هل هى مصادفة ام إشارة لنا لعلنا نتدبر- ان يقع فى ال 18 من هذا الشهر استفتاء استقلال إسكتلندا عن المملكة المتحدة بعد ثلاث قرون من الاتحاد الذى تم بعد حروب دموية طاحنة بين الإنجليز والاسكتلنديين ودونك الشريط السينمائي الذى أنتجته هوليود بعنوان : القلب الشجاع ، وهو من بطولة الممثل مل جيبسون وتناول جزءا من تاريخ ذلك الصراع وسيرة احد أشهر ابطال إسكتلندا وهو ويليام والاس الذى سقط نتيجة الخيانة- فى قبضة جنود الملك ادوارد الاول وكان ذلك سنة 1305 م بعد ان هزم جيوشه فى معركة جسر ستيرلينغ عام 1297م. وقائع ما جرى لويليام والاس كما تحكيها كتب التاريخ وشريط هوليود :عندما كان الجندي الإنكليزي يتلذذ بتعذيبه أمام جمهور غفير من أهل اسكتلندا وبعد أن قاموا بشنقه وإنزاله من الحبل قبل أن يختنق للمزيد من التنكيل والسادية وعمدوا الى ربط قدميه ويديه بأربعة أحصنة يتحرك كل منهم في إتجاه مختلف .. وبعد ان قاموا بإخصائه ، وخوزقته .. طلبوا منه أن يطلب الرحمة من ملك إنكلترا ليعفوا عنه .فصاح بالكلمة التى خلّده التاريخ بها ، وأبرزها مل جيبسون في فيلمه الشهير فى صرخة طويلة ممتدة قطعت انفاسه : الحرية !فقطعوا رأسه ! وتم تعليقها على جسر لندن ، وعرضت أطرافه المُنفصلة فى مدن نيوكاسل ، برويك ، ستيرلنغ ، أبرديين حتى يكون عبرة لأي مُتمرد آخر ، يسعى للخروج عن مملكة إنكلترا ! تقلب صفحة كتاب تاريخ إسكتلندا فتقرأ :(كان أول استيطان لإسكتلندا في عام 6000ق.م، حيث استوطنها بعض صائدي الأسماك وبعض الصيادين المهاجرين الآخرين الذين جاءوها بحرًا من جهة الجنوب. وزاد عدد أولئك المهاجرين إلى إسكتلندا في العصر الحجري الحديث.وبنهاية هذا العصر وفدت إلى إسكتلندا مجموعات جديدة، جاءت من ألمانيا، سماها علماء الآثار مجموعة الأواني لأنهم دفنوا موتاهم في قوارير كبيرة أشبه ما تكون بالكؤوس، ثم تلتهم مجموعة مهاجرين قادمة من أواسط أوروبا، هم المعروفون ببناة الأبراج.وعندما غزا الرومان بريطانيا عام 43م، وجدوا أقوامًا يسكنون أجزاءً من إسكتلندا، هي الجهات الشمالية والجنوبية لنهري كلايد وفورث. وقد أخضعهم الرومان لسلطانهم، وسموهم البكتز وكانوا يطلون أجسامهم بالألوان. وفي القرن الرابع الميلادي، هاجر إلى أسكتلندا أقوام من أيرلندا، عرفوا في التاريخ بالإسكتلنديين ونشروا لغتهم المعروفة بالغيلية وثقافتهم. وبانسحاب الرومان من بريطانيا، غزتها أقوام الأنجلو سكسون، وتمكنوا في بداية القرن السابع الميلادي من احتلال المنطقة الواقعة حول ادنبرة ، وكذلك استقر الفايكنج في الأطراف الشمالية من إسكتلندا خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين.كانت إسكتلندا عرضة للتأثيرات الأنجلو سكسونية، والأنجلو نورمندية طوال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين. ونتج عن التأثيرات النورمندية أن تحولت إسكتلندا إلى دولة إقطاعية ذات إدارة منظمة ونظام مالي راسخ، الأمر الذي ساعد على ازدهارها الزراعي والحضري، وكانت لها علاقات بإنجلترا، كما كانت لها أطماع أيضًا في بعض الأراضي الإنجليزية كمنطقة نورث همبرلاند.وقد كان لملوك إنجلترا المطامع نفسها في إسكتلندا، بل إن بعضهم نجح في فترات من القرن الثاني عشر الميلادي في جعل مملكة إسكتلندا تابعة لهم. وهكذا كانت العلاقة بين المملكتين في حركة مد وجزْر دائمة. فمثلاً، شهدت السنوات الأخيرة من القرن الثالث عشر الميلادي، وكل سنوات القرن الرابع عشر، محاولات ملوك إنجلترا فرض سيطرتهم على إسكتلندا، وبالمقابل ثورات الإسكتلنديين تحت قيادة زعمائهم المحليين للخلاص من تلك السيطرة الإنجليزية. وقد تحقق لأهل إسكتلندا ما أرادوا، إذ اعترف الإنجليز باستقلالهم في عام 1328م بعد حروب طاحنة.وباستقلال إسكتلندا، بدأت فترة حكم عائلة ستيوارت الأولى في الفترة (1371م 1488م). شهدت الفترة نفسها ازدهار الادب الإسكتلندي،.تلت هذه الفترة ماعرف بفترة ملوك النهضة ولعل أهمهم جيمس الرابع، وجيمس الخامس، اللذان قاما في مرات عديدة بغزو إنجلترا، كما تعرضا لغزو منها. وكانت تلك الحروب وخيمة على كلتا المملكتين. وقد انحاز جيمس الخامس إلى جانب فرنسا في حربها مع إنجلترا، وتزوج من إحدى النبيلات الفرنسيات، الأمر الذي أدى إلى تزايد النفوذ الفرنسي في البلاط الإسكتلندي وإلى انحياز النبلاء إلى رجال الكنيسة ودعوات الإصلاح الديني أملاً في مقاومة هذا النفوذ. وتطور أمر هذا الإصلاح ليؤدي إلى إعلان إسكتلندا دولة بروتستانتية لا سلطة للبابا على كنيستها وتحميها الملكة مارى ملكة الاسكتلنديين عام 1559م والتي ثار عليها النبلاء وأجبروها على التخلي عن العرش، وأودعوها السجن. ولكنها تمكنت من الهرب إلى إنجلترا طالبة مساندة الملكة الزابيث الاولى ، ولكن هذه بدل أن تعينها سجنتها، ثم قامت بإعدامها عام1578م فخلفها ابنها جيمس السادس والذي حكم بفاعلية. وفي عام 1603م صار ملكًا لإنجلترا، تحت اسم جيمس الاول بسبب وفاة الملكة الإنجليزية إليزابيث الأولى لأنه كان أقرب أقاربها إليها؛ فورث عرشها). بتصرف عن موسوعة ويكيبيديا . تقرا تاريخ أوروبا فيقشعر بدنك من كم الدماء والفظائع والاحن التى يشيب لها الولدان،أولئكالقوم بينهم ما صنع الحداد! ولكن انظر اليهم اليوم كيف يعالجون اختلافاتهم ويحاولون الإجابة على الأسئلة التى تواجه مجتمعاتهم. فهل نتعلم من الدرس الإسكتلندي ؟ حسين التهامى كويكرتاون، الولاياتالمتحدةالامريكية [email protected]