في الأيام القليلة الماضية ظهرت علامات التغلغل الإسرائيلي في جنوب السودان بصورة واضحة حيث اعترفت دولة الكيان الإسرائيلي بدولة جنوب السودان بصورة سريعة وتلي ذلك الإعلان عن دعم إسرائيلي للجنوب وقد وصلت بالفعل مما جعل البعض يصف ذلك بان إسرائيل سبقت العرب الي جنوب السودان وكيف لا يكون ذلك وكثير من الدول العربية كانت تدعم حركات التمرد في الجنوب لأنها عبارة عن مخالب قط للصهيونية العالمية وربما لا تهتم او لا تعرف عن السودان شيئا وبالأمس القريب خرج وزير الإعلام اللبناني ليعلن في تصريحات صحفية عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء اللبناني فقال ان لبنان قد اعترف بدولة السودان وهو يريد ان يقول دولة جنوب السودان !! وفي الماضي كنا نقرأ الأخبار عن تسلل أعداد كبيرة من السودانيين الي الكيان وكثير منا لم يكونوا يعملون ان هذا الأمر لم يأت من فراغ وإنما هو تخطيط يرعاه جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"والذي يتولي أعاد شبكات تجسسية ويعيدهم مرة أخري للجنوب ودارفور وفقا لما أوردته تقارير صحفية ولا غرابة في ذلك اذ ان السودان من ضمن البلاد التي كانت المرشحة لتوطين اليهود في السابق حيث تشير المعلومات ان اليهودي "واربورت" الخبير كان قد قدم عم 1900م اقتراحا الي اللورد كرومر في القاهرة بذلك الاقتراح وتبعه "ابراهام جلانت"الذي تقدم بنفس الاقتراح عام 1907م وكان التركيز علي جنوب السودان حيث الموارد الطبيعية ومصادر المياه التي تحقق حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات والدعم الإسرائيلي لحركة الانانيا والحركة الشعبية لم يعد أمراً مخفيا وقد ورد في كتاب وثائقي صدر عام 2002عن مركز دايان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب للعميد المتقاعد في جهاز الموساد "موشي فرجي "بعنوان "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان "حيث يوضح الكتاب ان "بن جوريون "هو صاحب إستراتيجية الدعم والتشجيع للأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي وقد اعترف بالدعم الإسرائيلي للتمرد في الجنوب زعيم الحركة الشعبية الراحل قرنق في العام 2002م في أسمراء أثناء لقائه مع مسئول إسرائيلي كبير في وزارة الدفاع معترفا بفضل الكيان الصهيوني عليه وعلي حركته حيث خاطبه قائلا :"انتم طهر الجماعات والأقليات المقهورة ولولاكم لما تحرر الأكراد من العبودية العربية ولما نفض الجنوبيون في السودان عن كاهلهم غبار الخضوع والخنوع والذل والعبودية ونحن نتطلع الي استمرار هذا الدور حتى بعد ان يتمكن الجنوبيون من تشكيل كيان سياسي وقومي خاض بهم متسلحا ومنفصلا عن سيطرة الشمال "وعلية فلا غرابة ولا داع للقلق من أمر وجود إسرائيل في جنوب السودان ولكن الغرابة يجب ان تكون في حال غياب إسرائيل عن جنوب السودان . نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :19/7/2011