دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصالحات بين قادة الفور وعودة الدريج .. بقلم: جبير عثمان الضاوى
نشر في سودانيل يوم 25 - 12 - 2014

المصالحات بين قادة الفور وعودة الدريج وظهور يوسف بخيت
وانضمام الزغاوة لتنظيم موسي هلال. (1-2)
الواقع ان الحالة السودانية بلغت درجة الانسداد من المحال تجاوزها بعمل سياسي عابر او بمكيدة هنا ومؤامرة هناك ولسنا في حاجة الي الإشارة الي علاقات الخرطوم بالنظام الدولي فان المنفذ الوحيد دولة قطر هي الآخري تم تكبيلها بحزمة من الشروط أولها عدم تقديم الدعم للإخوان المسلمين مقابل العودة الي بيت الطاعة الخليجي وقد تلجأ بطريقة او اخري في استمرار الدعم بالطبع ان الدعم الخفي سيظل ذات قيمة محدودة ولكن الجديد في الدول البترولية اتضحت انها كمصدر للطاقة لم تكن هي الوحيدة الان . والاعتماد عليها بشكل استراتيجي يشكل خطورة علي ميزانيات هذه الدول وكذلك النظم السياسية فان ما يعرف الان بالربيع البترولي تجعل دولة قطر تعيد حساباتها في تكاليف دعم الاخوان الذين لم يستطيعوا تحقيق اي تقدم حقيقي علي الارض او الاعتماد علي النفس بما فيها الدولة التي يحكمونها ولربما يصعب تقدير الحسابات في استمرار دعم مشروع محارب من كل المجتمع الدولي والاقليمى عمل مكلف وخاسر في النهاية لا محالة ولذلك عادت الي بيت الطاعة ان التفاهم الذي تم بين الدوحة والقاهرة كانت رسالة واضحة لا لبث فيها للإخوان في اي مكان وتطلب امام المعتمدين عليها حسابات سياسية جديدة تقوم علي الاعتماد علي النفس .وكان ذلك سببا في بدا الخرطوم التفاهم مع حركات الدارفورية في اثيوبيا بدلا من الدوحة الوثيقة المقدسة وتوسطت الخرطوم لتسوية وضع الاخوان في ليبيا واعلنت استعدادها القيام بهذا الدور وقدمت الدعوة لرئيس وزراء ليبيا لزيارة الخرطوم بهذا الصدد ولذلك ان عودة الاسلامين الي الصف السياسي بدون العنف عمل لا بديل عنه علي الأقل في الوقت الحالي وخاصة بعد فشلهم في اعادة مرسي بدعوى الرئيس الشرعي والخرطوم وأنقرة كل منهما غارقة في همومها الداخلية.
السودان والمحادثات السلام
ولأول مرة الحكومة والحركات الدارفوريةً تري ضرورة الوصول لاتفاق سلام لان النظام بات يواجه معارضة شعبية جادة ناتجة من الغلاء والخوف من ثورة الجياع وخاصة ليس هناك في الأفق ما يحول دون هذه الثورة بل تتضاعف اسبابها وتزداد عزلتها وصدام متوقع مع المجتمع الدولي هذه المرة. لا احد يستطيع التنبؤ فيما تؤول اليه الامور وفوق ذلك الربيع البترولي قضي علي ما تبقت من الامال وهناك عجز متوقع في الصرف حتى علي جهاز الأمن والجنجوبد وهذا الأخير بدأت تصنع حرجا باستمرار للنظام في التجاوزات الأمنية في الاقليم الغربي والشغب حتى في العاصمة القومية وان قبائل البقارة التي تعتبرها الحكومة حلفائها لا يخفون امتعاضهم من سلوك منتسبي النظام في صناعة الفتن القبيلة و الخلاصة ان سياسة الحكومة في غرب السودان باتت مكشوفة للجميع من المحال الاعتماد علي اي عنصر من غرب السودان في الدفاع عن النظام والوضع للحكومة اصبح مثل الأيام الاخيرة لحكومة المهدي التي قدمت فيها الجيش مذكرتها الشهيرة لرئيس الوزراء السيد الصادق المهدي طلبوا فيها من الجهاز السياسي أية خيارات اخري غير الحرب في امر الحرب في جنوب السودان
لان الجيش كله من غرب السودان وأنهم يرفضون خوض الحرب و ان التمرد الجيش مسالة الوقت ولذلك يتطلب معالجات سياسية سريعة وجاء انقلاب عمر البشير وعملوا علي تغيير الجيش الي الجهاديين ثم الي جيش الأمن اساسه عرب الجزيرة والشماليين ثم المرتزقة والي الجنجويد ولم يبق أمامهم سوى الانقلاب لينقذ ما يمكن انقاذه وقبل ذلك عليهم ان يجربوا التسوية السياسية ولكن حتى ذلك الوقت بدأت تظهر بمظهر حكومة متماسكة وقوية وسربت وثيقة أمنية ادعت فيها ان قوة الدعم السريع بلغت إعداد مهولة والاستجابة للانضمام اليها من القبائل الغرب كبيرة وأن تفاهمنا مع التمرد بالنار فقط مع انه معروف للعام حتى لو صدقت هذه الاستجابة لم تتمكن الحكومة من الصرف عليها وفوق ذلك لا يمكن الوثوق بهم اذا كانت بذات الكثرة
المعارضة المسلحة
هي الآخري فشلت في إقناع المجتمع الدولي وبل الشعب السوداني في ان تكون بديلا لهذا النظام وبات تواجه حصار خانقا من كل دول الجوار وباتوا عبء علي دولة الجنوب التى هي الآخري تواجه مشاكلها الداخلية الحرجة ومن ناحية اخري خسرت العارضة المسلحة وخاصة الحركات الدارفورية عدد كبير من منسوبيها بفعل الانشقاقات التي لم تتوقف الي جانب غياب القدرة علي إيجاد مصادر جديدة للتجنيد بسبب التشرذم وغياب القائد الذي يتمتع بكاريزما علاوة علي الضائقة المالية وفقدان خطوط الامداد . ولذلك ان التوجه الي اثيوبيا للحوار مع الحكومة في الوقت الذي كانت جريمة الجرائم في طابت مازالت طازجة هذه توكد الرغبة الملحة لهذه الحركات للسلام
ان اهل دارفور كانوا يتوقعون عملا عسكريا نوعيا بغرض الانتقام فان ظهورهم في فنادق الدوحة كانت خيبة أمل كبير ليس فقط اهل دارفور بل حتى لبعض الاطرف الإقليمية وأعضاء في مجلس الامن اردوا التوقف طويلا في موضوع طابت الا ان موقف الحركات الدارفورية قدمت دعما كبيرا للذين يرون تجاوز موضوع تابت باعتباره كيدا سياسيا لا قيمة له .
بالطبع ان التنازل الذي قدمته الحكومة في تجاوز الدوحة وثيقتها كان عملا مغريا بالرغم من زعم عمر البشير انه غير مستعد لفتح ملفات جديدة الا ان أديس أبابا نفسه كان ملفا جديدا ولم تكن الدوحة نفسها من المناسب الحفاظ عليها كقبلة بعد التطورات الجديدة.
مصير السلام
بالرغم من الرغبة الملحة للطرفين للسلام الا ان المفاوضات انهارت كليا لسبب واحد لان نظام البشير اما ان يبقي كله دون شريك حقيقي او ان ينهار كله وهو امر بديهيا لأي شخص حاور هذا النظام الذي لا يقبل القسمة الا علي نفسه.
بيد ان النظام يعلم تماماً من المحال الان الاستمرار الحالة التى لا تقبل القسمة ولذلك تم اجراء بعض الترتيبات الضرورية علي الأقل تغيير الجلد بإغراء الدكتور الترابي لتغيير موقفه من النظام بقبول شروطه وتم استغناء عن بعض خصومه علي أهميتهم وتري الموتمر الشعبي ان العروض المقدمة له مغرية للغاية لكن مكلفة سياسيا اذا شارك النظام سوف تشارك في قمع الشعب السوداني للحيلولة دون قيام الانتفاضة وان تتبني نشاط الجنجويد السيء السمعة وإلا تعرض امن النظام للخطر وخاصة امام الموتمر الشعبي فرصة واحدة لتحسين صورته امام الشعب اذا كانت بالفعل هناك فرصة متبقية ولذلك عبقرية الترابي انتهيت الي وقف الحروب كليا قبل اعلان التصالح ومن ثم ينظر في امر الحريات عندما يتم تحويل ميزانية الدفاع الي اطعام اهل الخرطوم وعلي الحكومة ان تعالج امر الحركة الشعبية وهو كفيل بحركات الدارفور وبالفعل عمل الترابي علي دفع حركة العدالة والمساواة للحوار وهي الآخري عليها ان تأتي برفيقتها حركة مناوى وان تطلب الامر توسط رئيس التشادي وان لم تتوفر بينهما لغة ايدولوجيا ولكن هناك عوامل اخري مشتركة اما حركة عبدالواحد في نظر الحكومة. لم تشكل عبأ أمنيا كبيرا طالما اكتفي بالتحريض من قارة اخري وان استمر في صناعة الحرج علي الحكومة بدوام معسكرات النزوح باتت دعما سياسيا له فان تجاوز عبدالواحد امر لم يكن بالغ الصعوبة اذا تم تحسين الأوضاع الأمنية فالنظام والشريك المتوقع شرعوا في هندسة سياسية جديدة انطلاقا من الإفرازات التي نتجت عن الحوارالاخير في أدس أبابا التي شاركت فيها حركتان جبريل ومنى وكلاهما من الزغاوة بغياب عبدالواحد وهذا اثار حفيظة القبائل الكبيرة في دارفور الفور والبرتي وغيرها واعتبروا ان الشخصين سوف يقررا مصير الاقليم بغيابهم مع العلم تمثيلهم اي الزغاوة في السلطة المركزية والأقاليم اكبر من حجم القبيلة وقد تم ترويج علي نطاق واسع جدا عبر والوسائط الإعلامية الوساب والفيس بوك والتويتر واجتماعات وكنفرسكولس لملء الفراغ الذي خلفه غياب عبدالواحد وما أورده إسحاق فضل الله ونقلا عن إعلامية تراجي مصطفي من قبيلة البرتي واعتبروا ان ما حدث عملا من قبيل الخيانة وخروجا من تحالف زرقة لمواجهه النظام والجنجوبد واستمرت الحملة العارمة ضد الحركات والمقصود بها الحركتان وبشكل مبطن إشارات واضحة ان المستهدف من الحملة الإعلامية قبيلة الزغاوة وقال ناطق باسم حركة مناوى أسبوع المضي ان مَّا دار في أديس أبابا ليس سرا والطرح كان في حضور كل الدنيا بإعلامه وان وفد التفاوض من الحركتين ليسوا من الزغاوة ليبرروا المخاوف وان اجندة التفاوض كانت علي مستوى القومى وليس لدارفور كان السبب في انهيار المفاوضات ان غياب عبدالواحد لا يحصر العمل المعارض محصورا للزغاوة وهذه مجرد مبررات لسوء النية لا يَصْب الا لحساب الحكومة وخصما من نضال الدارفوري الذي قايم علي اكتاف الكل
بالطبع وقد كانت تلك سانحة للسلطة ان تتدخل لبناء استراتيجية جديدة مؤسسة عليها وهي التفاهم مع القبائل الكبيرة لصناعة البديل لعبدالواحد الممتنع من كل شيء والزغاوة معا هذه مرة ليس من بين المقاتلين في صفوف حركته بل من القوى السياسية المدنية و من الزعامات التقليدية عبر حوار هادف هادي وكان من نتائجه ظهور بعض القيادات الكبيرة في دارفور ونفضوا غبار المنظمات التي كانوا يعملون فيها مثل يوسف بخيت وأجري النظام مصالحة بين التجاني سيسي وجعفر عبدالحكيم وقد كان بينهما ما صنعه الحداد وَقّاد ابوالقاسم الامام الناطق السابق باسم الجبهه الثورية مجموعته المنشقة الي الحوار مع النَّظَّام عبر الوسيط التشادي من دون الشروط وكانت المفاجاة الكبيرة و غير المتوقعة الترتيبات القائمة لاستقبال كبير المناضلين شيخ المعارضين لأول مرة منذ ما يقرب الي ثلاثة عقود معارضا كل النظم بمسمياتها المختلفة بما فيها حكومة سيسي الذي يحتفل بقدومه فالإنسان الذي بهذا التاريخ من النضال من المحال ان تكون هذه هي اللحظة المناسبة للافطار وخاصة جروح تابت لم تندمل بعض والمعارضة بل اطيافها توحدت والنظام يترقب اجتماعات مجلس الأمن لخطوته القادم وان الجنجويد في عنفوانهم وان جرائمهم هي الاعلي في المعدل والقصف الجوى لم يتوقف يوما .
في هذا الوقت قدمت الحكومة عربونا بتصريح من مدير مكتب سلام دارفور أمين حسن عمر متزامنا مع عودة الدريج في تصريح له بتجريد الجنجويد من السلاح الثقيل والغرض من ابقاء علي الأسلحة الخفيفة يؤكد فقط ان الوقت لن يحن لتجريد الكامل وقد سبق ان قال عمر البشير لمجموعة دبجو ان تجريد الجنجويد من السلاح لم يكن اكثر من عبارة أرضا سلاح وظل يكررها في مناسبات عدة ولو ان هذه الامر ليس ما يؤكد صحته الا ان الحكومة متاكدة من قدرتها علي التجريد ان شاءت او علي الأقل تقليل خطر سلاح الجنجويد في حالة التصالح مع الحركات وهذا سبق ان قدمت الحكومة وعدا لدكتور سيسي قبل توقيع اتفاق الدوحة السماح له بتكوين جيشا قوامه أربعون ألفا كنصيب دارفور في بناء الجيش القومي واشترطت ان لا تكون من بينهم زغاويا ولا ميدوبيا ولذلك عمل الدكتور سيسي قدر استطاعته في تسريح جيش حركة الحرير والعدالة قوامه الأساس من المغضوب عليهم وان يعمل علي الأقل جمع صف الفور وفرض قيادة بديلة لعبدالواحد لعزل الحركات المسلحة وبالرغم الدور الذي قام به الدكتور في تسريح قوات حركة التحرير والعدالة وحاول جاهدا في بناء عدد من التحالفات القبيلية مع بعض ابناء المساليت والبرقد والبرتي وقبائل العربية واستعان بقوى سياسية غير منتمية لحركة التحرير في بناء سلطته بغرض عزل الزغاوة مع ذلك لم يستطيع إقناع الفور كقيادي بدليل وبل لم يستطيع حتى زيارة معسكراتهم بل أوجد تناقضات كبيرة وسط قبيلة الفور. ولربما كان مقتل اخوة الديمنقاوى واحد من اسبابها
مهما كانت ان الحكومة هي الآخري تنصلت من وعودها للدكتور سيسي بشأن تكوين الجيش لسبب غير معروف اما بسبب اعتراض الجنجويد اوالعجز في الصرف علي هذا الجيش الكبير او عدم القناعة بقدرة سيسي القيام البدور المطلوب وإلا سوف يتحول هذا الجيش الي قيادة عبدالواحد وعلي كل ان الدكتور نجح في المهمة التى من اجله اوتي به وهي العمل إنهاء ما عرف بتحالف الزرقة بيد ان الحقيقة المخيفة محاولة سيسي إقصاء الزغاوة نهائيا من المعادلة السياسية ووضع جميعهم في مربع التمرّد بعد تصفية تحرير والعدالة عسكريا وسياسيا واستعان بمن سماهم بأهل المصلحة دفع كثير من ابناء الزغاوة مراجعة الفلسفة التى انتهت بِهِم علي تشريدهم بعد مجهود حربي دامت اكثر من عقد من الزمان وهم عطالي للعام الثالث علي التوالي ينتظرون الدكتور سيسي علي بابه فان غضبهم انسحب علي قبيلة الفور باكملها نعم لربما يكون الدكتور مدفوع من الحكومة لتأديب الزغاوة ليؤكد لهم عدم الجدوى من الحرب لأنهم لم يستفيدوا من نتايجها بيد ان تنفيذ هذه السياسة بواسطة دكتور سيسي فيه أسف بالغ لانه صنعوه من العدَم كان وراء محاولتهم لجر كل الزغاوة الي حلف جديدمع العرب .
ومن ناحية اخري بدا كثير من القبائل العربية بما فيهم الذين لم يشاركوا في الاعمال الجنجويدية يتشككون في نوايا الحكومة في التخطيط لتجريمهم للتضحية متى وجدت عرضا مغريا من المجتمع الدولي او من تحالف الزرقة او انها تعمل علي تحالفات جديدة علي حسابهم وان كان أولهم موسي هلال الذي كون مجلس صحوته واعطت اول إشارة بانه لا يمكن ان يكون ضحية سهله وبدا يعمل علي تحريض الآخرين من بني جنسه للعمل ضد السلطة للخرطوم وليس علي حسابها من ناحية اخري بدا التفاهم مع ضحايا السلطة الانتقالية الجنود المسرحين من حركة التحرير والعدالة الموقعة علي اتفاق الدوحة من ابناء الزغاوة ،عندما فشل في الحصول علي المقعد بين الحركات المسلحة في دارفور باعتراض واضح من عدد كبير من ابناء الفور والمساليت في انضمام . لأول مرة ينضم عدد كبير من ابناء الزغاوة لمجلس الصحوة بقيادة موسى هلال هو الجديد في صيغة التحالفات وبهذا تبدأ ملامح المرحلة الجديدة وإذا نجح كما قال والحديث لموسي هلال ان الصراع الحقيقى بين اولاد الغرب اولاد البحر فان هذه الصيغة مغرية جدا الزغاوة ولربما أفضل لهم من تَحَالُف الزرقة بالرغم من الغبار الكثيف عل أكتافه يبدوا انه يسير بخطوات منتظمة نحو تدمير تحالف زرقة وان كان التجاني اكبر معين له وهذا يختصر الطريق امام مجموعة كبيرة من الزغاوة الذين ما برحوا يعارضون بناء هذا التحالف اي تَحَالُف الزرقة من الأساس وكان عملا غير مخططا وضعهم مناوى واصحابه امام الامر الواقع بات لا صوت يعلو صوت الرصاص ويرون هذه الفرصة سانحة لمراجعة فلسفة الحرب في دارفور من اساسه ويرون ان نتايج الحرب المتواضعة حتى الان ناتجة من ان هناك من ينتظر غيره ان يحارب وعينه علي الحصاد و لم يكن مستعدا حتى اشراك الآخرين في الغنيمة السياسية مع غرابته ويؤكدون ان كثير من شركاء التحالف غير مستعدين للمساهمةفي المجهود الحربي بشكل جدي وكان أقلها منع ابنائهم العمل في الجيش الحكومى الذي يحارب في دارفور وجبال النوبة و يؤكدون حتى كقبيلة ليس مستحيل منع ابنائهم العمل في الجيش الحكومة. بدليل عدم وجود أبناء الزغاوة في الجيش علي الإطلاق وحتي القوات التى الصالحت لم تستطيع الحكومة استخدامهم ضد الحركات وحتى ان رغبوا في العمل في جيش الحكومة لم يكونوا موضع الثقة ، لأنهم يضعون كل الزغاوة بمن فيهم الوزراء في حكوماتهم وشركائهم في الحزب لا يؤتمن عليهم بل يرونهم اقرب الي التمرد كما قال نافع كلهم معارضين وهذا الشعور يفترض ان يتوفر لدي كل القبائل التى تتعرض للإبادة الجارية الان
وعلي كل هناك ترقب فيما تسفر عنه التفاهمات السرية بين الحكومة وأبناء الفور وغيرهم لوضع نهاية للتحالف المايل ان الخلاصة التى وضعتها جماعة التحرير والعدالة لمجتمع الزغاوة بشكل اكثر وضوح انهم غير مستعدين ان يريدوننا ان نتقدم الصفوف بل الأغلبية الكبيرة او بمفردنا في الميادين وينظر إلينا قبيلة صغيرة في الحصاد السياسي ومن ناحية اخري ان عداء الغير مبرر والبعيد من الحكمة والعمل بالتعميم من بعض قبائل الزرقة للقبائل العربية بشكل عام كان السبب الوحيد في وضع العراقيل امام جمع صف اهل دارفور بل دفع البعض الي حضن النظام واننا نَحن في الميادين ندفع ثمن ذلك ولذلك ان خروج الفور من التحالف يضع كل شيء في محله الطبيعي وبل وضع الحرب في مسارها التاريخي بين الغرابة والجلابة ووقته يختار كل موقع الّذي يناسبه
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.