ترتفع أصوات اتحادات مزارعي الولايات مع تباشير الخريف لإسماع صوتهم للجهات المعنية، وتوفير المعينات التي تسهم في تحقيق إنتاج أفضل، مع زيادة حجم المساحات المزروعة، وهي صيحات لم تكن جديدة بل ظللنا نسمعها كل عام في هذه المواقيت، ولا تجد من يسمعها أو إن سمعوها لا يتم تحويلها إلى عمل، أو ربما يطلق اتحاد عام مزارعي السودان، الذي بدأ بالبكاء، تلك الصيحات لتغطية فشله أو فشل منسوبيه. فقد نبه الأمين العام لاتحاد مزارعي السودان عبد الحميد آدم في مؤتمره الصحفي أمس الأول لأن حاجة الموسم المطري من التمويل تقدر بثلاثين مليار جنيه، بجانب النقص في المعدات والتقاوي، الأمر الذي يجعل توفير التمويل، والمعدات شبه مستحيل مع الوضع الاقتصادي الماثل وظروف الحرب التي تعيشها البلاد، وعلى منسوبي الاتحاد البحث عن مصادر أخرى غير الدعم المخصص من الحكومة، ولا أظن أنهم عاجزون عن ذلك. ولقد قلت مراراً، ولا أمل التكرار، إن المزارع التقليدي هو المنتج الحقيقي في هذه البلد لكنه لم يجد من يقدره ويرفع من معنوياته، حيث أنه يستعين من بعد الله تعالى على جهده وتمويله الذاتي دون الرجوع إلى المصارف أو أن يجد دعماً من الحكومة ولا توفر له الخدمات الأساسية ولا فرص التسويق المجزية، ولكن عندما يحصد إنتاجه تلاحقه بفرض رسوم بمسميات مختلفة، فيما لا توجد ضرائب على الإنتاج الزراعي بصورة رسمية، وأعتقد أنه هو المنتج الحقيقي في بلد شعار موازنتها زيادة الإنتاج والإنتاجية وبها برنامج متكامل للنهضة الزراعية بإدارة منفصلة عن وزارة الزراعة. بحسب رأي اتحاد مزارعي السودان فإن غياب الإرادة السياسة تجاه الزراعة، وتدخل الحكومة بسياسات فاشلة، هي من مثبطات المزارعين الملازمة حيث لم تزل الشكوى من المجاعات والفجوات الغذائية في بلد ذاخرة بالموارد الزراعية، ولا يوجد أي منطق لاستمرار تلك السياسات والأنماط القديمة الخاطئة، ولكن الذي يعرفه الناس أن الاتحاد نفسه مشارك أساسي في تلك السياسات، وأن التصحيح يبدأ بالعمل في الحقل، وإقامة صناعات مصاحبة، وتسويق مجزي، وليس غيره بكل تأكيد. anwar shambal [[email protected]]