت
راجي شَفاها لاكين في مهاويك زلقت (طه الشيخ النور)
----------------------------
سهم ناس القفيل جرحو إنفتق وإتغوَّر
وفي تمر الفؤاد سوَّالو قيحة ؤعوَّر
قصبة وعندها القيف دقَّ والخور كوَّر
تتمايح متل فرع الزِّقَي النوّر
-----------------------------------
يا أُم ديساً مِكْربِل طالق العسَّاف
ؤ جوزاً ليكي من تالايا تَب ما يخاف
الشّوف قلَّ والراس لاف
والتّور فارق البقرات سدر في صِداف
المقطع ألأخير (التور فارق البقرات سدر في صداف) للرجال
يقابلها عند النساء (اللائي يأسن من المحيض)
الي الذين يحبون الي الستين حذاري من "خلبوسة" العشرين يحبون من "يحبو:
عبيد الطيب (ودالمقدم) بادية الكبابيش 15-2-2013
aubaid magadam [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.