* لسنا من أنصار المقارنة بين زمان مضى وهذا الزمان لاقتناعنا بأن الزمان لا ذنب له وكما قال الشاعر بصدق: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا. صحيح أن الحياة الاجتماعية تعقدت اكثر في هذا الزمان، وبالتالي طفحت على سطح المجتمع ظواهر اجتماعية مرضية وجرائم غريبة عن طبيعة أهل السودان ولكنها أيضا نتاج عوامل اقتصادية واجتماعية وليس بفعل تغير الزمان. صحيح أيضا اننا أصبحنا نفجع كل صباح بأخبار موجعة أصبحت تتصدر أخبار الصفحات الأولى من الصحف السياسية بعد أن كانت محصورة وفي نطاق ضيق في الصحف الاجتماعية، وأنها للأسف تتزايد بصورة مؤسفة ومزعجة في آن واحد. وجدت نفسي لا شعوريا اربط بين الخبر الذي ابرزته الزميلة "الانتباهة" أمس الاول عن استقالة وزيرة الرعاية الاجتماعية أميرة الفاضل التي ندرك الظروف الأصعب التي تعمل فيها، وبين الخبر الذي ابرزته صحيفة "حكايات" في ذات اليوم عن سيدة تعتلى كوبرى أم درمان وتلقي برضيعها للأسماك!!!. نعلم أن وزيرة الرعاية الاجتماعية وحدها ليست المسؤولة عن مظاهر الخلل الاجتماعي ولا عن الظواهر الاجتماعية السالبة ولا عن الجرائم الغريبة بالطبع، ولكن وزراتها تتحمل بعض الوزر باعتبارها الواجهة التنفيذية الرسمية التي ينبغي أن تتصدى بالفعل لشؤون الرعاية الاجتماعية في بلادنا. لابد من القول أيضا إن وزارة الرعاية الاجتماعية ذاتها تعاني جراء السياسات الاقتصادية التي ما زالت الحكومة تتمسك بها منذ أن اعتبرتها سياسات إسلامية رغم علمها بأنها مجرد تطبيق عشوائي لسياسة السوق الحر الوحشية التي لم تهتم بالآثار الاجتماعية والاخلاقية و النفسية على المواطنين. لسنا هنا بصدد الحديث عن الآثار السالبة لسياسات التحرير الاقتصادي التي لم تفلح كل الصناديق الاجتماعية ومظلات الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي في محاصرة آثارها الضارة، لذلك لن نمل دق أجراس الخطر كلما صدمتنا مثل هذه الأخبار المفجعة الموجعة التي للاسف تنتهى بفتح بلاغ في مواجهة الضحية!!. هذا ما حدث لهذه الأم الضحية التي قالت عنها "حكايات" إنها ظهرت على وجهها الشاحب علامات شرود وسرحان واضطراب نفسي واكتئاب!!!. لماذا يا ترى؟! / ع [[email protected]]