أفران تكتفي ب(خبزة) صباحية، وتغلق أبوابها فى المساء الخرطوم: رحاب عبدالله استمر شح الخبز بمخابز ولاية الخرطوم، وعدد من الولايات الأخرى، وتلاحظ أن الصفوف قد ازدادت، فى وقت اكتفت فيه بعض المخابز ب(خبزة) صباحية فقط، وإغلاق أبوابها في الفترة المسائية. وشكّل الحصول على الخبز امس مشكلة لكثير من المواطنين. كما ان كثيرا من المطاعم و(الدكاكين) التي تعتمد على بيع الفول المصري لوجبة الفطور، وجدت نفسها مضطرة لتخزينه في الثلاجات، لجهة عدم توفر الخبز. وفي المقابل وجدت الوجبات الشعبية (القراصة والكسرة) رواجاً كبيراً، وزيادة في الطلب بعد فشل كثير من الموظفين والعاملين بالخرطوم في الحصول على الخبز لوجبة الفطور. وتلاحظ نوعاً من الضبابية يحيط بالحقائق حول الأمر، لجهة تملص مسئولين في القطاع عن الادلاء برأيهم حول الازمة، وأفادت مصادرنا أن السلطات المختصة كونت لجنة من الجهات ذات الصلة، بما فيها فيها الأمن الاقتصادي لمعرفة حقيقة الامر، وان اللجنة المكلفة قامت بطواف على جميع المخابز وتحديد اماكن الازمة . في وقت قال فيه مدير قطاع الاقتصاد بوزارة المالية والاقتصاد وشئون المستهلك بولاية الخرطوم دكتور عادل عبدالعزيز الفكي، إن أحد المطاحن الثلاثة الرئيسية، عجزت عن توزيع حصة الدقيق للمخابز التابعة لها لاسباب داخلية، لا علاقة لها بتوفير النقد الاجنبي، بيد انه رغم تبريره للازمة بأنها ترجع لخلل في التوزيع، إلا أنه أشار الى أن هنالك هلعا من المواطنين وطلبهم لاكثر من احتياجهم بسبب ظاهرة الصفوف .وكشف الفكي عن معاودة المطحن امس لنشاطه التوزيعي، وقطع بان الظاهرة في طريقها للانقشاع . غير أن بعض اصحاب المخابز أكدوا أن حصتهم من الدقيق ظلت تتناقص منذ عدة اشهر، ووصلت في بعض المخابز احياناً الى 70%. اذ كان البعض يستلم حصة 50 جوالا فى الأسبوع، لكنه اصبح يستلم حوالى 25 جوالاً. وفيما اتهم بعض اصحاب المخابز وكلاء توزيع الدقيق لدى الشركات بالتلاعب في حصة المخابز، دافع الوكلاء عن انفسهم بصورة عامة، لافتين الى أن الوكيل بات يستلم من الشركة الكمية ناقصة. غير انه لم يستبعد تلاعب بعض الوكلاء، اسماهم بضعاف النفوس، وقال إنهم قد يقومون ببيع حصص الدقيق التى تعود الى مخبز مغلق او معطل عن العمل. وكان الأمين العام لاتحاد المخابز، عادل ميرغني، قد اوضح أن المطاحن اصبحت تشترط دفع قيمة الدقيق مسبقاً. وفي السابق كان يتم امهال أصحاب المخابز فى الدفع. لذلك بدأ البعض يطرح كمية من الخبز حسب مقدرته في دفع قيمة للدقيق. وزاد "لم تنقص الحصص نهائياً. ولدينا احتياطي، أن اراد اي مخبز زيادة فنحن جاهزون لتلبية الطلب". وأفادت متابعاتنا، أن المطحن الذي تسبب امس الأول في تفاقم ازمة الخبز توقف لأسباب إدارية، منذ الخميس من الاسبوع الماضي، في وقت كشفت فيه مصادر عليمة، أن المطحن المعني حصته كبيرة في السوق، اذ يغطي نسبة 35% من حاجة المخابز، ويتولى امر تغذية مخابز بمنطقة بحري بصورة كبيرة، بجانب جزء من ام درمان. وابلغت المصادر أن الاشكالية في طريقها للحل، لجهة وصول سفن محملة بالقمح المستورد لميناء بورتسودان، خاصة بالمطحن المعني . والشاهد أن ولاية الخرطوم، وحسب اتحاد المخابز، تستهلك وحدها 26 مليون رغيفة يومياً. وأوضح نائب الأمين العام لاتحاد المخابز، عادل ميرغني، أن الدولة تدعم سلعة القمح بنحو 2,5 مليار دولار سنوياً، مشيداً بتجربة خلط القمح بالذرة، وحث على تطويرها. وتحتكر طحن القمح ثلاث شركات فقط، الامر الذي جعل كثيرا من المراقبين يطالبون بفك الاحتكار لخلق منافسة في السوق.