تواثق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والرئيس التشادي إدريس دبّي وممثل أمير دولة قطر والاتحاد الأفريقي بالعمل علي التنفيذ الكامل لوثيقة سلام دارفور وإعادة دارفور لسيرتها الأولي ببسط الأمن والتنمية وإعادة النازحين إلي قراهم، وطالبوا كافة شركاء السلام والمجتمع الدولي بالالتزام بالتعهدات التي قطعوها بشأن السلام في دارفور، وأطلقوا نداءً فورياً لكافة أبناء الإقليم من حملة السلاح بالالتحاق بوثيقة الدوحة والتوقيع عليها بُغية تحقيق السلام الشامل في المنطقة. وأعلن الرئيس البشير العفو عن المعتقلين والمحكومين من حركة التحرير والعدالة ووجّه نداء ً لحاملي السلاح بدارفور للانخراط في السلام، وتعهد بتمكين النازحين واللاجئين من بدء حياة جديدة تخرجهم من المعسكرات وتلغي الإعانات والإغاثات. ووعد البشير لدي مخاطبته أمس حشداً جماهيرياً بمناسبة تدشين السلطة الإقليمية بدارفور في الفاشر، بإعادة دارفور إلي سيرتها الأولي "بعد أن دخلت شياطين الإنس والجن بين أهليها" – علي حد تعبيره – ودشّن البشير برفقة الرئيس التشادي إدريس دبّي ووزير العدل القطري حسن بن عبد الله الغانم، ممثلاً لأمير قطر، ووزير خارجية بوركينافاسو، عمل السلطة الإقليمية لدارفور بالفاشر. وقال البشير للآلاف الذين احتشدوا في ميدان النقعة وسط الفاشر، أن معاناة أهل دارفور أصبحت تجارة تتكسّب منها المنظمات الغربية.وأشار إلي أن مئات الموظفين في منظمة ما يسمي ب "أنقذوا دارفور" يستفيدون من الأموال التي يجمعونها لإغاثة النازحين واللاجئين من دارفور. وناشد رئيس الجمهورية النازحين بالعودة إلي قراهم الأصلية وتعهّد بتمكين أي نازح من بدء حياة جديدة وأضاف أن أهل دارفور أكرم من تتلقي الإعانات ويدهم كانت دائماً هي العليا، وتساءل "هل يجوز لأهل المحمل أن يكونوا في معسكرات النزوح يتلقون فتات موائد الغير".؟ ووعد الرئيس البشير بمساعدة رئيس السلطة الإقليمية التجاني السيسي علي أداء مهامه، وذكر إن الحكومة المركزية تسعي لإجراء مصالحات بين قبائل وبطون دارفور وجمع السلاح من أيدي المدنيين وحصره علي القوات النظامية فقط. وناشد كل حملة السلاح باسم أهل دارفور بالانضمام إلي مسيرة السلام. ووجّه بالبدء فوراً في إنفاذ الترتيبات الأمنية في اتفاق الدوحة تمهيداً لاستيعاب المقاتلين في القوات النظامية، قبل أن يعلن العفو عن كل منسوبي حركة التحرير والعدالة المحكومين والمعتقلين. من جانبه دعا الرئيس التشادي إدريس دبّي طرفي اتفاق الدوحة لتطبيق فعلي لاتفاق السلام قائلاً: "ليس هنالك بديل لاتفاق الدوحة "، وطالب جميع الحركات المسلحة بالتوقيع علي الوثيقة. وتعهّد دبّي لدي مخاطبته حشد الفاشر أن تساهم بلاده تشاد رغم إمكاناتها "المتواضعة" في سلام دارفور، مؤكداً ضرورة عودة النازحين واللاجئين إلي قراهم. في السياق دعا وزير العدل القطري حسن بن عبد الله الغانم جميع الأطراف للالتحاق بالسلام،كما دعا الطرفين للالتزام بالجداول الزمنية لاتفاقية سلام الدوحة. وأكد أهمية توفير خدمات المياه والصحة والتعليم في قري العائدين. من جهته أكد ممثل الأممالمتحدة رئيس بعثة "اليوناميد" بروفيسور إبراهيم قمباري دعمهم الكامل للسلطة الإقليمية للقيام بواجباتها في تحقيق سلام دارفور عبر الوثيقة، وقال إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أكد دعم الأممالمتحدة للسلام في دارفور ولجهود السلطة في المرحلة المقبلة، وناشد الحكومة والحركة بالالتزام بالبنود الموقّعة وعودة النازحين لقراهم وبسط الخدمات الأساسية للقرى، وقال قمباري إن البعثة تعمل إلي جانب السلطة والحكومة لإنفاذ بنود الوثيقة. فيما جدد الوسيط جبريل باسولي وزير خارجية بوركينافاسو دعم بلاده والاتحاد الإفريقي لسلام دارفور، وناشد كافة مكونات دارفور بدعم الوثيقة والسلطة. إلي ذلك تعهّد رئيس السلطة الإقليمية د.التجاني السيسي بالالتزام بما جاء بالوثيقة من بنود والعمل علي إنفاذها بالتنسيق مع الحكومة داعياً كافة الأطراف والشركاء بالدعم الكامل والإيفاء بالوعود في ما يتعلق بدعم العودة الطوعية وإعادة إعمار دارفور، وتعهّد بالتعاون مع بعثة "اليوناميد" وحذر السيسي من مغبة القبلية والإثنية، مشيراً إلي أنهما من أكبر المهددات بالمنطقة، وقال إنها انتشرت في كافة أنحاء السودان خاصة دارفور. وأثني السيسي علي جهود المؤتمر الوطني وحرصه علي السلام في دارفور من خلال الوثيقة والعمل علي إنزالها لأرض الواقع كما أثني علي جهود قطر والأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في التوصل لصيغة شاملة لسلام دارفور ممثلة في الوثيقة، وقال السيسي "عهدنا مع قطر إنفاذ تلك الوثيقة"، ووصف تدشين السلطة والاحتفال بها بأنه بمثابة مناشدة للأطراف الداعمة بالإيفاء بالوعود التي قطعوها بدعم سلام دارفور واحترام الجداول الزمنية. إلي ذلك وجّه والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كِبر رسائل للحركات المسلحة للحاق بالسلام وناشد المجتمع الدولي بدعم الوثيقة من خلال إنفاذ المشروعات الأساسية، وقطع كِبر تعهّدات بشأن إنفاذ وثيقة الدوحة شملها في الالتزام التام بالعمل إلي جانب السلطة والتعاون مع البعثة الأممية "اليوناميد" لإنفاذها. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 9/2/2012م