فى الآونة الاخيرة شهدت الساحة الفنية حراكآ فنيآ كبيرآ جدآ ، وتحديدآ فى مجال السينما وكان لهذا الحراك مردود كبير فى الساحة الفنية ، الشباب لهم دور كبير فى هذا المجال ولقد تم انتاج افلام سينمائية عديدة فى الفترة السابقة من عدة منتجين من الشباب ، هذه الافلام تم فيها مناقشة مواضيع مربوطة بقضايا معاشه فى المجتمع خصيصآ هذه الافلام تستهدف فئة الشباب بحكم انها اكثر فئة فعالة فى المجتمع . فى تقديرى هذا الحراك السينمائى وجد تجاوب كبير من فئات الشباب داخل المجتمع وحتى بقية افراد المجتمع ، ومن الافلام التى انتجت وقدمت للساحة الفنية وتم مشاهدتها افلام الفيديو والهاتف وهذه وجدت قبول كبير من المشاهدين لانها بتعالج قضايا فى المجتمع مثل الظواهر السالبة التى تتعرض لها مواقع التواصل الاجتماعى (التويتر ، الواتساب وغيرها ) وتحديدآ الواتساب الذى بدات هذه الظواهر تشكل تهديد كبير للمجتمع ، على سبيل المثال نشر صورة ما لاى شخص او رسالة ما او غيره ، فى تقديرى ان مثل الافلام التى تناولت هذه الظاهرة قد تساهم فى رفع الوعى عند المتواجدين من فئة الشباب فى اماكن التواصل الاجتماعى . من الافلام التى انتجت فى العام 2013 ولاقت رواج كبير وسط المشاهدين والمهتمين بهذا الشان فلم (الملكية جوبا) للمنتج /مزمل نظام الدين ، فى تقديرى هذا الفلم تناول موضوع فى غاية الاهمية لقد وجد المنتج عبر هذا الفلم مدخل لموضوع اجتماعى بحت بين شعبين كان يضمهم بلد واحد ، مجريات الفلم كانت تتحدث عن فريق الملكية جوبا لكرة القدم الذى شارك فى بطولة افريقية اعتقد انها (كونفدرالية ) ، ولقد كانت هنالك مبارة اياب بين فريق الملكية جوبا مع احدى الفرق المشاركة فى البطولة ، ولقد عرضت اللجنة المنظمة للبطولة لفريق الملكية جوبا ان يختار مكان اقامة المبارة نسبة لاسباب فنية ولقد اختار فريق الملكية جوبا (الخرطوم ) لتقام بها المبارة ولقد استجابت اللجنة على هذا الطلب ، ولقد كان اختيار الخرطوم لقيام المبارة ان جماهير شعب جنوب السودان كانت على ثقة ان جماهير الشعب السودانى التى سوف تشاهد المبارة سوف تقف وتساند فريقها باعتبار ان الملكية جوبا كانت جزء من هذه الجماهير ، وهذا ما حدث بالطبع لقد ساندت جماهير الشعب السودانى فريق المكلية جوبا فى لحظات كانت تعبر عن الرابط الحقيقى بين الشعبين ، ولقد انهمرت الدموع من الجماهير وهى تشجع فى فريق الملكية جوبا لانه يمثل شعب جنوب السودان الذى كان جزء اصيل من هذا الشعب الطيب ، فى تقديرى ان الرياضة دائمآ تؤدى الى ربط النسيج الاجتماعى وهى التى تربط الشعوب ببعضها البعض . الفلم تناول موضوع مهم جدآ لفت كل الساسة من (نظام ،معارضة) الى ان انفصال جنوب السودان كان أكبر خطأ فى تاريخ الدولة السودانية منذ 1956م ، الفلم أعاد الثقة بين الشعبين ونشر قيم المحبة والسلام بين الشعبين فى تلك اليوم يوم المبارة ، ومبارة فريق المكلية جوبا فى الخرطوم دليل على المحبة والوئام الذى يكنه شعب الحنوب لهذا الشعب ، فى تقديرى الساسه هم الذين فرقوا بين الشعبين لان قبل يوليو 2011 كان الشعبين تربطهم علاقة قوية هذه العلاقة تمتد الى تاريخ اليوم . فى تقديرى فلم الملكية جوبا حقق نجاح غير مسبوق ويعتبر انجاز كبير للمنتج والمخرج لهذا الفلم وكل من شارك فى اخراج هذا الفلم بهذه الصورة التى وجدت استحسان كبير من جماهير هذا الشعب ، فى تقديرى نحن محتاجين لعمل افلام اضافية كبيرة تعبر عن روح الوحدة والانسجام بين الشعبين ، محتاجين لافلام تناقش قضايا الطفل وحقوق الانسان وتسلط الضوء على قضايا الحرب والنازحين وغيرهم . منتج هذا الفلم هو الشاب / مزمل نظام الدين الذى درس فى جامعة الخرطوم كلية الزراعة ، ولقد تعددت نشاطاته فى الكلية من نشاط سياسى وثقافى فى الجامعة وله بصمة واضحة فى تاريخ العمل السياسيى فى الجامعات ، له شخصية كاريزيمية قوية وله حضور كبير فى كل المنابر التى كان يشارك فيها سوى كانت سياسية او ثقافية ، ولقد تم فصله سياسيآ من الجامعة ابان ممارسته للعمل السياسى داخل الجامعه عبر منابر تحالف القوى الديمقراطية الذى يعبر عن قضايا الطلاب الشرفاء من جامعة الخرطوم ولقد كان المنبر يطالب بالقضايا المطلبية للطلاب التى تتمثل فى السكن والعلاج وغيره . وعندها ادرك مزمل ان التخصص الذى كان يدرسه هو لا يعبر عن رغباته وطموحاته ، مزمل كان منذ الصغر مولع بالسينما ومتابعة الافلام ويحب متابعة الافلام وعملية الانتاج السينمائى هذه الموهبة نشأت معه منذ الصغر ، كلية الزراعة دخلها بعدم رغبة منه الا انه احترم رغبة أسرته فى هذا المجال ، وبعد قرار الفصل من الجامعة اصبح مزمل يمارس نشاطه السياسى داخل الجامعات وتارة يمارس هوايته التى يحبها جدآ الانتاجوالتصوير السينمائى ، ولقد اجتهد مزمل كثيرآ وطور نفسه فى هذا المجال ودخل كورسات مكثفة وتعاون مع منظمات حقوق الانسان فى هذا المجال من اجل تقوية خبرته ، الا ان اصبح منتج ومخرج سينمائى لا يشق له غبار ولقد وجد تشجيع كبير من المهتمين والسينمائيين فى هذا المجال . ومن الافلام التى قام بانتاجها مزمل نظام الدين فى العام 2013 ،فلم كان يتحدث عن المراة والمشاكل التى تواجها فى المجتمعات التقليدية ، هذا الفلم تناول عدة قضايا واجهت المرأة فى تلك المجتمعات ومن ابرز هذه القضايا الختان والزواج المبكر للمرأة ، تلك المجتمعات متمسكه بتقاليد وعادات مقتبسه من السابقين فى هذه المجتمعات ، كما هو معلوم ان الختان بقلل من انوثة المراة ، وكذلك الزواج المبكر الذى بسببه تتعرض المراة المتزوجه فى سن مبكرة الى التهابات فى الرحم ومضاعفات بسبب الهارمونات التى يفرزها الجسم ، مثل هذه الظواهر حدثت من قبل وعدة مرات فى مجتمعات القرية الذي ترتفع فيه نسبة الأمية بصورة كبيرة ، وأيضآ من الافلام التى وجدت قبول واستحسان كبير وسط المشاهدين والمهتمين بهذا المجال ، الذى قام بانتاجه السينمائى / مزمل نظام الدين فلم تحدث عن حقوق الانسان فى السودان عام 2014 ، هذا الفلم تناول عدة قضايا اهمها الانتهاكات التى يتعرض لها المدنيين والابرياء من جراء الحروبات فى المناطق التى تتأثر بالحروبات ، وايضآ قضية النازحين فى المعسكرات ، والمشردين واطفال الشوارع ودار المايقوما والمسنيين كلها قضايا ناقشها الفلم ، فى تقديرى ان الحراك الذى وجدته السينما الآن لم تشهده من قبل ، لان السينما كانت تعانى من قلة الامكانيات والتهميش من المسؤولين فى وزارة الثقافة والاعلام ، ما قام به الشباب من انتاج افلام سينمائية سوف تدفع حركة السينما فى السودان وتساعد فى نشر الوعى بين افراد المجتمع عبر القضايا التى تتناولها هذه الافلام . فى رأى لابد لنا من دعم هؤلاء الشباب بكل الوسائل المتاحة وتقديم لهم المعلومات التى تساعدهم فى نقل القضايا التى تهم المواطن والوطن والتى تقدم للعامة ، فى تقديرى الدولة وممثلة فى وزارة الثقافة بعيد كل البعد عن السينمائين وعن مجال السينما عمومآ وعن المبدعين فى هذا البلد .