هل عجزنا يا قومي عن ان نقول كلمة الحق ونحن نري الباطل بين اعيننا، وهل ذهبت نخوتنا و شهامتنا ونحن نسمع أنين الضعفاء وتضور الجوعي, بكاءالصغار وأنين العجزه ودموع الحرائر وهن يسحلن سحلا كما تسحل البهيمه الميته. ماذا جرى لكم هل ماتت القلوب ام غابت العقول.. وامس القريب تداولت الوسائط عن موت تلك الفتاة التي وهبت حياتها للمحتاجين والتي زهقت روحها الطيبه بسبب الاهمال والجشع، اليس هذا دليل عملي علي الكبر والغرور الذي وصل اليه من بيدهم مفاتيح الامر؟ وياتري ماذا سيقول هؤلاء الذين بيدهم الامر لصاحب الامر عندما تقف تلك الفتاة و مئات العشرات مثلها ممن راحوا ضحية الاهمال و القتل الجائر وبدون وجه حق انهم يا سادتي من اكتنزت كروشوهم قبل جيوبهم بمال الشعب المسكين و تراهم وهم بجلاليبهم البيضاء الناصعه عمائمهم التي ان وزع اتمانها لاسكتت بطون تعوي .. و اينما تذهب تجد هؤلاء الخراصون وليس ذلك فحسب تجدهم يفرضون انفسهم علي الناس و تغلب عليه النرجسيه يسبلون اللحي و يصنعون غرة الصلاة كذبا علي جباههم ليخدعوا بها الله و الشعب وما يخدعون إلا أنفسهم و هم يعلمون .. ويسارعون لاي مكان فيه ماكله او غناء وسيماهم خلفهم من اثر الراحه، و تعرفهم وهم اللينه وجوهم ليس من اثر السجود والممتطون للفاره من السيارات و الساكنين لقصور تعد اغلي من نظيراتها في مدن الغرب والراسماليه البائعون لقوت الشعب الطيب وهي في عرض البحر قبل ان ترسوا السفن المحمله فيها الي اليابسه. كيف سيكون الحال في ذلك اليوم ياتري ؟ و قبل ان نفيق من هول الصدمه من موت تلك الفتاة تفاجئنا الاخبار بانتحار ثلاثه اشقاء!! نعم انتحار يا ساده يا كرام!!و يا لهول الصدمه! اتدرون انه من عدم توفر الدواء و بسبب الفقر وقلة الحيله اليس ذلك من العار ام انه موت الضمير يا سادتي. وتجدني احيانا افكر في الكيفيه التي استطاع بها مجموعه من هؤلاء الخوارج ان تسيطرعلي بلد استعصي علي اقوي دوله في زمانها ان تستمر ي السيطره عليه و تمنحه استقلاله علي طبق نظيف و لامع .. و تزداد حيرتي عندما اسال نفسي كيف ومن اين اتي هؤلاء بهذه الجراءة التي جعلتهم يستولون علي مفاتيح الامور السودانيه المعقده وكيف تسني لهم تفكيك هذه الدوله الشبه قاره المختلفه في كل شئ دينيا و ثقافيا بل ولغة و سحنات و لكنها ذات سياده احدة و ارادة واحدة ..كما قال الطيب صالح نعيد و نكرر هؤلاء الناس بشر مثلنا ياكلوا كما ناكل ويشربوا مما نشرب. اتذكر انه بداية ظهور جماعة الجبهه الاسلاميه انعقدت بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم ندوة حول الدبلوماسيه في السودان حيث شارك فيها العديد من الشيوخ و شباب الدبلوماسيين وعلي راسهم البروف محمد عمر بشير رحمة الله عليه و الذي عقب علي احد الاوراق مبتدرا بقوله ان احد اصدقائه العرب فاجاه بسؤال استنكاري ماذا اصابكم يا اهل السودان؟ ومحمد عمر بشير لا يطلق الكلام علي عواهله و هو الخبير في الشؤون السودانيه ثقافيه كانت ام سياسيه و العارف لخباياها و اسرارها فقد كان يعلق وهو حسير وكأنه يتنبأ بما ستؤول اليه البلاد و احوال العباد بعد أن يحكم الجبهه قبضتهم و تؤول اليهم امور الحكم (قوة عين) و العجيب ان البروف كان احد ضحايا التعسف الجبهجي. دعونا نلملم ما تبقي لنا من اطراف و من كرامه و نحاول ان ننقذ ما يمكن انقاذه من بقايا هذا الوطن المنهوك فليس هناك مستحيل تحت الشمس فقط يجب ان نتر للشعب حرية الاختيار فيمن يقوده، و حتما شعب رزح تحت نير سياط الاخوان مؤكد انه سوف ينهض من كبوته اقوى وأعظم .. اننا نتطلع لثورة شعبية عارمه مدعومه بفكر ورائ ابناء هذا الشعب ممن رفض الانصياع لهذا الظلم و شعب صنع الاستقلال و اكتوبر و ابريل قادر ان يصنع المستحيل ولن يكرر تجربة كهذه أبدا مهما دعت الحال.. انها غفوة ستعقبها صحوه .. والتحية لبنات وأبناء الشعب أينما كانوا.. و يام ضفائر قودي الرسن.. و اهتفي فاليحيا الوطن عثمان يوسف خليل