التصريحات التي أدلي بها الرئيس الشادي ادريس دبي، والتي تضمنت تأكيده عل أنه جاء الي السودان برغبة منه وليس باذن من أحد، وأنه جاء ليعرب عن رغبته وأستعداده والتزامه بالعمل علي عودة السلام، والثقة بين بلدينا وأنه جاء بقلب مفتوح لتحقيق هذا الهدف. هذه التصريحات انتظرناها طويلاً لاننا نعرف ان ما يربط بين بلدينا يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ويعتبر عن نفسه عن القبائل المشتركة بين بلدينا وأحتلاط الدماء نتيجة لذلك وتمازج العادات والتقاليد ونثق في أن الرئيس الشادي ادريس دبي يعرف هذه الحقيقة جيدا ويدرك منها ان عودة السلام الي ربوع دارفور ينعكس بكل تفاصيله ولكل ما يعنيه الي تشاد. وكان طبيعيا أن تجد كلمات الرئيس الشادي صداها العميق في نفوس السودانيين، وذلك خلال ما جاء علي لسان الرئيس عمر حسن البشير الذي أكد أن السودان مستعد لتعزيز العلاقات مع تشاد عبر تنفيذ كافه الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والالتزام بتحقيق السلام والاستقرار في كلا البلدين وأشار في هذا الصدد الي الروابط الأزلية التي تربط بين السودان وتشاد نشيرا الي أنها علاقات ضاربة في جذور التاريخ وبين ان السودان يسعي الي أعادة العلاقات بين الخرطوم وانجمينا لمصلحة الشعبين الشقيقتين الي اخر ما ورد علي لسان الرئيس البشير. كلمات الرئيس دبي وتصريحاته اذن وجدت التجاوب الكامل والسريع وعلي لسان رئيسه والشعب الذي رحب بها في السودان وفي تشاد يدعوا الي أن يراها واقعا يلمسه ويحسه في حياته، وبالسرعة التي تتطلبها ظروف البلدين الحالية ويمكن أن تقطع الطريق أمام الأعداء الذين يستهدفون بلدينا وسلامهما والأستقرار فيهما. السودان وتشاد اذن علي أبواب مرحلة جديدة يزول خلالها ما علق بالنفوس خلال المرحلة السابقة وتبدا بها مرحلة جديدة هي مرحلة التعاون في كل المجالات السياسية والاقتصادية ويتحقق خلالها ما يتطلع اليه الشعبان الشقيقان. زيارة الرئيس دبي الي السودان اذن فتحت المجال أمامنا لنطوي صفحة قاتمة في علاقاتنا ونفتح صفحة جديدة هي التي كنا نرجوها ونتطلع الي ان نترجم ما فيها تعاونا شاملا في المجالات كافة خدمة لشعبنا، وترجمة لما تعنيه كلمة الجوار من مشاركة عملية تحقق السلام والاستقرار وتدفع الي مزيد من التعاون وبكل الصدق والاخلاص. اننا نتطلع الي أن نجد ما ورد علي لسان الرئيسين واقعا نحسه ونلمسه ونعيشه في حياتنا اليومية هنا في السودان وهناك في شاد وجسورا من التعاون المثمر والخلاق، الذي يجعل الشعبين الشقيقين يفرضان وجودهما علي الأعداء ويعون مؤامراتهم ويبنيان قواعد السلام في بلديهما من اجل أخوتهم في الوطن ومن اجل الجيران والاصدقاء بنفس القدر وعليكم السلام. نقلا عن صحيفة اخبار اليوم السودانية 11/2/2010م