من الناس من يكذب ويتحرى الكذب ويتخصص في روايات الافك على الاخرين ويترك لهم حق التكذيب أو التصديق ويمشي في طريق (الوهم) وهو يعلم انه كاذب فيما يقول ويفعل وانه مع ذلك يحقق نجاحاً (محدوداً) في اقناع اصحاب العقول (الخفيفة). الذي يطلق (الكذب) بهذه الطريقة يصح ان نطلق عليه لقب (الرجل الديمقراطي) لأنه يتيح الفرصة الكاملة للجميع ويجعلهم امام (خيار) التصديق او التكذيب. اما الذي (يطلق) الاكاذيب على الناس وفوق رؤوسهم ويصر على (تمريرها) بغرض تصديقها وفرضها عليهم بالقوة ولا تجد من يصدقها او من يلقي لها بالا وترتد عليه ثم يعود ويصدقها هو ذاته.. يعتبر في نظر الناس رجلا (غير ديمقراطياً) ولا يحق له الحديث عن الديمقراطية والمؤسسية والعمل الجماعي. من يشغل نفسه يكذب (الاخرين) عليه يدخل بارادته في بئرا عميقا لا يسمع ولا يرى ولا يسمع له صوت ويعزل نفسه بانقلاب ثوري (حقيقي). قبيلة (اليسار) التي اخذت موقعها (النافذ) في الحركة الشعبية تمتلك مهارات تحسد عليها في الكيد والركل بالحذاء والعمل بطريقة التكتيك المرحلي والعلاقات (المتغيرة) والمصالح (الثابتة) والشواهد على ذلك عديدة ومتوفرة و(موثقة) فما من جهد يبذه الشعب السوداني بعرقه وصبره و(فنه) وموهبته وعبقريته الا وسرقته هذه المجموعات وما من ثورة وقف عليها (اجيال) وبذلوا فيها الغالي والنفيس الا وسطوا عليها واي نجاح يشاركهم فيه (اخرون) من الجانب الاخر يظل (مقبورا) ومدفونا. الحقائق والوقائع لا يمكن تكذيبها باي حال مهما كانت قدرة الاله (الالكترونية) ودقة المزورين فهي باقية تحمي نفسها من كل شئ حتى من (الغيرة) لان الغيرة في هذه الحالة تقتل صاحبها فقط. تذكرت كل هذه الاشياء وانا احتفل مع (نفسي) بمرور 5 اعوام على معاهدة السلام التي انهت فصل من اطول الحروب في التاريخ الحديث. قبائل اليسار التي دخلت على (مؤسسات) الحركة الشعبية وامسكت بفاصلها بعد ان انتهت الحرب تحاول اقناعنا بانها كانت طرفا (اصيلا) في ما تحقق وان السودان الذي تريده الحركة هو السودان العلماني الموحد. التاريخ لا يمكن ان يبدأ بعلم مجموعة (قاصرة) ومحدودة ليس لها هم سوى المتاجرة (الرخيصة) بشعارات الحرية والديمقراطية. السودان الجديد مدفون في اتفاق السلام. الالتزام ببنود اتفاق (السلام) المتمثلة في الترتيبات العسكرية والامنية وحق تقرير المصير و(اسلامية) الشمال و(علمانية) الجنوب هو (السودان الجديد). اما السودان (المشحون) بالشعارات الزائفة يظل (وهما) صعب المنال يبني ويعشعش في عقول الجهات التي تحلم بالعلمانية وازالة قانون الفضيلة. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 12/1/2010م