مع اقتراب الانتخابات العامة التي ستجري بعد عامين بداية 2015م بدأت القوي السياسية في الحكومة والمعارضة تحسس جماهيرها وبرامجها وأموالها بالضرورة لخوض انتخابات حاسمة لن تخرج بحال من احتمالين هما تكريس استمرار المؤتمر الوطني وحلفائه في الحكم لخمسة أعوام قادمة لحدود نهاية العام 2020 أو تغيير تركيبة الحكم بإزاحة الوطني بالطبع وتشكيل حكومة بديلة منتخبة. ما تقدم من افتراضات يمكن أن تأخذ مكانها في الساحة السياسية بعد عامين من الآن في حال قبول جميع اللاعبين بقواعد اللعبة الانتخابية والإحكام لصناديق الاقتراع ولكن حسناً ربما كانت الأوضاع في السودان تفترض التفكير بسيناريوهات أخرى فأحزاب المعارضة لديها شكوك في قيام انتخابات نزيهة بسبب ما وصفته بسيطرة الوطني على مؤسسات الدولة التي يمكن أن يسخرها ببساطة لخدمة أجندته الانتخابية وحسب كمال عمر القيادي بالمؤتمر الشعبي وهو من أشرس معارضي النظام فإن للوطني سحره يمكنهم تزوير صناديق الانتخابات في غمضة عين. زعيم المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي أبدي عدم ثقته في قيام أي انتخابات في المستقبل بالقول لا ثقة في انتخابات هؤلاء. في مقابل رفض القوى المعارضة التي تضم حزب د. الترابي والأمة القومي بقيادة الإمام الصادق المهدي ومجموعة الأحزاب اليسارية إضافة لعشرة أحزاب أخرى في مقابل رفضها لانتخابات تطرح وثيقة البديل الديمقراطي التي تفترض إسقاط النظام عبر التحرك الشعبي المسنود بالأحزاب لفرض واقع جديد يبدل بحكومة انتقالية تعقبها انتخابات عامة. بداية السيناريو قفزة في الظلام لأن المؤتمر الوطني وهو قوة لا يستهان بفاعلية وجودها بأي حال لا يمكن أن يسمح بأي حال بإطاحته من الحكم إلا عبر طريق واحد يبدأ بقبول المعارضة الاحتكام لصناديق الاقتراع وبقية السيناريو معروفة بالطبع. أو عدمه وفي السياق قطع القيادي النافذ بالمؤتمر الوطني د. نافع علي نافع بعدم قدرة الأحزاب على القيام بأي محاولة لإطاحة النظام عبر الشارع للحاق بما قال إنه (خم الرماد). وتوعد نافع بحسم أي محاولة للخروج للشارع يقودها ناس (زعيط ومعيط) حسب وصفه لقيادات في المعارضة وكشف نافع عن خطة للمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي لتأليب الشارع بالعمل وسط الأحياء السكنية أيضاً عن اجتماع للمعارضة والجبهة. الثورية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بغرض توحيد الطرفين وإن المحاولة فشلت لتباعد الرؤية حول مسألة قيادة المعارضة. ويمضي نافع في سياق هجومه على المعارضة إلي أن الغرب أصبح على قناعة بلا جدوى دعم لأحزاب لا تملك طرحاً سياسياً وليس لدي الجبهة الثورية أي رؤية لحكم البلاد. ويشر د. عبد الرحيم علي القيادي المعروف بالحركة الإسلامية إلى إن قيام انتخابات مبكرة في البلاد يستلزم التوصل لتوافق القوى المعارضة والمؤتمر الوطني على آلياتها حتى لا تأخذ المعارضة موقف المتفرج على ما يجري أو تنسحب وتشكك في النتائج. ويرى د. عبد الرحيم إن المظاهرات لن تكون وسيلة للوصول للسلطة. وفي حال إصرار المعارضة على أسلوب المنازلة عبر الشارع فإن المظاهرات لن تتوقف إلي الأبد لأن النظام لديه أنصاره ولن يعجز عن إخراجهم للشارع في أي لحظة. ويري مراقبون إن تحركات الأحزاب للإطاحة بالنظام لن تتوقف إلى حين قيام الإنتخابات أو حدوث أي احتمالات أخرى لأن الأحزاب أصبحت تعول على افتراض تراجع قوة النظام بسبب الأوضاع الراهنة سيما بعد مؤتمر الحركة الإسلامية الأخير الذي أنتج واقعاً ربما لا يجد القبول لدي قطاعات واسعة من الإسلاميين إلى ذلك ما زالت مسألة خلافة البشير في قيادة الحزب للفترة القادمة تراوح مكانها ولكن في حال قيام أي انتخابات لا يمكن تجاهل فرص الوطني المتعاظمة في اكتساحها في المقابل لا يمكن لأي جهة استبعاد تأثير قوى المعارضة على مجريات الأوضاع في البلاد في حال الاحتكام للصناديق فيمكن لأي تحالف بين الوطني والأمة القومي في العملية إن تغير تركيبة الحكم والمعارضة لخمسة أعوام قادمة بعد العام 2015م. نقلاً عن صحيفة الوفاق 25/12/2012م